من ضد الاستقلالية الكاتالونية
nito/Shutterstock.com
الصفحة الرئيسية تحليلات

أجرت كاتالونيا الشمالية يوم الأحد 9 نوفمبر، استفتاء رمزي على الاستقلال. تشعر المقاطعات الجنوبية الفقيرة بقلق بالغ إكستريمادورا ومقاطعات أخرى يشعرون بالقلق إزاء فقدان الدعم من الجيران الأثرياء في الشمال.

لعقود عديدة، تحصل مناطق جنوب اسبانيا المتخلفة على دعم من ضرائب الصناعات المزدهرة في المحافظات التي تضمنها كاتالونيا. ولكن للسنة السادسة يستمر الانكماش الاقتصادي في أوروبا و يحاول الكتالونيون الحد من تدفق الأموال التي في رأيهم ، سياسوالجنوب يسرفون بها. متجاهلين حكم المحكمة العليا في إسبانيا على حظر رفع قضية الانفصال خلال الانتخابات ، قد قاموا بتنظيم استفتاء على الاستقلال. قادة الحركة الانفصالية يأملون أن نتائج التصويت ستعزز موقفهم.

جنبا إلى جنب مع غيرها من المناطق الجنوبية ، سكان ميريدا ،عاصمة منطقة إكستريمادورا يتابعون ذلك بتنبه و سخط.

خوان رودريغيز بلازا المتحدث الرسمي لحكومة إكستريمادورا يتساءل :

"إذا قررت كاليفورنيا الانفصال عن الولايات المتحدة لتعبها من دفع الضرائب، فكيف سيشعر سكان ولاية ألاباما؟".

متوسط دخل الفرد المقيم في منطقة إكستريمادورا هو 60% من دخل الكاتالوني و البطالة تصل إلى 28% أي أعلى ب 8 نقاط مئوية. لايوجد نظام تشغيل المشاريع المتطورة أو الفنادق الفخمة في ميريدا، فهي تبقى على قيد الحياة بسبب شهرة الآثار الرومانية و الدعم المقدم من الحكومة الاتحادية.

المسرح الروماني

رئيس الحكومة إكستريمادورا خوسيه أنطونيو موناغ الذي ينتمي إلى الحزب الشعبي الإسباني، يعرف كخصم للاستقلالية الكاتالونية.

يعرض ساخرا على الكاتالونيين، بما أنهم بحاجة إلى المال أن يبحثوا في أندورا، الملاذ الضريبي, حيث وجد لدى رئيس الائتلاف الحاكم السابق في كاتالونيا في الآونة الأخيرة حساب مصرفي غير معلن عنه.

يقول أنه إذا أردنا حقا اجراء استفتاء على استقلال كاتالونيا، فيجب على كل اسبانيا أن تصوت..

يشكو موناغو:

"نحن مجرد متفرجون سلبيون".

المتحدث بإسم حكومة كاتالونيا قال: لا ينبغي أخذ تصريحات السيد موناغو بمحمل الجد، لأنه "لا يقولها بحمل الجد".

كتب مؤخرا موقع الأخبار الإسبانية حول رحلات موناغو الى جزر الكناري إلى حبيبته على حساب الدولة. نشر تقارير عن 32 رحلة في عام2009 و2010 عندما كان عضوا في مجلس الشيوخ. . وقال السيد موناغو في مؤتمر صحفي يوم الجمعة، أنه لا يتذكر العدد الدقيق للرحلات إلا أنها كانت مرتبطة وضرورية للعمل. المعارضة بدورها تدعو إلى التحقيق.

يرد الكتالونيون على الانتقاد حول محاولات تحقيق الاستقلالية بالأرقام. وفقا لحسابات الحكومة الكاتالونية، المنطقة تعطي بقية اسبانيا 8% من إجمالي المنتجات المحلية. وبعبارة أخرى، 43 سنتا لكل يورو من الضرائب يذهب من غير مردود.

ميغيل بوتش رابوسو الاقتصادي الكاتالوني الداعم لحركة الاستقلال، يقول:

حول برشلونة، كانت هناك عدة كوارث للسكة الحديدية، الناس بحثوا في الأرقام وقرروا بأنهم قد اكتفوا".

تتدعي الحكومة المركزية أنه وفقا لحساباتهم، العبء الضريبي على كاتالونيا أقل مما تتدعيه برشلونة والمنطقة يمكن أن تستفيد من كونها جزءا من اسبانيا، خاصة خلال الأزمة الاقتصادية.

اثنتان من مناطق الشمال الغنية، الباسك و نافارا،تملكان الحق في جمع ضرائبهما الخاصة. نتيجة لذلك و وفقا للاقتصاديين، لا تعطي حصة كبيرة للميزانية الفيديرالية.

أكثرما يغضب الكتالونيين هو تمويل الدولة لمشاريع لا فائدة لها في الجنوب بما في ذلك جسر بقيمة أكثر من 70 مليون يورو والاستمرار بمسارات البقر و مطار منطقة لا مانتشا المهجور بتكلفة 1 مليار يورو.

منذ سنوات قليلة عندما حاول خوسيه أنطونيو مانغو اقناع الحكومة ببناء خط سكة حديد فائق السرعة إلى اكستريمادورا، قال عمدة برشلونة كسافيير ترياس، بأنها كارثة. وأجرى القياس التالي:

"إنك تساعد أخاك الفقير و تحول له الأموال شهريا، ثم يشتري سيارة أودي من آخر موديل ".

Iakov Filimonov/Shutterstock.com

النقاش حول توزيع الدخل يتم فرضه على الإقليمية التقليدية النمطية.

في دراسة عام 1996التي قام بها الكاتالوني خوسيه لويس غارسيا عالم النفس الإسباني الإجتماعي، عرض اختيارما يربطهم مع سكان المناطق المختلفة. في كثير من الأحيان وصفوا الكتالونييون ب"توكانيو" ما يعني بخلاء.

نفس الاستطلاع أظهر أنه في اسبانيا لا يحبون الكاتالانيين: إذ سجلوا أقل نقاط من سكان أي من المناطق الأخرى ال17 في البلاد - 4.8 نقطة على مقياس 10 نقاط. سكان إكستريمادورا سجلوا أكثر – 6.4 نقاط.

حتى سكان الباسك وطن إيتا الانفصالية التي كانت في ذلك الوقت فعالة في أنشطة إرهابية، قد تلقوا 5.8 نقطة.

أدلى سانغرادوربملاحظة، أنه في أيامنا هذه، برأيه قد تكون النتائج مماثلة.

يقول النقاد أن الكاتالونيين في اعتزازهم بالنجاح يصلون في كثير من الأحيان إلى التساهل تجاه الآخرين. في عام 2011، حاكم التحالف الكتالوني خوسيه انتوني دوران لييدا، أظهر هذا في جنوب اسبانيا من خلال انتقاده لخطة الرعاية الصحية للعاملين في الزراعة المقترحة من قبل الحكومة.

يقول:

لدينا المزارعين البسيطين الذين لا يملكون ما" يكفي من المال للحصاد، و في أجزاء أخرى من إسبانيا يحصلون على المساعدات الحكومية و ينفقونها في البارات".

نادرا ما تعتبر الإساءة مقبولة لكن الاقتصاديون يقولون بأن اقتصاد الأقاليم الجنوبية يعتمد بشكل كبير على الدولة. حصة القوى العاملة في قطاع استريمادورا العام، هو أعلى حصة في اسبانيا، حوالي 30% و هو أكثر بمرتين من حصة كاتالونيا.

, تخلف القطاع الخاص أدى للهجرة إلى الشمال خصوصا في الستينات.كثيرا ما يدعي موناغو بأن له أقارب في كاتالونيا أكثرمن في إكستريمادورا.

فرانسيسكو فرنانديز صاحب البقالة القريبة من الساحة الرئيسية في ميريدا، يقول:

" إن أساس الاقتصاد الكاتالوني قد وضع من قبلنا. عملنا مقابل البنسات في المصانع الكبيرة. و الآن لدي عملاء أقل" .

في إكستريمادورا يعيش 1.1 مليون شخص و هذا أقل من عام 1960. سكان كاتالونيا 7.6 مليون شخص. يقول سياسي اشتراكي من إكستريمادورا أنه إذا إنفصلت كاتالونيا, سيجب عليها إرجاع 150 ألفا لمهاجري استريمادور.

لكن العديد من هؤلاء المهاجرين لا يرغب في العودة. إدواردو رييس الذي يرأس مجموعة الدعوة للاستقلال المسماة ب سوماتي والمركزة على المهاجرين وعلى الذين لا يتكلمون الايطالية.

يقول:

هناك مقولة: "البقرة تذهب إلى حيث يوجد العشب".

انتقل والديه إلى كاتالونيا من الجنوب ، من الأندلس. وفقا له في الأندلس لا تزال بقايا الإقطاع مرئية: الأراضي الضخمة يملكها النبلاء أو العائلات ذات المنافذ السياسية.

عندما قال موناغو أن أعضاء سوماتي قد اصبحوا ضحايا لمتلازمة ستوكهولم(هذه الظاهرة النفسية حيث تبدأ الرهائن بالتعاطف مع خاطفيهم)، أدى هذا إلى فضيحة.

يقول رييس:

هناك في الجنوب يعيشون في الماضي. أنا أقاتل من أجل كاتالونيا, لأن هذه الأرض هي التي أرى عليها الفرص لنفسي ولأسرتي".

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق