كم يجني المدراء الماليون
mikecphoto/Shutterstock.com
الصفحة الرئيسية تحليلات

وفقا لصحيفة New York Times كل عام ينفق الأميركيون حوالي 600 مليار دولار كعمولات لمدراء التداولات ، أي المدراء الذين يحاولون كسب دخلا أكثر من متوسط الدخل في السوق من خلال تداولات فعالة. حجم هذه المكافأت يساوي تقريبا الناتج المحلي الإجمالي لسويسرا.

وبطبيعة الحال، إنه من الصعب ان نعطي تعريف لإدارة الاستثمار"الفعالة". على سبيل المثال، العديد من الناس يعتبرون الاستثمار في البورصة مساهمات سلبية لأنها غير مستقرة . لكن إذا كان المدير المالي يتاجر بأوراق صناديق الاستثمار كأسهم، في محاولة لصيد اللحظة المناسبة في السوق،فإنه يصبح ناشطا قويا جدا.

هناك منطقة غامضة أخرى وهي ما يسمى استراتيجيات بيتا الذكية التي تحاول التفوق على السوق من دون عدد كبير من المعاملات. مهما سميت فإن الأميركيين يدفعون مبالغ ضخمة من المال للأطراف الثالثة في التداول أي لصناديق التحوط وصناديق التجارة وشركات إدارة الثروات العائلية، التي تعد بتحقيق زيادة الإيرادات.الكثير من هذه الأموال عبارة عن إعادة تخصيص أموال الأميركيين الأثرياء الذين لا يعملون في القطاع المالي،للاخرين الأثرياء أيضا ولكن الذين لا يعملون في القطاع المالي.لكن جزءا كبيرا من المال يأتي من جيوب الطبقة لأمريكية الوسطى،و ادخار هؤلاء الناس بنسبته الأكبر يوجد في صناديق التقاعد والحسابات،حيث يتم توظيف الإداريين الماليين النشيطين.

و كما يحب أن يشير الخبراء الماليون، معظم هؤلاء المدراء سيفشلون في التغلب على السوق.لا ينطبق هذا البيان على كفاءة الأسواق . للتحديد من الضروري النظر في أداء الإستدامة على مدى فترة طويلة من الزمن. إنه ببساطة ينص على حقيقة أن متوسط الدولار المستثمر لا يمكن أن يحقق دخلا أعلى من متوسط الدخل لدفع العمولة.لذلك بعد أن يدفع المستثمر العمولات يحصل على نتائج أقل من المتوسط.وبطبيعة الحال، نرى هذا عندما ننظر إلي أرقام صناديق المؤشرات والتي تظهر بانتظام نتائج أفضل من صناديق الاستثمار المدارة بنشاط.صناديق التحوط كفئة تتحمل خسائر فادحة لعدة سنوات متتالية.

هل يعني هذا أن أموال عملاء صناديق المعاشات تضيع هباءً ، و تمنح للمدراء ؟

يوافق معظم الخبراء على أن إدارة صندوق التقاعد يمكنها الحصول على متوسط دخل السوق ببساطة عن طريق شراء الأوراق ،التي تسير على قدم المساواة مع السوق، فعليهم القيام بذلك بدلا من تشتيت المدخرات التي حصل عليها الأمركييون بجهد إلى جيوب موظفي إدارة الشؤون المالية. ومع ذلك، فإن أستاذ الإقتصاد سيجيب بأسلوب غير واضح.

في الواقع، المدراء الفعالون يمكنهم تجاوز متوسط دخل السوق،عندما يتداولون في البورصة.إذا اكتشف المدراء الفعالون معلومات غير معروفة،على سبيل المثال أدركوا أن فرص الشركة أفضل مما تبدو ،أو أن هناك فقاعة في السوق فعند المتاجرة بهذه الأوراق بناءً على هذه المعرفة ، يمكنهم توجيه رؤوس الأموال إلى حيث الحاجة إليها،مما يقلل من تكلفة رأسمال اللشركات القوية التي لديها فرص جيدة ويسحب المال من الشركات الضعيفة.

إذا كنت تعتقد أن هذا يبدو سخيفا فمجرد تصور عالما حيث الجميع قد اتبع نصيحة الخبراء الماليين واشترى جزءا صغيرا من كل الأسهم والسندات في السوق وتمسك بها حتى التقاعد.في هذا العالم قيمة الأسهم والسندات ليس لها أي علاقة بالقيمة الحقيقية للشركة أما الرأسمال فيوزع بشكل عشوائي.إن مدير واحد فقط لديه فرصة كبيرة لتحقيق الربح وفي الوقت نفسه حقق منافع هائلة للاقتصاد.

نظريا هناك احتمال أن المدراء يعملون بجد و اجتهاد.ومع ذلك هناك مشكلة كبيرة في هذا الموضوع.مثلك تماما المستثمر أو مدير صندوق التقاعد الخاص بك أو بحسابك، يمكنه معرفة أيا من المدراء النشطين لديه معلومات حقيقية و من يتبع ببساطة الاستراتيجية الخاطئة التي من شأنها أن تؤدي إلى فقدان المال؟ بتحليل الأداء السابق يمكن أن نفهم شيئا،ولكن هذا لا يكفي،لأن معظم المدراء يعملون في هذا المجال لفترة قصيرة، ونلاحظ الكثير من الحوادث في النظام. تتغير الظروف باستمرار والاستراتيجية التي عملت على مدى السنوات الخمس الماضية، قد لا تعمل في العام المقبل، لا سيما في ضوء حقيقة أن هذه الاستراتيجية ستكون معروفة للاخرين بعد اكتشاف ربحيتها المستقرة.

وهكذا مدراء التداولات يواجهون مشكلة كبيرة و هي تشويه المعلومات.

لا توجد أي طريقة للمدير المالي أن يثبت للمستثمرين أن العامل ألفا (عامل يظهر حصة الدخل المتصلة بالمخاطر غير المنتظمة)يولد عائدات أعلى من متوسط السوق.

حتى لو كان متأكدا سيكون من الصعب إثبات ذلك. هذه المشكلة معروفةجيدة في مجال صناديق التحوط، لكنها لا تحصل على ما يكفي من الاهتمام من الخبراء الأكاديميين.ربما مدراء التداولات جميعا سيحصلون علي ما يستحقون ، ولكن في الواقع يتم توزيع مبالغ ضخمة بين المدراء عشوائيا.

و لذلك يمكن أن يكون لدي النظام نسبة عالية من النفايات.و المشكلة ليست فقط في أن مدير التداولات لا يمكنه أن يتجاوز متوسط النتائج. والسبب هو أن المستثمرين العاديين لا يمكنهم أن يميزوا المدراء القادرين على تحديد الإستراتيجية السلبية.هناك نسبة عالية بأن كل عام مدراء صناديق التقاعد والحسابات يأخذون مليارات الدولارات من الإدخارات التي تكسب عن طريق العمل الشاق من الطبقة الأميركية الوسطى و يبددون المال مراهنة على الخيول الضعيفة.

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق