بداية نهاية النفط
الصفحة الرئيسية تحليلات

جدد سعر النفط أعلى نسبة انخفاض خلال خمس سنوات. حقول النفط الصخري في الولايات المتحدة على وشك الإفلاس. ماذا يمكن أن ينقذ الاقتصاد العالمي من الأزمة النفطية الكبرى؟

بدأت المشاكل في دول الخليج وروسيا، و هما منطقتان رئيسيتان للنفط لذلك انخفض سعره الذي كان يبلغ في بداية السنة 110 دولارات للبرميل إلى أقل من 70 دولاراً. يسمى هذا في نظرية النظم القفل المتشابك: زادت الولايات المتحدة إنتاج الغاز الصخري بشكل كبير، و ردت أوبك على هذه الخطوة بتثيت حصص الإنتاج على المستوى السابق. النتيجة:تفوق العرض على الطلب.الطرق التقليدية لاستخراج النفط أرخص بكثير من استخراجه من الحقول الصخرية .

يتقلب وضع النفط بشكل دائم. و يعتمد على ديناميكيةلااإقتصاد العالمي. رأينا أكثر من مرة كيف اختلف سعر البرميل من $125 إلى 60-70$ خلال العامين الماضيين، بقي السعرعلى مستوى 90-100$ «وبعد ذلك تم قرع الباب ».

زادت الولايات المتحدة بشكل كبيرالإنتاج والاستهلاك: أصبحت كمية النفط الصخري في الولايات المتحدة ب 3.6 مليون برميل أكثر من العام الماضي. كندا تنتج في حقول النفط الصخري 1.5 مليون برميل يومياً. و مع هذا انخفض مستوى الاستهلاك اليومي في الولايات المتحدة بنسبة 3.3 مليون برميل (حسب نمو الناتج المحلي الإجمالي).

السيارات الحديثة تستهلك 25٪ أقل من الوقود من نظيراتها قبل خمس سنوات. وهناك جيل جديد من الأميركيين الذين يفضلون عدم القيادة.

الأحلام حول النفط لم تتحقق

قبل سبع سنوات كان رؤساء شركات النفط يقولون:

«سيكون سعر النفط 150 دولاراً للبرميل، وسوف نبذل كل جهد ممكن لتحقيق هذا».

المستثمرون على جانبي المحيط الأطلسي في فرحة. لقد استثمروا الكثير ولم يحصلوا إلاعلى القليل. أوبك مترددة في زيادة الإنتاج.ثم تعود إلى السوق ليبيا المجروحة وتأتي بجانبها داعش. سوريا المعانية من الحرب الأهلية ليست بعيدة عنهم. ارتفع الطلب أيضاً في البلدان الأخرى على الرغم من أن مستوى استهلاك النفط اليومي في العالم الآن ب5 ملايين أقل مما كان عليه في عام 2007.

حسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية يرسل يوميا إلى مرافق التخزين حوالي 2.6 مليون برميل و السعر السوقي لهذا النفط أقل من التكاليف بكثير. لا يتوقف الاستخراج حتى لو لم يكن مربحاً. تحتاج كل من إيران والعراق وفنزويلا إلى النفط بإلحاح لتخطيط الموازنة العامة للدولة.

لن يسمح الأمراء السعوديين الذين يتحكمون بأوبك زيادة حصص الإنتاج للإيرانيين لأنهم «على خلاف» معهم. السعوديون مستعدون للتضحية بالسعرمن أجل خفض حصة الإيرانيين في السوق. سترضى الرياض حتى ب 60 دولاراً لبرميل برنت. وهذا أمر سيء للغاية بالنسبة لروسيا لأن العقوبات تعني تجميد مشاريع القطب الشمالي وتنمية شرق سيبيريا بالطرق التقليدية.

