أسعار النفط يمكن أن ترتفع
الصفحة الرئيسية تحليلات

توقعات سعر النفط من أوبك (منظمة الدول المصدرة للنفط) لم تكن دقيقة قط، لذلك فمن الممكن عدم لفت الانتباه إلى تنبؤاتهم التي تنص على أن في العقد الحالي سيثبت سعر 110 دولارا للبرميل الواحد وبحلول سنة 2040 سعر177 دولارا . لكن كان من المنطقي أن نصغي لرأي عبد الله البدري الأمين العام لأوبك بأن انهيار أسعار النفط المذهل في الأونة الأخيرة سببه المضاربون، و في السنة التالية الأسعار قد ترتفع مرة أخرى.

أوبك تقدم تقريرسنوي World Oil Outlook منذ سنة 2007 في أول تقرير أسعار نفط أوبك لعام 2030 كانت بنحو 50-60 دولارا للبرميل. ثم ارتفعت الأسعار إلى 141 دولارا للبرميل وانخفضت إلى 33 دولارا خلال الأزمة المالية العالمية في عام 2008. في عام 2010 أوبك توقعت السعر حوالي70-80 دولارا لسنة 2020 ولكن هذا التوقع لم يبرر نفسه - متوسط السعر خلال السنوات الأربع الماضية كان أكثر من 100 دولارا للبرميل.

أسعار من الله

كما قال ذات مرة مؤسس لوك أويل فاغيت اليكبيروف، "أسعار النفط-هي أسعار من الله". تؤثر على العرض والطلب عوامل كثيرة جدا بحيث أن أكثر المحللين طموحا يمكنه بناء نموذج موثوق. لكن منظمة أوبك تحاول أن تفعل ذلك و في توقعاتها، الطلب العالمي للنفط سيستمر في النمو بما لا يقل عن 1 مليون برميل يوميا حتى نهاية عام 2019. العام المقبل متطلبات خارج الدول المتقدمة، الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية - لأول مرة سوف يتجاوز متطلبات دول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

هذا السيناريو يقوم على افتراض أنه على الرغم من استخدام الدول المتقدمة لمصادر طاقة أكثر استدامة وصديقة للبيئة كالسيارات التي تحرق كميات أقل من البنزين، فإن الشهية النفطية للدول النامية سوف تنمو بشكل أسرع من انخفاض الاستهلاك في الدول المتقدمة. حيث أن توقعات أوبك بأن متوسط استهلاك النفط في سيارة واحدة أو شاحنة سينخفض بنسبة 2.2% في السنة وزيادة أسطول السيارات في الصين والهند وغيرها من الأسواق الناشئة أكثر من 1 مليون سيارة بحلول 2040 سيعوض عن الانخفاض في الاستهلاك و أكثر.

نفط من دون تنبؤ

لتلبية الطلب المتزايد لشركات النفط، يجب الحفاظ على مستوى عال من الاستثمار.وفقا لتوقعات أوبك، سيستثمر أعضائها، أكثر من 40 مليار دولار سنويا قبل نهاية العقد، في حين أن الاستثمار في البلدان أخرى بغرض الحفاظ على توسيع الإنتاج هو 300 مليار دولار سنويا.

عبد الله البدري يقول:

لا يمكن للأسعار أن تظل منخفضة لأنه في هذه الحالة سيتوقف جزء كبير من الاستثمار".

في البداية قد يبدو أن الأمين العام لأوبك يخلط بين السبب والنتيجة. ففي النهاية، من المفترض أن تنخفض أسعار النفط بسبب تباطؤ الاقتصاد والحد من الاستثمار. تقرير World Oil Outlook شدد بأن :

"النمو الاقتصادي-هو ليس فقط عامل رئيسي في الطلب على النفط ولكن أيضا من أهم أسباب عدم اليقين بشأن حجم الاستثمارات اللازمة".

إلا أننا لا ننصح باعتبار حجة البدري كخطأ. الطلب على النفط مستقر تماما. السيناريو الرئيسي لأوبك يستند على توقعات متوسط النمو في الاقتصاد العالمي في الفترة من 2014 إلى 2040 إلى 3.5% سنويا. إذا تم حساب المؤشرات في ارتفاع أقل بما يعادل 3.1% في العام،فإن الطلب في عام 2015 سيقل فقط ب 300 الف برميل من النفط في اليوم الواحد، في حين أن الطلب بسنة 2020 –ب 2 مليون برميل يوميا و سيكون مساويا ل 95 مليون برميل.

لكن هذا الاقتراح أكثر عرضة للتقلب ، ليس فقط لأنه يعتمد أكثر على الأحداث الجيوسياسية. فمن السهل أن نتصور كيف يمكن لعدم الاستثمار أن يؤدي بشكل غير حاد إلى الحد من إمدادات النفط. .

الرمال النفطية

إن النمو المتوقع في الإنتاج يعتمد إلى حد كبير على نجاح رأس المال في المشاريع مثل زيت الخزانات، حفر المياه العميقة، الإنتاج من الرمال النفطية. فإذا تم تعليقها حتى خلال النمو الإقتصادي البطيء النفط سيكون قليلا و الأسعار سوف ترتفع.

التكهنات هي الملامة حتى و لو لم توجد

مشكلة القرارات الاستثمارية بأنها مقررة من قبل الناس و الإنسان يسعى إلى العيش في الحاضر. ما يقوله حدس أعضاء مجلس إدارة الشركات، ردا على مقال فيه تنبؤ طويل الأجل في انخفاض أسعار النفط، قد لا يكون صحيحا تماما، ولكن بالتأكيد سوف يؤثر على الطلب. كما أشار البدري أسعار النفط تختلف حسب السوق المالية وحسب كميات العرض والطلب. أكد الأمين العام لمنظمة أوبك أن زيادة العرض على الطلب ب 600 ألف برميل في اليوم الذي نعيشه الان لا يكفي أن يفسر انخفاض السعر بمعدل 28% منذ منتصف يونيو.

رفض البدري التكهن لماذا يسعى المضاربون إلى خفض أسعار النفط. هذا ما يفعله ناس أقل حذرا، على سبيل المثال، الرئيس الروسي، الذي أعرب عن أسفه من أن عدم التواصل بين سوق النفط المادي والمواقع التي يتم تداوله فيها،" يخلق شروطا للمضاربة وبالتالي التلاعب في الأسعار اعتمادا على مصالح أي كان ". يقول:

"في بعض حالات الأزمات هناك شعور بأن تسعير الطاقة تسوده السياسة ".

الرئيس الروسي و الذي هُددت شعبية سياسته بسبب انخفاض قيمة الروبل السريع نظرا لانخفاض أسعار النفط، يرى في كل مكان مكائد الغرب. لكن ليس هناك حاجة إلى سرد نظرية المؤامرة لكي نرى بأن الأسواق المالية إلى حد كبير تحكمها التعليقات. عندما، لسبب أو لآخر،يعتبر النفط سببا للتشاؤم، فمن المحتمل جدا انخفاض الاستثمار المفرط، وهذا بدوره يضع الأساس لنمو الأسعار في المستقبل.

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق