تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام
Alaa Al-Marjani/Reuters
الصفحة الرئيسية تحليلات

تحصل مجموعة من الجهاديين على أرباح كثيرة من الحقول النفطية وترصد الوصول إلى الكميات الهائلة من الأسلحة وتستفيد من نفوذها في أغلبية المناطق في سوريا والعراق حيث يسعى التنظيم إلى إقامة دولة مستقلة تحت شعارها.

هيكل التنظيم

وفقا للمعطيات والأوراق الرسمية من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام التي تمكنت القوات العراقية من الحصول عليها وأرسلتها بعد ذلك إلى الولايات المتحدة وطبقا لبيانات المحقق العراقي هاشم الهاشمي، يعتبر هذا التنظيم منظمة متكاملة تعتمد على العمل المنسّق لجميع عناصرها العديدة التي تقوم بتحقيق أهم أهدافها في مختلف مجالات نشاطها. والكثيرون من قادة التنظيم هم ضباط سابقون من جيش صدام حسين الذين تم تدريبهم لأساليب مكافحة الإرهاب أثناء التدريبات العسكرية التي كانت تهدف إلى مواجهة الجيش الأمريكي.

المساحة

لا يزال تنظيم الدولة الإسلامية يتوسع نطاق تأثيره ونفوذه في أراضي العراق وسوريا حيث يهجم على المزيد من المدن والقرى التي تقع بالقرب من مصادر الموارد للطاقة وأهم منشآت البنية التحتية وبما في ذلك في المناطق الحدودية.

وخلال فترة الصيف قد عزز التنظيم مواقفه في المناطق داخل سوريا بعد ما أعاد سيطرته على الأراضي المستولى عليها من قبل جماعات المتمردين وأيضا في المناطق التي كانت تسيطر عليها قوات النظام سابقا. وتحاول قوات التنظيم حتى الآن تعزيز سيطرتها على المناطق الحدودية بين العراق وسوريا.

وشهدت قوات التنظيم سلسة من الهزائم في أراضي العراق حيث نجحالجيش العراقي بدعم من القوات الجوية الأمريكية والقوات الكردية في استعادة منطقة الموصل والمدينة الكردية أمرلي .

التمويل

بفضل الملايين من الدولارات النفطية تحول التنظيم اليوم إلى أغنى المنظمات الإرهابية في تاريخ البشرية. حسب تقييمات الخبراء تبلغ قيمة النفط الذي تم استخراجه في 10 حقول النفط التي تقع تحت إشراف المجموعة الجهادية في كلا من سوريا والعراق إلى مستوى من مليون إلى مليونين دولار كل يوم بالمجمل.

وتقوم المنظمة الإرهابية بالتنسيق والسيطرة على أكبر حقول النفط في شرق سوريا. وفي شهر يوليو تمكن تنظيم الدولة الاسلامية من السيطرة على أكبر الحقل في البلد – حقل عمر الذي يمكن الاستخراج منه 30 ألف برميل يوميا معند استخدامه بالكامل . وفي الوقت الحالي قد انخفض حجم الإنتاج فيه بثلثيْن من معدل الإنتاج المحتمل المذكور أو حتى أكثر من ذلك.

في شهر يونيو واصلت قوات التنظيم هجومها على المناطق النفطية في العراق، وفي أغسطس سيطرت على أغلبية الحقول النفطية في كردستان والعراق عموما. طبقا لتقييمات الخبراء، يمكن إنتاج ما يقارب من 25 إلى 40 ألف برميل يوميا (ما يساوي 1.2 مليون دولار في السوق السوداء على الأقل) من جميع الحقول النفطية العراقية التي تسيطر عليها قوات تنظيم الدولة الإسلامية

الإدارة

بعد هجوم ناجح على أي بلدة جديدة لا يتم تغيير السلطات فيها كثيرا ولكن تجبَر السلطات المحلية أن تتبع وتلتزم بمذهب الدولة الإسلامية. وتقوم الشرطة الدينية بمراقبة عامة والزام الجميع بقواعد عديدة اختلفة بما في ذلك أن تكون المتاجر مغلقة في وقت الصلاة وتغطي النساء وجوههن ورؤوسهن، حيث يتم تسييج المناطق العامة وتعلَّق على السور المعدني الأعلام السوداء لتنظيم الدولة الإسلامية. يعاقب جميع الأشخاص المتهمين في مخالفة القانون بالإعدام العلني وبتر الساقيْن واليدين. وفي نفس الوقت لا تمنع سلطات التنظيم عمل الأسواق والمخابز ومحطات الوقود.

القوات المسلحة

يقول المحللون من Central Intelligence Agency إن الجيش الدولة الإسلامية يضم ما يقارب من 20 إلى 31.5 ألف جندي في كل من العراق وسوريا وحوالي 15 ألف منهم هم عسكريون من دول أخرى وعاملون بعقود.

والعدد الأكبر من العسكريين هم من البلدان الإسلامية المجاورة بما فيها مثلا تونس والمملكة العربية السعودية. وغيرهم يأتون من الدول البعيدة مثل بلجيكا وروسيا والصين والولايات المتحدة.

الأسلحة

حصلت قوات التنظيم على كميات كبيرة من الأسلحة من القواعد العسكرية في العراق وسوريا حيث تصل قيمتها بالمجمل إلى بضعة مئات من ملايين الدولارات،وقد تستمتع الدولة الإسلامية حاليا بثروات الموارد التي تم إرسالها كمعونة إنسانية إلى المعارضة السورية من الدول الأجنبية. وتشير Conflict Armament Research وهي الشركة المتخصصة بدراسة طرق واتجاهات تهريب الأسلحة إلى أنها اكتشفت إمدادات أسلحة وصواريخ لتنظيم الدولة الإسلامية تم إرسالها من المملكة العربية السعودية و الولايات المتحدة الأمريكية إلى جماعات متمردة أخرى.

ومن بين أنواع الأسلحة التي اكتشفت Conflict Armament Research واقع تهريبها كانت بندقيات M16 وM4 مع ختم الملكية من الولايات المتحدة. جدير بالذكر أن مثل هذه البندقيات مع نفس ختم الملكية تم العثور عليها عند الجماعات لمسلحة في العراق حيث كانت الولايات المتحدة ترسل هذا النوع من المساعدة في أيام الاحتلال الأمريكي.

يقول الخبراء من Conflict Armament Research إنهم اكتشفوا أيضا أن هناك الصواريخ M79 المضادة للدبابات من يوغوسلافيا السابقة وهي من نفس طراز M79 الذي ترسلها المملكة السعودية كمساعدة للمترمدين السوريين.

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق