بوتين نسي الMittelstand
الصفحة الرئيسية تحليلات

في حين أن الرئيس الروسي يترك العالم كله متسائلاً عن ما سيفعله مع انخفاض أسعار النفط والعقوبات المالية من الغرب الموجهة ضد أكبر الشركات الروسية الدولية ، رجال الأعمال الروس الذين حولوا البلد السوفيتي إلى بلد رأسمالي، يمرون بمرحلة إعادة تقييم قيمهم.

لا يوجد في روسيا مبدأ تأسيس الشركات المسمى بألمانيا «Mittelstand» - و هي مجموعة قوية من الشركات متوسطة الحجم التي توفر الاستقرار الاقتصادي وقوة التصدير في ألمانيا. ومع ذلك، في تسعينات القرن الماضي و أوائل القرن الحاضر كانت هناك محاولات لخلق شيء مماثل على أساس شركات ذات صلة بتجارة التجزئة والإستثمار الزراعي وإنتاج السلع الاستهلاكية. ظهرت هذه الشركات تلقائياً وكانت غالباً مملوكة من قبل أشخاص غرباء الأطوار و لكنهم كانوا في نفس الوقت قادةٌ كارزميون محبوبون من قبل الصحافة التجارية.

كان فلاديمير ميلينكوف ،صاحب غلوريا جينز، من مؤسسي إحدى هذه الشركات. عندما أصبح يتيما في سن ال 12، في عام 1960، ترك المدرسة للعمل في المصنع وتنمية مواهبته الريادية، التي كانت محظورة آنذاك. وقت إنهيار الإتحاد السوفييتي، سُجِن ثلاث مرات بسبب معاملات العملة الأجنبية وإدارة شركة غير شرعية لإنتاج الملابس. كان في طريقه ليصبح مليونيراً. على عكس العديد من زملائه في الإقتصاد الظلي السوفياتي، الذين حوّلوا إنتباههم إلى النفط أو المعادن، لم يترك إنتاج ملابس الجينز.

في عام 2013، كانت شركة ميلنيكوف تملك 36 مصنعا في روسيا وأوكرانيا، 628 متجرا وبلغت كمية المبيعات 841 مليون دولار (33.5 مليار روبل). Gloria Jeans تحتل مكانة أقل من شركات أمثال Zara وH&M

‎(OTCMKTS: HNNMY)‎، وتركز على إنتاج ملابس للأطفال والشباب. وظف المحكوم السابق لتوسيع تجارته مستشاريين من McKinseyوكبار المديرين منIKEA Sears،

‎(NASDAQ: Sears Holdings Corporation [SHLD])‎ وLevi's. نجا ميلينكوف من أزمة عام 1998 والأزمة المالية في عام 2008، وهذا لأنه كان يفكر بسرعة، وإستطاع إعادة ترخيص الإنتاج ومتابعة اتجاهات الموضة.

طوال حياته، ميلينكوف، البالغ الآن 66 سنة من العمر، لم يترك موطنه الأصلي ـ مدينة روستوف، حيث يقع مقر غلوريا جينز.

الآن، ومع ذلك، نقل 80٪ من الشركات المنتجة إلى الصين، وقال أنه يريد أن ينقل شركاته إلى هونغ كونغ في العام المقبل.

تم إغلاق تسعة مصانع للشركة حالياً في شرق أوكرانيا. ميلينكوف يدعي أن كل شيء بدأ من «مجرمين» (ولا يبالي أي طرف يمثلون) طالبوا بدفع ضريبة الحماية، ثم بدأ انقطاع الكهرباء. والآن عقلية الحصار الروسية ورأسمالية الدولة تجعل حياة ميلنيكوف صعبة كما كانت عليه عندما بدأ بتأسيس شركته في الاتحاد السوفيتي.

و يوضح ميلينكوف في مقابلة مع المذيعة الروسية كسينيا سوبتشاك لSnob.ru :

«لا يستطيع رجال السوق ورجال الأعمال فعل أي شيء في روسيا. سوف نموت في روسيا، وسوف نموت،عندما ننتقل إلى هونغ كونغ، ولكن الفرق في أننا سوف نموت في روسيا كعبيد، وفي هونغ كونغ - كفائزين».

من النادر أن يتحدث رجال الأعمال الروس بنفس جرأة ميلينكوف، الذي يقول إنه لا يعتقد أن روسيا ستقدرعلى الصمود في وجه «حصار» الغرب. ومع ذلك، كثيرون يوافقونه و يلمحون على ذلك بشفافية.

أسس يفغيني ديومين شركته لتصنيع معجون الأسنان Splat في عام 2000. الآن 11٪ من الأسر الروسية يشترون معجونSplat داكن اللون والمصنوع من مجموعة متنوعة من المكونات غير العادية مثل التوت السيبيري أو الذهب.

ينتظر كل مشتري معجون Splat رسالة مطوية من ديومين داخل العلبة. عادة تحتوي الرسائل على النكات أو المقالات حول فلسفة القيم، ولكن تحتوي أحد الرسائل الأخيرة أفكار عن موضوع العيش في العزلة:

«قبل أن تجد نفسك في قلعة محاصرة، يجب أن تعرف من أين يمكنك الحصول على المواد الغذائية والسلع الضرورية للحياة المريحة. لجعل الآخرين يحترموك القوة وحدها لا تكفي، عليك أن تكون ذكياً ليرغب الآخرون بالتعاون معك وليرغب الأذكياء القدوم إلى هنا وفتح شركاتهم التجارية ، أو إجراء بحوثهم، أوتعليمنا، أوفتح مشاريعم الجديدة، أو علاجنا في هذا المكان».

الناس أمثال ميلينكوف و ديومين وأربعة رجال أعمال روس آخرين، الذين قاموا بالتعاون مع نظرائهم الأوكرانيين بتوقيع نداء إلى السلم، يدركون أن آمالهم التي ولدت مع إنهيار الاتحاد السوفياتي، لن تكون في محلّها أثناء ولاية بوتين الثالثة. في عام 2013، نما إجمالي المبيعات لأكبر 200 شركة خاصة روسية بنسبة 4.4٪ فقط، في حين أن معدل التخضم بلغ 6.5٪. قاعدة دعم بوتين - هو القطاع العام، ولا يهتم الرئيس بما يحدث مع ال «Mittelstand» الروسي الجديد. قد يكون هذا أحد أسباب إستمرار تدفق رأس المال، الذي يقدر من قبل البنك المركزي الروسي بمبلغ 85.2 مليار دولارخلال أول ثلاث أرباع لهذا العام.

بعد رحيل بوتين من الرئاسة قد تضطر شركات القطاع الخاص الروسي ببدء كل شيء من الصفر. و هذا إذا لم يحل محله شخص أكثر صرامة على إستعادة النظام السوفيتي.

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق