«الساعة العبقرية» لأبل
Stephen Lam/Reuters
الصفحة الرئيسية تحليلات

هناك قاعدة واحدة جيدة لكل ما يتعلق بأبل: إذا كان الشركة تقدم شيئا جديدا تماماً لا تشتري الإصدار 1.0. من الأفضل أن تنتظر حتى الإصدار الثاني أو الثالث و ستحصل على متعة أكثر.

هل يتذكر أحدكم OS 10.0؟ لقد كانت كارثة، وحتى أولئك الذين قاموا بتنزيل هذا الإصدار، إستخدموا في 90٪ من وقتهم ال OS 9. أو أول MacBook Air؟ خيبة أمل ذات طاقة منخفضة. أول iPad؟ ثقيل وغليظ. أول iPod؟لم يكن فقط ثقيلاً، غليظاً ومكلفاً، ولكنه أيضاً كان مربوطاً بجهاز كمبيوتر Macintosh، ولم يعمل لوحده أو عند إستخدام كمبيوترات ال PC الأخرى.

أفضل سيناريول Apple Watch هو أن يتطور المنتج الذي أُظهر لنا اليوم في نهاية المطاف إلى شيء رائع حقا. يمكن لأي شخص إرتدى ساعة يدوية أن يقول لك: هذا الشيء محفوف بمشاكل خطيرة.

أولا كان ممثلو أبل صامتون بشكل مثير للريبة فيما يتعلق بعمر البطارية ونحن لا نملك حتى معلومات عن أن البطارية ستعمل 24 ساعة على الأقل. يجب على ساعة البطارية أن تعمل لعدة أشهر. حتى الساعات دون بطاريات تعمل لبضعة أيام إذ قد تكون في حاجة للتشغيل يدويا، أو للتشغيل بشكل دائم، أو تكون مجهزة بآلية ذاتية الملء فكل ما يطلب منك هو إرتداء هذه الساعة.

قد تكون أجهزة الساعة معقدة، ولكنها بسيطة جداً من الخارج ولا ينبغي بأي حال أن تقدم مع كبل للشحن. (والأسوأ من ذلك أن Apple Watch لا تعمل إلا مع ال iPhone ولا يمكن شحن Apple Watch من الiPhone فسوف تحتاج إلى كبل مختلف تماماً).

وبطبيعة الحال Apple Watch أكثر من ساعة. ومع ذلك هي أيضا أقل من ساعة، وهذه هي المشكلة. على سبيل المثال إنها قد لا تكون محمية ضد الماء، وهذا يعني أنك لا تستطيع السباحة أو القيام بأي رياضة مائية أخرى مرتدياً هذه الساعة. محدودية عمر البطارية تيعني أنك لن تستطيع أخذها إلى رحلة وعند كل خروج من المنزل لمدة أطول من 18 ساعة يجب أن لا تنسى أن تأخذ معك كبل للشحن. (أوه نعم، وإذا قررت فجأة قضاء ليلة بعيداً عن المنزل ستكون ساعتك في الصباح غير مجدية على الإطلاق).

غير الأنواع الموجودة (ساعة رياضية! ذهبية! و ذات أشرطة مختلفة!) تشبه الساعات بعضها البعض: كمبيوتر سميك غير مريح ملفوف حول المعصم. وهذا ربما ممتاز إذا كنت من هذا النوع النادر من الناس الذين يحبون ربط جهاز الكمبيوتر بأيديهم.

هذه هي الشكاوى الرئيسية لدي حول Apple Watch: منتجات أبل كانت دائما مخصصة للناس العاديين وليس لمحبي التكنولوجيات الجديدة. إستخدمت هذه الشركة في وقت واحد شعار Less Is More (أقل يعني أكثر)، ولكن Apple Watch ببساطة مزودة بميزات اختلفة. يمكن أن تدفع بإسخدامها! و تقيس نبضك! أنها تسمح لك بالتحكم بجهاز التلفزيون! إنها تحتفظ ببطاقة الصعود إلى الطائرة! ويمكن أن تظهر لك صورة لموقعك على هذا الكوكب على الشاشة الشبكية Retina عالية الوضوح! وإلخ.

