مشاكل ذات أبعاد كونية
الصفحة الرئيسية تحليلات

يمكن للأعمال التجارية في مجال الإتصالات الساتلية أن تكون بيئة معادية تماماً مثل الفضاء.

شبكة الهواتف المحمولة Iridium ‎(NASDAQ: IRDM)‎ و GlobalStar ‎(NYSEMKT: GSAT)‎، وهي شركات لديها أكبر أساطيل من الأقمار الصناعية التجارية، أفلست، قبل إعادة دخول السوق على شكل مجموعات مالية و صناعية. Teledesic- الشركة التي توفر الوصول إلى الإنترنت عبر الأقمار الصناعية وتُدعم من قبل Microsoft ‎(NASDAQ: Microsoft Corporation [MSFT])‎، أوقفت عملياتها في عام 2002، في حين أن SkyBridge، وهي شركة مماثلة مدعومة من قبل Alcatel ‎(EPA: ALU)‎، أفلست في عام 2000.

إذاً لماذا يسعى إيلون ماسك إلى أن تحصل شركته على حق توصيل الطرود إلى الفضاء. هل احتلت SpaceX مكانتها في الأعمال التجارية ذات الصعوبة الكبيرة إلى هذا الحد؟

عندما يتعلق الأمر بجني المال من الفضاء تجمع المبالغ الكبيرة على الأرض: يتم الحصول على الدخل عند إنتاج الأقمار الصناعية والصواريخ أو الأقمار الصناعية لنقل البيانات من وإلى المدار. المدار هنا ليس سوى حلقة في سلسلة التسليم.

معظم الأرباح في هذا العمل تأتي من القنوات الفضائية. ولكن، مثل خدمات البث التلفزيوني الأخرى، لن تتغلب هذه الخدمات على الإنترنت، و هذا يجبرالشركات الكبيرة على التكيف مع الواقع الجديد حيث تبث جميع أنواع وسائل الإعلام عبر شبكة البيانات.

الأعمال التجارية المتنامية

وتقول سوزان أروين، رئيسة المكتب الممثل لمؤسسة Euroconsult في الولايات المتحدة، التي تقدم إستشارات بشأن إستخدام الأقمار الصناعية:

«إن صناعة الأقمار الصناعية كلها تمر بمرحلة الولادة الثانية. حقيقة أن بث التلفزيون يتم عبر شبكة الإنترنت غيرت طريقة نقل جميع أنواع البيانات. تحدث تغييرات في مجال الإتصالات عبر الأقمارالصناعية التي تزيد من كفاءة الأقمار الصناعية من ناحية التكلفة وسرعة نقل المعلومات، وإستخدام الأقمار الصناعية لتوزيع حركة المرور على الإنترنت تنتمي إلى الأعمال التجارية المتنامية ».

ومع ذلك الإنترنت عبر الأقمار الصناعية الآن مكلف وبطيء ،فقط 0.2٪ من المستخدمين في OECD (منظمة التعاون والتنمية الإقتصادية) إستخدموا شبكة النطاق العريض عبر الأقمار الصناعية في عام 2012. وأظهرت التجارب التي أجريت من قبل الهيئات التنظيمية لقطاع الإتصالات في الولايات المتحدة أن الإنترنت عبر الأقمار الصناعية ب 19 مرة أبطأ من الإنترنت الأرضي بسبب المسافات الطويلة التي تقطعها الإشارة، ويمكن أن تكون التكاليف عالية جداً. التعقيد التقني لمعالجة البيانات وقمع العوائق من الأقمار الصناعية الأخرى قويان جداً ويتطلبان المشي على أروقة البيروقراطية للأمم المتحدة، التي توزع الطيف الترددي لنقل البيانات من وإلى المدار.

الإنترنت عبر الأقمار الصناعية بالنسبة لماسك هو وسيلة لتسهيل تحقيق أهداف شركته الجديدة. وقد أثبتت SpaceX قدرتها للتنمية الفعالة للمعدات الفضائية. الآن يأمل مؤسسو الشركة والمستثمرون في أن تكون قادرة على تطوير وسيلة غير مكلفة للغاية لإطلاق المركبات الفضائية التي يمكن أن تطلق إمكانات الشركات العاملة ضمن المدار. الطريقة الأكثر سهولة هي إستخدام الأقمار الصناعية الصغيرة الجديدة لخلق مجموعات المدار الأرضي المنخفض واسعة النطاق التي يمكن أن تحل المشاكل القديمة للإتصالات الساتلية، بما في ذلك التكاليف العالية على الآلات الكبيرة ومنطقة التغطية المجزأة. إستثمر أيضاً بعض مستثمري SpaceX في Planet Labs، شركة ناشئة آخرى تعمل على رصد الأرض من الفضاء.

