الهبوط المهني

يصبح تسلق السلم الاجتماعي أصعب على نحو متزايد. تشير نتائج الأبحاث التي أجريت في جامعة أكسفورد و في كلية لندن للإقتصاد والعلوم السياسية إلى أن اتجاه النمو المهني يتغيير تدريجيا إلى اتجاه الهبوط المهني.

درس الباحثون بيانات أكثر من 20 ألف رجل و امرأة بريطانيين من أربعة فئات عمرية:لسنوات الميلاد ال 1946، 1958، 1970 و 1980-84 ، معتمدين على نسخة نصفية للتصنيف الإقتصادي والإجتماعي الرسمي للإحصاءات الوطنية التي تنص على أن كل فرد ينتمي إلى فئة إجتماعية معينة إعتمادا على وظيفته ونوع مهنته. أجريت المقارنة بين أشخاص في عمر 28-40 عاما و بين والديهم.تبين أن ما يقرب من ثلاثة أرباع الرجال والنساء يكونون في فئات مختلفة عن فئة العائلة التي نشؤوا فيها.

يؤكد إرجيبيت بوكودي الأستاذ المشارك في قسم السياسة الاجتماعية لجامعة أكسفورد:

إن المسألة هي في التغيير المستمر في بنية الطبقات الاجتماعية. عين الخبراء في الوظائف الإدارية وفي المناصب العالية في فترات الخمسينات حتى الثمانينات. لكن قد بدأ هذا الاتجاه الآن بالإنخفاض ،وأصبح الآن لدى أطفال الذين انتهزوا فرصة النمو العملي في الماضي فرص مفرحة أقل.

يقول بوكودي:

إذا كان الشخص مولودا في طبقة إجتماعية معينة، فإن فرص بقاء إنتمائه إلى هذه الفئة الآن أكثر مما كان يعتقد سابقا. و إذا أخذنا التغيير في الدخل فقط، كمقياس فهي أكثر من ذلك بكثير. على سبيل المثال، فرص الطفل الذي يولد في عائلة مدراء، أن يصبح مديرا، أعلى ب20 مرة من فرص طفل ينتمي والده إلى الطبقة العاملة.

يلخص المؤلف المشارك في دراسة علم الإجتماع الدكتور جون غولدتورب، النتائج كالتالي:

"يدعي السياسيون أنه لدى الجيل الحديث من الشباب فرص أقل من فرص والديهم في السابق، في تعزيز تسلسلهم الإجتماعي و تؤكد نتائج دراستنا هذا. إن مستوى الحراك الإجتماعي لا يزال هو نفسه، ولكن الاتجاه السائد الآن هو هبوط الطبقة الاجتماعية. وقد حدث مثيل لهذه الحالة في الماضي و يمكن أن يؤدي هذا إلى عواقب سياسية وإجتماعية في المدى البعيد" .