لكن تبدو كل من هذه الوظائف بمفردها معقولة جداً: على سبيل المثال أحب فكرة أنه يمكنني إلتقاط صورة على كاميرا الهاتف عن بعد. هذا مريح عند إلتقاط صور «السيلفي »الجماعية. في الواقع يتم إنتاج الساعات مع الكثير من الميزات لأكثر من عقد من الزمان ولكن لا أحد يستخدم هذه الميزات. بسماحها لك بتثبيت الآلاف من التطبيقات المختلفة على الساعة إنتقلت أبل إلى نوع التفكير «الأكثر هو الأكثر»: من الضروري أن نتأكد من أن الجميع وجدوا شيئا لأنفسهم. لذا إضطرت الشركة إنشاء نظام كامل من الإيماءات والنقرات التي يجب أن نتعلمها لبدء إستخدام الساعة حقاً. سنعيد صياغة الفكرة: إن الشخص الذي لديه معصم واحد فقط، لن يقدر على إرتداء Apple Watch.

أصبح موقع أبل الآن مليئاً بمثل هذه التصريحات:

«للدفع بواسطة Apple Watch قم بنقرة مزدوجة فقط تحت التاج الرقمية وضع يدك عند القارئ الغير اللمسي».

أو:

«المس سطح مدار الساعة لفتح التطبيق Glances الذي يعرض معلومات هامة بالنسبة لك، مثل موقعك الحالي، و أسعار الأسهم أو معلومات حول الإجتماع المقبل».

هذا ليس سهلاً إذا كان عليك لمس الشاشة بيدك الأخرى، بدلاً من إلقاء نظرة بسيطة على الشاشة. سنضطر تصديق الإعتقاد أنه من أجل معرفة الوقت، سوف نحتاج إلى مجرد إلقاء نظرة على الساعة. لتمديد عمر البطارية جعلت أبل الساعة لا تعمل حتى يتم تدوير المعصم بطريقة معينة.

وبعبارة أخرى، لم تحل أبل مشكلة الساعات الذكية والتي تكمن في حقيقة أن هذه الساعات تستهلك طاقة أكثر من المعتاد، ولا يوجد هناك مساحة كافية لتخزين هذه الكمية من الطاقة في ساعات كهذه. في الواقع زادت أبل هذه المشكلة من خلال الجمع بين جهاز كمبيوتر قوي مع شاشة كاملة اللون البراقة وفائقة الدقة. كل من هذه المكونات يتطلب قدراً كبيراً من الطاقة، ومعا تؤدي إلى زيادة في سمك الساعات والحد من عمر البطارية.

من المحتمل أنه بمحولة أخرى أو بمحاولتين سوف تحل أبل هذه المشكلة.هذا ممكن لكننا لا نستطيع أن نقول أي شيء على وجه اليقين. وتوجد كل المشاكل المذكورة أعلاه لفترة طويلة جداً، ولكن لم يقترب أحد من حلها. لذا بقي علينا أن نتكل على شيء مثل Nano Watch: نسخة أرق وبواظائف أقل من Apple Watch مع شاشة أقل تنوعاً.

إذا إستطات أبل إنشاء ساعة رقيقة ومضادة للماء يمكن إرتداؤها بشكل مريح تحت طوق القميص، والتي ستمكننا من معرفة الوقت فقط من خلال النظر إليها، ولن نضطر إلى شحنها مرتين في اليوم، سيكون هذا المثير للإهتمام. أود أن أقيس مؤشراتي بواسطة Apple Watch، ولكن يكفي أن أستطيع رؤية هذه المؤشرات على الiPhone. وبالمثل، إذا رجت الساعة للتنبيه عن أي شيء، لن يصعب عليك إلقاء نظرة على الهاتف لمعرفة المزيد عما يحدث. ولكن ما لا أريده بالتأكيد ه التعامل مع كابلات شحن الساعة العديدة كما أتعامل مع كابلات شحن الiPhone التي لا تحصى. فهذا ببساطة يثير جنوني.

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق