كيف تنشئ شركة إعلامية
الصفحة الرئيسية تحليلات

تحدثت نيكول ديفيس مؤسسة شبكة الإنترنت البريدية بروكلين بيسد عن لماذا من السهل إنشاء شركة خاصة للإعلام ولكن من الصعب أن جعلها تعمل.

زارت إبنتي مكتب والدها عدة مرات و في كل مرة تسألني نفس السؤال: "لماذا لا أستطيع زيارتك في مكان عملك؟". أجاوبها وأنا جالسة على مائدة الطعام: "لأن ها هوعملي أمامك". أنا أعرض لها موقعي و أبدأ في التوضيح أن جميع أعمالي على الإنترنت وهذا يعني أنه يمكنني العمل في أي مكان. على ما يبد هذا إما صعب جدا أو ممل جدا بالنسبة لطفلة تبلغ خمس سنوات من العمر،لأنها تعود إلى التلوين بعد بضع دقائق.

هذا يجرح شعوري. فلقد أردت أن يترك عملي إنطباعا لديها. أعتقد أن هذا يتطلب طاولة مع أقلام تلوين قابلة للمسح و جولة في مكتبي حيث أقدم لها الموظفين، ولكن في الواقع لقد اخترت مهنة تمكنني من إيلاء إهتماما أكثر لها و لإبني. على طريق مهنتي:صحفية مستقلة(هي مهنة مرنة جدا) قمت بحيلة صغيرة و أسست رابطا على الإنترنت بإسم بروكلين بيسد، و نما هذا الرابط ليصبح شركة إعلامية و الآن أنا إحدى قادتها.

العمل والأسرة

ما زال بإمكاني القيام بمعظم العمل من المنزل، ولكني الآن نادرا ما أكتب تقاريرا مهمة لأنني مشغولة جدا في دعم الموقع والأسرة. تقول جنيفر سينيور في كتابها "كل الفرح و لا متعة" ‎(All Joy and No Fun)‎،أن السبب الرئيسي في صعوبة تربية الأطفال هو نقص تدفق الحالة الإبداعية الذي يستنفد قواكم عندما تكرسون أنفسكم لمشروع واحد لفترة طويلة. من الصعب أيضا أن تمسكوا بهذا التدفق عندما تديرون العمل وتقومون بأنفسكم بجميع الأعمال تقريبا.فأنا أبدل كل يوم بين وظائف محرر، مدير مبيعات و منظم الحدث. ولكن بما أني أعتبر بروكلين بيسد طفلا لي فأنا على إستعداد لعمل كل شيء تقريبا لجعلالشركة تعمل .

لو لم يكن لدينا أحداث مثل معارض الزفاف التي تعقد مرتين في السنة و سلسلة من الجولات على الحانات و المؤتمر الإعلامي لإيندي ، و هو عبارة عن مقابلات تقربنا فكريا، فما كنا قادرين على دفع تكاليف عملنا و عمل الصحفيين المستقلين في الأشهر قليلة الربح عندما يتدفق المال المكتسب من الإعلانات بشكل قليل كما هو الحال الآن. في الحقيقة ووفقا لشعوري الخاص فأنا في السنوات الأخيرة أقضي معظم الوقت في المفاوضات وفي الدردشة مع أصحاب الحانات و المراسلات مع وكالات الزفاف و ليس في كتابة المقالات و التحرير وهذه أسباب إنشائي لبروكلين بيسد.

أصبح العمل أسهل يساعدني مدير الحدث الخاص لكي لا أفقد عقلي، و خلصتنا شبكة الإعلانات من الحاجة إلى بيع المساحات الإعلانية و لدينا مكان لإجراء الإجتماعات للمشاركين بالعمل. و لكن ما زلنا أنا وشريكتي أناليز رئيسة التحرير نقوم بالتحويل من شيء لآخر. فهي أيضا تؤدي وظائف التسويق و تكرس الكثير من الوقت جنبا إلى جنب مع الشركاء لإختراع المسابقات التي تجلب مشتركين جدد و هي مثلي تقوم بكل شيء آخر يجب القيام به.

هنالك بدائل لهذا المشروع المجنون. كان يمكن أن نجمع الأموال و نستثمر في بروكلين بيسد (وهي مسألة أخرى نقوم بالعمل عليها) لتعيين موظفين لوظائف واضحة. يمكن أيضا أن نقرر أن الوقت قد حان لإنهاء هذا المشروع وأن نجد عملا أكثر ربحا وأقل إرهاقا من الناحية العاطفية. و من الممكن إعادة النظر في هذه المسألة بعد سنة، و لقد فعلت ذلك ثلاث مرات. إنه من الصعب أن تترك ما أنشأته بنفسك من الصفر بالإضافة إلى أنه يمنحك حرية الإبداع.

أزمة الإعلام

أنا متأكدة من أنه لن يكون بإستطاعتي أن أهتم بمشروع شخص آخر بنفس الإهتمام. أخاف أيضا أنه عندما يعود الإعلام إلى قوته فسوف يجلب إلى حياتي مزيدا من التوتر و تعدد المهام والتي منها ما يكفي الآن. لقد تدهورت حالة إثتنين من المجلات التي عملت معهما قبل البدء في قيادة بروكلين بيسد بحيث بقي منهما مجرد غلاف. تشكو سالي كوسلو، واحدة من أقدم كتاب مجلة لايديز هوم جورنال التي أغلقت الآن و التي عملت بها فورا بعد تخرجي كمساعدة محرر: تموت وسائل الإعلام التقليدية و يحل محلها الشباب الذين لا يمرون بنفس الصعوبات عند تحركهم ببطء في قائمة المحررين على الصفحة الأولى من المنشور:

"إنها خطوة قوية أن تحصل على الريادة في مجلة تنشر في الإنترنت بسنوات قليلة فقط بعد التخرج من الكلية للعمل مع الكتاب الذين تزيد خبرتهم عن خبرتك بخمس مرات و لكن يكسبون الآن نقودا زهيدة. نعم، لو كنت في ال26 من عمري، لما رفضت عملا كهذالأنه سابقا لم يكن حتى بإمكاننا أن نحلم بأن نصبح رؤساء تحرير قبل سن ال40".

إن الفرص الوظيفية لمحرر في العشرينات، واعدة أكثر من الناحية المالية في الوقت الحاضر. لأنه الآن لا تعتبر كتابة المقالات كخيار لكسب العيش، علاوة على ذلك، فإنه على الرغم من عناوينها العالية فلقد تمكنت سوى بضعة منشورات من البقاء على قيد الحياة و هي المنشورات التي تدفع أجورا عالية.لا يملك معظم العاملين في حرفتنا المتقلصة إمكانية الحصول على راتب لائق لكتابة الكلمات فقط.أصبح العمل مع النص غير كافيا: يجب أيضا أن تكون خبيرا في الشبكات الاجتماعية، من المستحسن أن تكون قادرة على التصوير، أن تفهم محرك البحث الأمثل و تعرف نظام واحد لإدارة المواقع على الأقل. إذا كنت حقا ترغب في المضي قدما فقم بإضافة العمل مع الفيديو، معرفة قوائم ال CSS و تصور البيانات إلى مهاراتك.

يمكن لمن هو أكثر يأسا أن يفتح مجلته الخاصة. أعتقد أنني أعمل بقدر ما إذا كنت أعمل بكتابة مقالات لمواقع ومجلات آخرى أو أعمل بحقوق التأليف و النشر و أحصل على نفس الدخل.

وبعبارة أخرى، لا يمكنني أن أصبح ثرية من عملي هذا ولكن أشعرأنني أقوى بكثير، لأني سيدة نفسي.

أنا لا أريد أن أعترف بذلك، لكن أعتقد أن الصحفي البروفيسور جاي روزين قد كان على حق عن عندما قال:

"إن مشاركة الصحفي في النضال من أجل بقائه على قيد الحياة، يجعله أقوى و أذكى".

مخيم إندي ميديا كامب

Indie Media Camp

يعكس إيندي ميديا كامب كيف يتشابك الإعلام مع ريادة الأعمال تماما. علينا أنا و أنيلزا أن نقوم بالأجزاء الإدارية و الإبداعية في موقعنا، لذلك أنشأنا مؤتمرا لمناقشة قضايا التمويل جنبا إلى جنب مع مناقشة طرق كتابة عناوين أفضل وهذا يتوافق تماما مع كيفية عملنا بالجمع بين العديد من المناصب و بعبورنا للعتبة الوهمية ما بين التحرير و قسم الدعاية باستمرار.

نحن نسأل الأسئلة التي نرغب بأنفسنا أن نحصل على إجاباتها عندما نقوم بتشكيل برنامج المؤتمر، على سبيل المثال:

  • كيف يمكن العمل في إنستاغرام و بينتيريست بالظبط؟ دعونا مدير الشبكات الاجتماعية ليشرح لنا ذلك و هو من شركة ريفاينيري29 ، التي تملك مئات الآلاف من المشتركين في هاتين المنظمتين.
  • كيف يمكننا أن نزيد الجمهور؟للإجابة سنلجأ إلى فرق التسويق لشركات وسائل الإعلام الكبيرة و الشركات الناشئة بدأ من بون أبيتيت و إنتهاء بباركبوكس.
  • وأخيرا السؤال الذي نعود إليه باستمرار: هل من الممكن النجاح من دون التمويل ؟ قررنا أن نوجه هذا السؤال لممثلي شركات فود52 و هي شركات ذات إستثمار مشروعي و لديها إثنتين من إمبراطوريات وسائل الإعلام (غوثاميست و كورنر ميديا) التي تعملان من دون مستثمرين.

كرس مؤتمر أي إم سي أساسا لمثل هذه القضايا العملية ،ولكننا في هذا العام قمنا أيضا بتخصيص الوقت لقضايا أكبر على سبيل المثال، بيئة العمل العدائية التي تواجهها النساء الصحفييات حيث عدم الكشف عن الهوية في الإنترنت فقط تحميهم من الإنتقاد.

يعمل أساسا في وسائل الإعلام أناس ملتزمون في عملهم بحماس فعلينا أن نتحمل الأجور المنخفضة و الأشرار المتصيدين. ولكن في الوقت الذي يزدهر فيه مجتمع العاملين في وسائل الإعلام على الشبكة، نحن أيضا نحتاج إلى أن ننسق مع زملائنا في الحياة الحقيقية. خاصة إذا أضيفت طاولة للحرف اليدوية للأطفالإلى مكان عملك.

يوفر مؤتمر أي إم إس فرصة لضخ الإلهام والتعلم من الزملاء بغض النظر عن شكل عملهم.

المصدر: Medium

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق