كيف  سترد الولايات المتحدة  على التحدي  النفطي ؟
الصفحة الرئيسية تحليلات

في الرابع من نوفمبر أعلنت المملكة العربية السعودية عن قرارها بخفض كبير لسعر النفط للولايات المتحدة وفي اليوم التالي وبدون تفكير طويل صرح البيت الأبيض وكبرى الشركات النفطية الأمريكية عن رد الفعل الأمريكي على هذا الاستفزاز.

كما صرح المتحدث الرسمي للبيت الأبيض جوش أرنست الولايات المتحدة تراقب بكل اهتمام توازن العرض والطلب في سوق النفط العالمي. ولدى الولايات الأمريكية مخزون كبير من إحتياطيات النفط .ولم يذكر أرنست ما إذا كانت الولايات المتحدة ترغب في زيادة إنتاج النفط. وثم كتبت The Wall Street Journal أن شركة British Petroleum مستعدة لتصدير النفط الخفيف المنخفض الكبريت دون ما تسأل عن موقف الولايات المتحدة الأمريكية بهذا الشأن.وهذا التحدي المباشرليس موجها إلى منظمة أوبك فحسب، بل للولايات المتحدة الأمريكية عموما.مثل هذه القرارات الانفرادية يمكنها أن تقوض بشكل كبير توازن العرض والطلب العالمي.وإذا حدث هذا سوق النفط والمنتجات النفطية ستستفيد كثيرا من ذلك, ولكن الطلب من دول آسيا قد شهد انخفاضا ملحوظا حيث أعلن رئيس البنك المركزي الياباني حاروخيكو كورودا أن دولته لا تزال تكافح خطر الانكماش الاقتصادي.

لماذا يتحدث البيت الأبيض اليوم عن الاحتياطيات الاستراتيجية الأمريكية للنفط؟

كيف يمكن قراءة هذا التصريح؟ ليس فيه شيئا محددا ولكنه يشير إلى تلميح واضح موجه إلى المملكة السعودية. في حين ترد الولايات المتحدة أن مثل هذه القرارات بشأن أسعار النفط لا تعجبها ويمكنها من جهتها أن تتخذ الإجراءات المناسبة كرد فعل مناسب. وكما كشفت المصادر المطلعة للبيت الأبيض أنه من المحتمل تخفيض كبير للاحتياطيات الاستراتيجية الأمريكية للنفط والمنتجات النفطية (يعادل حجمها اليوم 690 مليون برميل ) إلى حوالي 100 مليون برميل.

وحقيقة الأمر أن الولايات المتحدة قد زادت كثيرا حجم إنتاجها من النفط والغاز. وتخشى المملكة السعودية من حدوث تخمة نفطية ممكنة في السوق العالمي إذا قررت أمريكا أن تضيف إلى السوق 100 مليون برميل إضافي.

في إطار حرب الأسعار مع المملكة العربية السعودية يمكن للولايات المتحدة أن تقوم بشراء النفط لتقديم الدعم الضروري للشركات التي تقوم بتطوير حقول النفط الصخري. وأمريكا قادرة أيضا على استخدام ضغطها السياسي من خلال المنظمة التجارية العالمية على سبيل المثال. كيف ستكون نتيجة حرب الأسعارهذه لا يعرف أحد.هناك الكثير من الاحتمالات وبالتأكيد أكثر من سيناريو واحد لتطور الأوضاع.

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق