قبضت الشرطة الإيطالية هذا الأسبوع على 4 متهم منتمي إلى مجموعة إجرامية تدعى ندرانغيتا، ومنشؤها جنوب محافظة إيطاليا كالابريا. كان سبب الإعتقال فيديو يوضح كيف يقبل الرجال في المجموعة. تمت الإعتقالات في مدن شمال ايطاليا: ميلان كومو و ليكو واهذا العتقال فاجأ الجميع إذ اعتقد الكثيرون أن النشاط الرئيسي لندرانغيتا يتدفق من جنوب البلاد.
تقل هذه المجموعة شهرة عن الكوزا نوسترا الصقلية و كامورا النابولية، و مع ذلك لاتقل عنهما بضخامتها و و غنائها الفاحش. دخلها السنوي حسب تقرير معهد البحوث الإيطالي ديموسكوبيكا 53 مليار يورو، وهي تضمن حوالي 60 ألف شخصا يمارسون نشاطهم في نحو 30 بلدا.
يأتي دخل ندرانغيتا الرئيسي من تهريب المخدرات و التخلص من النفايات بطريقة غير مشروعة وكذلك الابتزاز و القماروتجارة الأسلحة غير المشروعة و الدعارة والتزوير. أوضحت الإعتقالات الأخيرة أن ندرانغيتا ليست نشطة في الجنوب الفقير فقط بل أيضا في القلب الإقتصادي للبلاد. وحسب ديموسكوبيكا، فإن نشاطات المجموعة مندمجة في أعمال البلاد المشروعة و غالبا ما يصعب التمييز بين وكلاء و عملاء ندرانغيتا و بين رجال الأعمال العاديين.
لتقدير حجم الكارثة، يمكن مقارنة دخل ندرانغيتا بدخل بعض الشركات الإيطالية. تحتل ندرانغيتا المرتبة الخامسة في صفوف الشركات الإيطالية الكبرى، وفقا لصافي الربح و تجني ضعف ما يجنيه بنك البلاد الرئيسي يونيكريديت:
إذا لو كانت ندرانغيتا دولة مستقلة فبالتأكيد كانت ستكون في كالابريا، و نظرا لناتجها الإجمالي المحلي فكانت ستحتل مكانة قبل لوكسمبورغ و بعد سريلانكا.
يساوي دخل ندرانغيتا في "السوق الداخلية" 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي في إيطاليا. في كالابريا تستأجر المجموعة الشباب العاطلين عن العمل الذين لا توجد لديهم فرص أخرى للكسب. حتى نظرا للحالة السلبية العامة في جنوب إيطاليا، فإن كالابريا تعد أكثر مناطق البلد حرمانا - كان هنا معدل البطالة بين الشباب في العام الماضي 56% وهو أقل ب 42% من المتوسط الوطني المروع.