لا تعلق SpaceXعلى خطط ماسك لإطلاق الأقمار الصناعية ولا تؤكد المعلومات من مجلة Wall Street Journal أن الشركة تخطط لإنشاء كوكبة المدار الأرضي المنخفض من 700 قمر صناعي للوصول إلى الإنترنت (إذا تم إنشاء مجموعة من هذا الحجم، فإنه سيتم زيادة عدد الأقمار الصناعية على مدار الأرض بنسبة 60٪).

فيسبوك وجوجل

غريغ فايلر. Photo by Bloomberg

SpaceX ليست الشركة الوحيدة المهتمة بالإنترنت عبر الأقمار الصناعية. تحدث مؤسس فيسبوك ‎(NASDAQ: Facebook [FB])‎ مارك زوكربيرغ عن اهتمامه في بهذه التكنولوجيا، وجوجل ‎(NASDAQ: Alphabet Class C [GOOG])‎ تستثمر في مثل هذه المشاريع خلال فترة لا تقل عن ست سنوات. في عام 2008، إستثمرت جوجل في O3b ،شركة أُنشئت من قبل رجل الأعمال جريج ويلر لمساعدة الشركات الأخرى في الوصول إلى الإنترنت أي " للمليارات الثلاثة المتبقية"أي لسكان البلدان النامية الذين لا يستطيعون الحصول على الإنترنت. ثمانية أقمار صناعية O3b تقدم خدمات "التواصل مع القاعدة"، لتحل محل كابلات الألياف البصرية في أماكن يصعب الوصول إليها، ولكنها لا تسمح للمستخدمين بالإتصال مباشرة بالإنترنت.

إستقال ويلر من منصبه كرئيس تنفيذي بعد سنة، عندما تم شراء O3b من قبل عملاق الأقمار الصناعية الأوروبية SES. في عام 2013 إنضم إلى موظفي جوجل جنباً إلى جنب مع مدير التكنولوجيا السابق لO3b. أعلنت شركة جوجل عن خطط لإستثمار 1 مليار دولار في مشاريع تدار من قبل ويلر والموجهة نحو إطلاق الأقمار الصناعية التي من شأنها أن توفر للمستخدمين إمكانية الوصول المباشر إلى الإنترنت. كما هو الحال مع O3b سيستخدم هذا المشروع الترددات التي تم تخصيصها سابقاً للمشروع فاشل - في هذه الحالة Teledesic.

وتوقع مستشار تكنولوجيا الأقمار الصناعية روجر راش في النشرة داخل Inside Satellite TV في وقت سابق من هذا العام أن تتجاوز التكاليف والتأخيرات بكثير التوقعات السابقة.

و فعلاً لم يعمل ويلر في جوجل لفترة طويلة. غادر الشركة في شهر سبتمبر، ويشاع أنه بدأ في التعاون مع SpaceX، ولكن لم تتحدث أيا من الشركتين عن أنشطته الحالية. وقد أكد الاتحاد الدولي للاتصالات ‎(ITU)‎ أن الشركة الجديدة لويلر WorldVu Satellitesحصلت جنباً إلى جنب مع جوجل على حقوق لمجموعة معينة من الطيف الراديوي التي تم تخصيصها سابقا لSkyBridge.

اللحاق قبل عام 2019

ووفقاً للإتحاد الدولي للإتصالات على ويلر إطلاق عمل الشبكة بحلول عام 2019، أو قد يتم نقل الحقوق لهذا النطاق إلى شركة أخرى. وهذا قد يوضح لماذا إستقال ويلر من جوجل، ربما، لتحسين الشراكة مع SpaceX: يقولون أنه شعر بالقلق من أن جوجل، والتي هي في المقام الأول شركة برمجيات لاتملك ما يكفي من الخبرة لإنشاء وإطلاق الأقمار الصناعية قبل إنتهاء مدة صلاحية الترخيص.

وهناك تقارير أيضاً أن جوجل لم تتخلى عن خططها الخاصة تجاه الأقمار الصناعية و إشترى نظام البحث مؤخراً شركة SkyBox، التي تعمل في مجال رصد الأرض. ومع ذلك، قد لا تملك إمكانية الوصول إلى الترددات التي من شأنها أن تشغل الشبكة إذا كانت WorldVu بالفعل تتعاون مع SpaceX. وهذا يمكن أن يكون أرضاً خصبةً لتطور النزاع.

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق