العالم مليء بالفساد، ولكن مجتمعات مثل Transparency International لن تتوقف عن محاربة الرشاوى. تأسست هذه المنظمة منذ أكثر من 20 عاما ومازالت تواصل كفاحها. تحدث خوسيه أوغاس، رئيس المجلس مع مورد الإنترنت Medium عن تاريخ ومبادئ وإنجازات منظمةTransparency International.
تأسست منظمة Transparency International في عام 1993 لمحاربة الفساد. أدرك مؤسسوها أن الرشوات لا تأكل المال الذي يمكن أن ينفق للتطوير وبناء المدارس والمستشفيات فقط، ولكنها أيضاً تضعف الاقتصاد على نطاق أوسع بحدها من فعالية المؤسسات العامة وزيادة عدم المساواة ولها تأثير أقوى رعلى الفئات الإجتماعية الأكثر ضعفا.
كيف يمكن إيقاف الفساد؟ بحكم طبيعته يتواجد الفساد في الظل في المجهول.
- أولا كان من الضروري جعل الناس يفهموا أن الفساد ورفاهية الإنسان العادي متعلقان ببعضهم البعض. الفساد ليس «جريمة بلا ضحايا». في ذلك الوقت لم يتحدث أحد بصوت عال عن الفساد إذ كان ذلك من المحرمات.كسرت Transparency International الصمت حول هذا الموضوع. كان علينا أن نلفت إنتباه زعماء العالم لهذه المشكلة. ولهذه الغاية بدأنا في نشر مؤشر الفساد Transparency International. كان هذا ترتيب الدول من حيث الفساد، وقد تم تجميعها على أساس آراء الخبراء المختلفة. التقييمات دوماً تجذب الإهتمام.
- ثانيا قمنا بتطوير توصيات عملية للوقاية من الفساد، وحاولنا إيصالهم للناس. هناك أسطورة تقول أن الفساد مجرد وسيلة لممارسة الأعمال التجارية أو عمل الحكومة. وكان علينا تدمير هذه الأسطورة حتماً.كنا في حاجة إلى تغطية عالمية، لذلك بدأ مؤسسو شركتنا السفر في جميع أنحاء العالم و التحدث عن عواقب الفساد وإيجاد حلفاء وإنشاء منظمات وطنية وهي جزء من تحالف Transparency International.
الآن فروع منظمة Transparency International موجودة في أكثر من 100 دولة في جميع أنحاء العالم. تنطوي مكافحة الفساد في مكان وجود المنظمة على مزيج من عدة نهوج. لقد أنشأنا مراكز المشورة القانونية لمكافحة الفساد حيث يمكن للناس أن يخبروا عن الفساد شخصياً أو على الهاتف. تكافح هذه المراكزالفساد بنجاح في أكثر من 60 بلداً.
الإنجاز الآخرالمهم لدينا هي التوعية، الأمر الذي أدى في عام 2003 إلى إنشاء إتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد. انضمت إليها حاليا 173 دولة. يلزم هذا الإطارالقانوني الحكومة على عقد وتنفيذ تشريعات لمكافحة الفساد. نحن نحاول رصد تنفيذ هذه الإلتزامات من قبل السلطات العامة للدول الأعضاء.
لا لتخطي القانون
خوسيه أوغاس
Transparency International اليوم هي حركة عالمية مع أعضاء في جميع أنحاء العالم. ولدينا هدف مشترك: عالم تكون فيه الحكومة وقطاع الأعمال والمجتمع المدني والحياة اليومية للناس خالية من الفساد. وتستخدم أدواتنا في كل من القطاعين العام والخاص.
تم إنتخابي رئيساً لمنظمة Transparency International في أكتوبر 2014.
إنه شرف كبير لي. قضيت معظم حياتي المهنية في محاربة الفساد في بيرو. شاركت كمدع خاص في إجراءات التحقيق والمحكمة التي أدت إلى إدانة بتهمة الفساد لأكثر من 1.200 شخصا في بيرو. وكان من بينهم الرئيس السابق ألبرتو فوجيموري.
الفساد لن يذهب إلى أي مكان إذا اعتقد الناس أن الفاسدين سيفلتون من العقاب. التركيز الرئيسي لعملنا هو إظهار أن لا المال ولا السلطة لن يسمحا بالهروب من العدالة.
هذا العام أطلقنا حملة «لنخلع القناع عن وجه الفساد».
والغرض منها أن تمنع الناس الذين جمعوا ثروتهم بمساعدة الفساد من استخدامها بحرية. و نقدم ثلاثة مطالب خلال هذه الحملة:
- منع الشركات التي لديها ملكية مجهولة المصدر والتي تستخدم لإخفاء رأس المال.
- فرض حظر التأشيرات للمسؤولين الفاسدين المعروفين لعرقلة تحركاتهم.
- إجبار الشركات التي تبيع السلع الفخمة مثل اليخوت والعقارات والمجوهرات معرفة مصدر مال المشتري و الإبلاغ عن الحالات المشبوهة.
يتم تمويل منظمة Transparency International من قبل الحكومات والمؤسسات والأفراد. نحن محايدون سياسيا، ونعطي أهمية كبيرة لإستقلالنا.
نحن لسنا ساذجين ، 20 سنة من البحث في آليات الفساد تجعلنا واقعيين. لم نفقد الروح المعنوية، إننا نعمل: فيتم القبض على المجرمين وإرسالهم إلى المحكمة، يتم إرجاع الأموال التي تم الحصول عليها بطريقة غير مشروعة إلى أصحابها الشرعيين.
نحن بمثابة رادع.
في عام 2000، تم تعييني للتحقيق في الفساد في بيرو من قبل تلك الحكومة التي كانت مصدره. آنذاك لم يصدق إلا القليلون أن هذه الحكومة ستسقط وأن رئيس الجمهورية سوف يكون وراء القضبان.
اليوم فروع Transparency International في مختلف أنحاء العالم تستمر في هذه المعركة. نحن في حالة حرب،و السلطة هي ليس الشيء الوحيد الذي يعارضنا في هذه الحرب لأنه على المستوى المعيشي قد تتوقف حياة الإنسان على هذه الرشاوي.