فقاعة الدوت كوم 2.0
الصفحة الرئيسية تحليلات

في أواخر عام 2010 أصبحت مبالغ صفقات الاستيعاب وحجم تقديرات رأسملة الشركات الخاصة ترتفع ارتفاعاً كبيراً. بعد مضي أربعة أعوام من الارتفاع الحاد أصبحت مؤشرات شركات أمثال Salesforce.​com على أعلى مستوى، زد إلى ذلك أنها لم تبلغ العلامة الإيجابية. يقترب مؤشر Nasdaq إلى خمسة آلاف نقطة في حين شركة واحدة على الأقل تكاد تصل قيمتها إلى 25 مليار دولار، وهذه هي العلامات المبينة للفقاعة.

قوانين السوق واحدة للكل وفي يوم من الأيام سنجد هبوط أسعار الأسهم. على الأرجح لن يحدث هذا خلال سنة. حتى الآن لاحظنا انهيارين وهما نهاية ذروة الدوت كوم في عام ألفين وسقوط قطاع الائتمان في عام 2008. في كلتا الحالتين اتفق جميع المراقبون والمحللون والمؤلفون من مجلة Smart Money قبل سنوات من هذا الانحراف بأن القطاع التكنولوجي ساخن فوق الحد.

اللحاق قبل أن تنفجر الفقاعة

كل يعلم أن تقدير قيمة الشركات مرتفعة دون مبرر. الكل يفهم ماذا يحدث وهذا لا يزيد شركات المشاريع والمساهمين والمصارف إلا إثارة ويدفعهم إلى إجراء صفقات أغلى ثمناً. هذا العامل يكفي لنفخ الفقاعة إلى حجم لا يصدق أي مع تجاوز كل حدود تقدير القيمة والاستثمار.

من الواضح أن كسب المال يجب أن يكون الآن في وادي السيليكون ولا أحد يريد نهاية الذروة. كما قال مستثمر مشاريع دانيال كوان:

"نحن نعلم أن القضية الأهم هي متى ستنتهي الدورة ولكن قبل حلول هذه النهاية لا بد من الحصول على أكبر قدر من المال".

الهيجان الذي كان سائداً في الأسواق في السنوات الأخيرة من حياة الذروات كان سببه الرئيسي المعدلات المنخفضة للفائدة وهذا ما أدى إلى جلب كميات هائلة من الأموال من العالم كله إلى الأصول الأكثر ربحاً.

كلما كانت معدلات الفائدة أخفض كان ارتفاع معدل التضخم أعلى. هذه هي المرحلة التي تعيشها السوق الآن.

أفضل سيناريو من بين الأسوأ

هذا ما تنبأت به تانيا بيدير الإدارية السابقة لصناديق التحوط ومؤسسة الشركة الاستشارية SBCC عما سيحدث عام 2015:

"في الوقت الراهن تحرك الاقتصاد العالمي التدابير السياسية بدلاً من الأساسيات وهذا ما جعل من أمريكا مكاناً أقل خطورة للاستثمارات. أعلنت سلطات الولايات المتحدة منذ فترة عن تنبؤها بارتفاع الناتج المحلي الإجمالي في حين أن هذا النمو في الصين يتضآل ومنطقة اليورو تعاني من صعوبات كبيرة أما اليابان فوقعت في حالة كساد. بفضل المعدلات المنخفضة للفوائد أصبحت أفضل مواقع للاستثمار هي الشركات الخاصة والقطاع التكنولوجي وكذلك الأوراق المحفوفة بالخطر "السندات غير المرغوب فيها".

يبدو أن اقتصاديي مصرف Goldman Sachs يعتبرون أن السيناريو الأفضل بين السيناريوهات السيئة هو أن تطور الأحوال في الولايات المتحدة سيبقى سنة على الأقل. في إحدى تسجيلاتهم التحليلية الأخيرة نبؤوا بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي لن يرفع من معدلات الفوائد حتى شهر سبتمبر القادم، وخلال هذه الفترة سيسبق انتعاش الاقتصاد الأمريكي كثيراً محاولة أوروبا للعودة إلى النمو الاقتصادي. حسب التنبؤات الاقتصادية في عام 2015 سيصبح الناتج المحلي الإجمالي لدى الولايات المتحدة 3% أما البطالة فستنخفض بنسبة 5%، في حين أن في الدول الأوروبية سيزداد نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1.2% وستبلغ نسبة البطالة 11.4%.

كما وينبئ Goldman أن أسعار النفط ستبقى منخفضة ما سينشط المصاريف الاستهلاكية. إن انخفاض أسعار النفط سيخفض من أرقام التضخم وسيقدم للمصارف المركزية في كافة أرجاء العالم فرصة واسعة للاحتفاظ بمعدلات الفوائد المنخفضة ليستمر المستثمرون في شراء الأصول المحفوفة بالخطر بحثاً عن دخول عالية.

يجوز أن النمو العجيب للشركات من وادي السيليكون وأسهم القطاع التكنولوجي عموماً سيبقى سنة أو أخرى، ومع ذلك فإن المرحلة القادمة من التطور ستكون خطرة بالنسبة للمشترين والمستثمرين وليس فقط بسبب شرائهم الأصول بأسعار عالية فوق الحد.

نحن حالياً ندخل الطور الختامي من الدورة، وكل من يريد اللحاق بقطار الفقاعة التكولوجية العظيمة عليه أن يعلم بماذا يخاطر.

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق