تجارة داعش
Ahmed Jadallah/Reuters
الصفحة الرئيسية تحليلات, داعش

كلنا نعرف منذ فترة طويلة أن الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) تتلقى مبالغ كبيرة من بيع النفط عبر التبرعات على حسابها، كما تتلقى أموالا بواسطة السرقة والابتزاز. ومع ذلك، اتضح أن المسلحين يستخدمون الأنظمة المصرفية العالمية لتحويل أموالهم، يبدو ذلك غريباً و لكنه حقيقة.

أعلن عن ذلك لوازارة المالية الأمس ديفيد كوهين، نائب وزير المالية في مجال الإستكشاف في الولايات المتحدة. وهذا هو أول دليل على أن الجماعات الإسلامية تستخدم البنوك العالمية، مما يجعلها عرضة للخطر، ويعطي الولايات المتحدة فرصة لتقويض قاعدتهم المالية. أشار كوهين في خطابه إلى مجموعة صغيرة من الخبراء في مجال داعش، الذين كانوا يقولون منذ فترة طويلة بأن داعش تستخدم الدفع نقداً في أغلبية الأوقات.

«توجد العديد من فروع البنوك في المناطق التي تسيطر عليها داعش» - يقول كوهين. «التعاون مع السلطات العراقية، ورؤساء البنوك والمجتمع المالي الدولي سيساعدنا على تغطية عمليات هذه المجموعة في بيانات البنوك».

إذا كان الخبراء في شؤون الشرق الأوسط والإرهاب على حق، لن نتمكن أن نؤذي المتشددين باستخدام المضادة المالية، التي أثبتت نجاحها ضد تنظيم القاعدة وإيران وروسيا. ومع ذلك، فإن مهمة داعش لا تتوقف على العمليات القتالية بل تمتد إلى إدارة مساحة كبيرة من الأراضي التي إحتلوها، و هذا ما لن تستطع الجماعة التعامل معه باستخدام الدفع النقدي فقط.

وقال كوهين أن داعش تختلف إلى حد كبير عن غيرها من الجماعات الإرهابية و يمكن للأساليب التقليدية للقفل المالي أن تعطي نتائجها. 700 موظف في فريق كوهين يراقبون عن كثب عمليات المتشددين المصرفية.

مدى إمكانية داعش لإستخدام حساباتها، تعتمد على إمكانيتهم للوصول إلى الأنظمة المصرفية في سوريا والعراق وجميع أنحاء العالم. التعامل بالأموال النقدية متعب و خطير: من الصعب تخزين كميات كبيرة من المال لأنه يتطلب إشرافا مستمرا، كما يصعب نقلها. وعلاوة على ذلك، من دون الوصول إلى الأنظمة المصرفية الدولية سوف تجد داعش أكثر صعوبة في إدارة العمليات الخارجية، مثل ضمان تدفق المقاتلين الأجانب.

في الواقع، يمكن لإلتزامات داعش المالية أن تلعب دوركعب أخيل لهم، بغض النظرعن إمكانيتهم القتالية الرائعة. وقال كوهين إن الميزانية المحلية من بعض مناطق العراق المحتلة من قبل داعش تبلغ أكثر من 2 مليار دولار سنويا - وهو مبلغ يفوق إجمالي دخل المسلحين.

كرر كوهين الاعتقاد الشائع بأن داعش تكسب حوالي المليون دولاريومياً من خلال بيع النفط، ولكن هذا الرقم على الأرجح مبالغ. خصوصا بعد أن بدأت القاذفات الأمريكية بالقيام بضربات على حقول النفط والمصافي وطرق الشحن التي تسيطر عليها داعش.

وقالت وكالة الطاقة الدولية في تقرير بتاريخ 15 اكتوبر هذا العام أن القصف المنقط سيساعد على تقليل إنتاج النفط التابع لداعش إلى 20 ألف برميل يوميا. نظراً إلى الاتجاه العالمي العام لإنخفاض أسعار النفط، و حقيقة أن داعش مضطرة للقيام بتخفيضات كبيرة لجذب وسطاء النقل الغير المشروع للنفط الثقيل في تركيا، من المؤكد أن أسعار نفط داعش أقل من السعر العالمي الذي يبلغ 86 دولارا للبرميل - ربما سعرهم يساوي 20 -25 دولار. وبالتالي، فإن الدخل الحقيقي للجماعة الإرهابية يمكن أن يبلغ 500 ألف دولار يوميا وهذا مبلغ محترملكنه لا يزال أقل بكثير مما يعتقد الكثيرون.

اقرأ أيضا:
الرجاء وصف الخطأ
إغلاق