مهارات البقاء على قيد الحياة في سوق العمل
الصفحة الرئيسية تحليلات

قبل عشرين أو ثلاثين سنة لم يكن هناك طريقة لبدء النشاط التجاري من أي مكان في العالم ببساطة عن طريق بضع نقرات بالماوس. للبدء بالعمل كان من الضروري أن تأتي إلى المكتب حيث تتواجد آلة كاتبة أو كمبيوتر و كانت الوثائق المهمة مخزنة في الملفات و الهاتف معلق على الجدار. وعلى الأرجح بعد أن تكون عملت لعدة عقود كنت ستكسب معاشك وساعة يد ذهبية.

الآن يشهد الهيكل ومبادئه تغييرات جذرية. كلما حدث ذلك يتعين على الناس تعلم مهارات جديدة لتلبية الحقائق الجديدة. مرة واحدة إضطرت الإنسانية إلى تعلم العمل في الزراعة وبعد ذلك في المصانع، ومن ثم تعلمت العمل بإستخدام الآلات الكاتبة والفاكسات.

والسؤال الذي يطرح نفسه: ما هوالشيء الذي يتوجب علينا تعلمه من أجل تحقيق النجاح في عالم اليوم في السنوات ال20-30 القادمة؟ يمكننا تقسيم جميع المهارات إلى ثلاث فئات رئيسية هي:

  • حل المشاكل
  • التكنولوجيا
  • ضبط النفس

مهارات حل المشاكل

كثيرون لا يدركون أن الناس هم المسؤولون عن تصميم وهيكلة العالم من حولنا. معظم الأشياء التي نتفاعل معها بشكل يومي مصممة من قبل بعض الناس للناس الآخرين. ومع ذلك فإن جزءاً كبيراً من هذه الإختراعات لا يخلو من عيوب ولا يحل جميع مشاكلنا. وينبغي للجميع تكريث المزيد من الوقت للتطوير والتصميم في السنوات الأولى والإستمرار في تطوير هذه المهارات الأساسية كأساس لحل مختلف المشاكل في المستقبل. و يتوجب على الناس معرفة كيفية تقييم إحتياجات المجتمع وفهم الإحتياجات الواقعية لكل شخص الذي تختلف وجهة نظره عن العالم عن وجهة نظرهم.

نقطة رئيسية أخرى: تستخدم المنتجات والحلول من قبل الجميع وبالتالي يجب على المطورين أن يلقوا نظرة على الإبداعات الخاصة بهم من مختلف الأطراف أثناء التصميم فالأطراف متنوعة مثل آراء الناس الذين سيستخدمون هذه المنتجات.

المهارات التكنولوجية

أول ما يتبادر إلى الذهن هو عدم وجود مطورين: نحن بحاجة الى مزيد من الناس الذين يعرفون كيفية البرمجة.

الحاجة لمثل هؤلاء الناس بالتأكيد ملحة، ولكن هذا ليس كل شيء. القدرة على البرمجة هي مهارة أساسية لكنها ليست الوحيدة. هذا ليس سوى جزء من الحل. نحن بحاجة إلى علماء كمبيوتر وباحثين . الناس الذين يقدرون القيام بالتفكير النقدي وفي الوقت نفسه بتقديم أفكارهم رياضياً. نحتاج إلى المطورين الخبراء في واجهة المستخدم والتفاعل وإلى مدراء مشاريع والقوى العاملة البارعة في أمور التكنولوجيا.

مهارات ضبط النفس

جميع المنتجات التي تتطلب المهارات التكنولوجية تتطلب أيضاً إمتلاك فئة أخرى من مهارات المستقبل - مهارة ضبط النفس. وتشمل هذه المهارة كل شيء إبتداءً من الوعي الذاتي إنتهاءً بالسيطرة على الإستقرار المالي الخاص بك وخاصة عندما لم نعد نعمل عند صاحب عمل واحد لمدة 20 عاماً.

يتوقع المحللون أنه بحلول عام 2020 ستبلغ نسبة العاملين المستقلين ما بين 40 و 50 في المئة من القوى العاملة، وسيواجه كل شخص تحديات تكنولوجية يومية التي ستتطلب إهتماماً متواصلاً. كل يوم نأخذ المزيد والمزيد من المسؤولية الشخصية عن طريقة العمل التي تؤثر على عافيتنا.

في بعض الحالات يمكن للسلطات مراقبة ساعات عملك، ولكن في الوقت نفسه تتخذ مجموعة من القرارات الفردية: كم مرة في الدقيقة تفحص البريد، متى يجب أخذ إجازة، هل يجب القيام بجزء من العمل في المنزل أم لا.

عند العمل عن بعد لا تعمل ببساطة من التاسعة صباحاً حتي الخامسة مساءً. جزء كبير من أي عمل مبني على المعرفة والإبداع، وهذا يعني أن العمال والشركة يجب أن يفهموا جيداً كيفية بناء العمل الأكثر فعالية والتي ستعمل على تطوير شخصية الفرد والمجموعة بأكملها.

وهذا يعني أيضا أنه إذا كنت لا تستطيع أن تعتمد على صاحب العمل الذي سوف يقوم برعايتك وضمان شعورك بالأمن بإستمرارعليك أن تأخذ على نفسك هذه الوظيفة.

الحفاظ على الإستقرار الاقتصادي الفردي يعني العمل على ربط المهارات التي تسمح لنا بالإنتقال من أحد أنواع العمل إلى أنواع أخرى من العمل المستقل إلى التوظيف الكامل.

إذا سيتطلب في المستقبل مجموعة مختلفة من الأشخاص البارعين في أمور التكنولوجيا و تقييم الإحتياجات ذات التفكير التصميمي، والقادرين في نفس الوقت على التحكم الذاتي بفعالية ومرونة إقتصادية. ونظراً لأن الناس هم الذين خلقوا أنظمة الأعمال والعمال فإن المستقبل في مجال العمل فعلاً يعتمد علينا.

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق