11 فكرة غير تقليدية حول استثمار الأموال

"يتم استخراج الذهب من الأرض في مكان ما في أفريقيا أو أي مكان آخر على كوكبنا، ليس من المهم. ثم يتم صهره.ومن ثم نحن نقوم بحفر حفرة أخرى ونستخرج منها الذهب من جديد وندفع للأشخاص على حراسة هذه الحفرة. وليس هناك أي فائدة من ذلك. وأعتقد أن المخلوقات الفضائية يدهشون كثيرا لكل ما نعمله بالذهب".

هذا ما قاله وارين بافيت في 1998 في كلمته عن قيمة الذهب.كان من المعتقد خلال السنوات الطويلة أنه يمكن أن تُكسب الأرباح الهائلة من الاستثمار في الذهب .ولكن الهبوط القوي لأسعار الذهب الذي شهدناه في الأعوام الأخيرة يدل على شيء أخر تماما.

من المدهش والمثيرللاهتمام أن الأشياء القديمة العتيقة يمكن أن تكلف ثروة حقيقية. على سبيل المثال بطاقة البيسبول مع صورة هوناس واجنر عليها تقدر قيمتها اليوم بحوالي أكثر من مليوني دولار.

ومَن يبحث عن الطرق والمجالات الجديدة للإستثمار في الأسواق المالية يمكنه أن ينظر إلى هذه الأدوات الإستثمارية المميزة لتخزين أمواله. يجب القول إن كل من هذه طرق الاستثمار الغير تقليدية المشار إليها أدناه قد أثبتت نفسها في السوق.ولكن يجب أن نلاحظ أنها أصول غير سائلة وليس هناك أي ضمان أن سعرها لن يهبط مثلما هبط سعر الذهب.

في مزاد عام 2010 قال الخبير في السوق السيد بيل غروس أنه في بعض الأحيان تصبح الطوابع النادرة أفضل وأكثر قيمة من الأسهم. وفقا للتقارير الصحافية استثمر غروس في شراء الطوابع مبلغا يتجاوز قدره 100 مليون دولار. يبدو أن جمع الطوابع هو هواية مربحة للغاية. وخلال ست سنوات مرت بعد الأزمة القوية التي شهدتها الأسواق المالية ازدادت قيمة مؤشر GB30 Rarities Index الذي يعبر عن قيمة التحف النادرة بنسبة 74%.

تعتبر الأسلحة والذخائر أيضا من أدوات الاستثمار الناجحة ومع مرور الوقت ترتفع قيمتها حتى كثيرا في بعض الأحيان. وحسب تقارير موقع ammo.net قد ازداد سعر 223 Remington في فترة ما بين عام 1999 وحتى عام 2011 بنسبة 224 %، وهذا النمو أكثر من مميز حقا. وسجلت مبيعات الأسلحة النارية مستوى قياسيا بعد فوز باراك أوباما مرتين في انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة بسبب تشديد القوانين حول قواعد استخدام الأسلحة. ويشير الكاتب والخبير الاقتصادي الأمريكي السيد آرون كلاري في هذا السياق ما يلي:

"بالمقارنة مع الترسانة من 600 وحدة ،الأسلحة مثلا لا يمكن اعتبارها أداة استثمارية مناسبة بسبب صعوبات كثيرة. بعض المسدسات هي ليست ضمان الأمن في البيت فحسب،بل إحدى من الأدوات الاستثمارية الجيدة. لذلك يمكننا أن نلاحظ أن الأسلحة والعملة تعتبر أدوات جيدة جدا للربح وكسب المال من ناحية الاستثمار فيها. يمكن تفسير ذلك بأن لها قيمة محددة من المتوقع أن تزداد تدريجيا مع مرور الوقت رغم الأوضاع الجيدة أو السيئة في الأسواق والظروف الاقتصادية".

تعتبر الصين اليوم موردا رئيسيا للمنتجات الخزفية في العالم. وحسب توقعات Knight Frank Luxury Investment Index سوف تزداد قيمة المنتجات الخزفية الصينية بنسبة 45 % خلال السنوات الخمس المقبلة. ويقول المشرف العام لشركة Chalre Associates السيد ريتشارد ميلز في هذا الصدد: " أصبحت الصين دولة رائدة في توريد المنتجات الخزفية عالميا خلال السنوات الألف الماضية. وهناك الكثير من المهتمين في هذه القطعات الفنية النادرة للحقبة التاريخية الفريدة التي انتهت منذ 100 سنة".

وفي شهر أبريل من هذا العام تم بيع فنجان خزفي في المزاد الذي صُنع في أيام أسرة مين الحاكمة في الصين حتى نهاية النصف الأول من القرن الـ17 بمبلغ 36 مليون دولار. وكما يقول الخبراء إن هناك 19 فنجانا مثل هذا موجودا حاليا في العالم ولذلك تعتبر من التحف النادرة فعلا.

فاد صندوق Wine Investment Fund الذي يقع مقره في بريطانيا أن مؤشرات النبيذ في السوق كانت أعلى من مؤشرات الذهب والنفط وحتى أعلى من مؤشرات FTSE و Hang Seng.ويقوم الصندوق بالإستثمار في النبيذ من نوع Bordeaux Chateaux الذي يجري إنتاجه بكمية محدودة جدا.

والمثير للاهتمام أن المستهلك الأكبر للنبيذ في العالم هو الفاتيكان.

من لديه ملصقات قديمة أو تواقيع للأشخاص المشهورين لا يفكر حتى في أن هذه الأشياء التذكارية يمكن أن تكسب له مبلغا كبيرا. لأن مثل هذه التذكارات هي دائما من نوع الأشياء التي تكون موجودة بكمية قطعة واحدة فقط لذلك كلما كانت هذه التذكارات أكثر طلبا كلما كانت قيمتها أعلى.

ويلاحظ السيد خيرش بورينشتاين صاحب شركة Frozen Pond Inc. والمورّد للأشياء التابعة للاعبي الهوكي المشهورين :

"أنا أعرف الأشخاص الذين قاموا بشراء سترة لاعب الهوكي وين غريتسكي بمبلغ 50 دولارا و ثم قامو ببيعها بمبلغ 200 ألف دولار. سترات اللاعب الآخر بوبي أور مثلا كانت تباع ب30 ألف دولار في عام 1996 وبعد 4 أو 5 سنوات بيعت مقابل 170 ألف دولار. هذه الأشياء تصبح مع مرور الوقت مثل قطعة فنية ويمكن كسب منها مبالغ هائلة. لذلك من الأهم أن نختار قطعة صحيحة لنحصل منها ربحا في المستقبل".

Surkov Dimitri/Shutterstock.com

وفقا لمؤشر Knight Frank Luxury Investment Index قد ازدادت قيمة السيارات القديمة الكلاسيكية بنسبة 456% في السنوات العشر الماضية. والسيارات من موديل Ferrari 250 GT التي تم إنتاجها في عام 1958 كانت تباع في شهر يناير من هذا العالم بمبلغ 8.8 مليون دولار.

وخلال السنة الأخيرة ارتفع سعر السيارات القديمة بنسبة 28 % وأصبح هذا النمو أكثر من نمو قيمة الأشياء الفاخرة الأخرى. كانت تزداد قيمة السيارات القديمة الإنجليزية والألمانية تدريجيا منذ شهر يناير عام 2013، حسب تقارير شركة Hagerty Insurance المتخصصة في السيارات القديمة الفاخرة.

إن تزايد الطلب والعرض المحدود والصيانة عالية المستوى يعتبر من الأسباب التي تدفع الناس إلى أن يشتروا الساعات غالية الثمن، كما يقول Paul Fraser Collectibles.وبغض النظر على أن معظم موديلات ساعات اليد ليست من الأهداف الجذابة للإستثمار فيها تعتبر الساعات من نوع Rolex و Patek Philippe من أدوات الاستثمار المربحة للغاية التي تزداد قيمتها مع مرور الزمن.

ويشير توبي ساتون وهو أحد الخبراء من شركة Watches of Knightsbridge إلى أن:

"تكلفة الكثير من الساعات من المجموعات الخاصة والساعات الفاخرة قد ازدادت ازديادا كبيرا في السنوات العشر الماضية".

إن شراء الألماس يعتبر أمرا ليس سهلا وحتى أكثر صعوبة من شراء الذهب مثلا،ولكن إذا اشتريتم ألماسا جيدا سوف تكسبون من هذه الصفقة كثيرا. وهذا ما قاله أحد المستثمرين السيد فيليب ماندوكا الذي استثمر أمواله مؤخرا في منجم الألماس في مملكة ليسوتو في حديث أدلى به لوكالة Bloomberg:

"يختلف الاستثمار في الألماس كثيرا عن الأنواع الأخرى من الاستثمار،مثلا العملات تخسر في قيمتها مع مرور الوقت. ولا توجد الآن عملة في العالم يمكن الاستثمار فيها بأمان وا لا تؤثر عليها التغيرات في النظام المصرفي والاقتصادي ".

ارتفعت قيمة العملات المعدنية النادرة بنسبة 220% حسب تقاريرلمؤشر Knight Frank. وكلما كانت العملة المعدنية أكثر ندرة كلما كانت قيمتها أعلى. ويقول تيري خانلون رئيس النقابة المهنية للقائمين بصك العملات ‎(Professional Numismatists Guild)‎ في حديثه إلى القناة الأمريكية CNBC:

"في الظروف الحالية حيث يسجل المؤشر Dow مستوى قياسيا في السوق يعتبر معظم الناس الذين يشترون العملات المعدنية النادرة هم من الذين يريدون إعادة استثمار أرباحهم في الرأسمال الذي لا يعتمد على الدولار".

مثال الأشياء النادرة والتذكارات يعتبر التوقيع النادر التابع لأي شخص مشهور عالميا إحدى من أدوات الاستثمار الجيدة.

ويلاحظ بول فريزير وهو صاحب الشركة المتخصصة لبيع الأشياء والتحف النادرة:

"حسب تقييمات بعض الخبراء، هناك عدد لا يتجاوز 200 مليون شخص من هواة جمع الأشياء النادرة الذين يمكن الاعتماد عليهم والتعامل المهني معهم. ومن المتوقع أن يتضاعف هذا العدد في السنوات الـ20 المقبلة. لا شك في أن الإستثمار في التوقيع مثير للغاية إلى درجة أن هناك مطاردة دولية بهدف الحصول على نموذج التوقيع النادر. والكثير من المتاحف والمكتبات مثلا ومنها المكتبة البريطانية مستعدة لشراء التوقيع النادر".

وفقا لؤشر PFC40 Autograph Index قد ارتفعت قيمة توقيع نيل أرمسترونغ بنسبة 1345% خلال 14 سنة أخيرة.

حسب رأي جيف غوندلاخ وهو الخبير الاستثماري يمكن مقارنة التحف الفنية مع الذهب من ناحية القيمة المماثلة نسبيا لهما. وبموجب الدراسة الأخيرة التي قام بها العلماء مؤخرا ، الاهتمام والطلب على التحف الفنية على مستوى العالم يزداد باستمرار.

وتقول هذه الدراسة ما يلي: "حوالي 76% من عدد هواة جمع التحف الفنية يقومون بشرائها ليس فقط انطلاقا من حبهم إلى الفن أو بهدف إضافة قطعة فنية جديدة إلى مجموعتهم الخاصة فحسب، بل من أجل استخدامها كأداة استثمارية مربحة (بالمقارنة مع نفس المعدل بمستوى 56% في عام 2012). هذا يدل على أن الجانب الاستثماري للتحف الفنية يلقى قبولا متزايدا من قبل المهتمين والجامعين للتحف الفنية".