ومن غير المعروف كيف ستتطورتنمية حقول النفط الصخري في الولايات المتحدة. تنضب هذه الحقول بالمتوسط خلال ثلاث سنوات (باستخدام الطرق التقليدية في مجال الإنتاج السنوات الثلاث الأولى هي فترة تنمية الحقل). النفط وحتى أفضل نوعياته في الولايات المتحدة لا يمكن أن تكلف أكثر من 65 دولاراً للبرميل. رجال الأعمال في مجال النفط الذين يقومون باستخراج النفط الصخري يمشون على حافة السكين.

يحذر المحللون في مجال النفط من أن الاستثمار في هذه الصناعة هو مخاطرة كبيرة.

الطفرة النفطية الكلاسيكية. لم يعد الأمر يتعلق بأوبك فقد انسحبت المنظمة من التسعير، وتتظاهر بأنها لم يعد تؤثر على الأسعار (ولكن تبقيها على المستوى المطلوب).فيما تعاني الدول المنتجة والمصدرة بطبيعة الحال.

الى متى ستبقى أسعار النفط في مثل هذه المستويات المنخفضة؟ هذا أمرغير معروف. كما لا نعرف إن ستستطيع الولايات المتحدة الحفاظ على معدل نمو إنتاج النفط الصخري، و هل سيتسارع نمو الاقتصاد العالمي وهل سيزيد الطلب على على العرض مرة آخرى.

النفط الصخري ليس الحل السحري، وكذلك النفط العميق، كلاهما مكلفان للغاية في الإنتاج. ووفقا لحسابات وكالة الطاقة الدولية لن تستطيع حتى دول أوبك زيادة الإنتاج بسعر أقل من 100 دولار للبرميل في العقد المقبل. تتحدث IHS CERA عن مستوى يتجاوز 140 دولارا.

سيناريو آخر

في الولايات المتحدة لايلبي سوى جزء صغير من السيارات المعايير البيئية الحديثة. بحلول عام 2025 ستوافقها جميع السيارات. وهذا يعني الانخفاض بنسبة 20٪ في استهلاك وقود السيارات. تبنت الحكومة الأمريكية الحالية تنفيذ برنامج لتوفير الوقود للشاحنات. ستكون الأسواق الأخرى على يقين من حدوث ذلك.

سوف يستخدم الناس السيارات بشكل أقل. و لن يعجب هذا الوضع صانعي السيارات. مع ذلك يفضل الشباب والبالغون على نحو متزايد في الولايات المتحدة وحول العالم استخدام سيارات الأجرة. و إن كانوا يملكون السيارات فإنها إلكترونية أو هجينة.أكبر شركات الخدمات اللوجستية مثل فيديكس نقلت سياراتها بالكامل من وقود الديزل إلى وقود غاز الميثان. وكان قد تنقل الأسطول الجوي ولكن الطائرات تطير فقط على الكيروسين.

أكبر مستوردي النفط في العالم الصين والاتحاد الأوروبي والهند واليابان والولايات المتحدة. وإذا قاموا هم بإسقاط هذه السوق العواقب ستكون وخيمة للجميع. سينخفض الإنتاج كثيرا، وستبدأ الحلقة المغلقة: إذا كان سعر البرميل 60$ (في بداية السنة كان يبلغ 120$) فهذا يعني مليارات الدولارات من المدخرات لاقتصادات البلدان المستوردة للنفط .

يبلغ سعر البرميل الآن أقل من 100 دولار، قد يعتقد مستهلكو النفط أنه من الضروري الاستثمار في النفط، و ليس في البنية التحتية للطاقة والكهرباء (الاستثمارات في قطاع (النفط والغازمكلفة للغاية.

هذا النهج مدمر للاقتصاد العالمي وللمناخ والجغرافيا السياسية. أليس من الأفضل إدخال معايير جديدة لكمية انبعاثات ثاني أكسيد الكربون؟ فبعد ذلك سنبدأ بالتفكير بالاستخدام العقلاني للنفط و الغاز بدلا من التفكير في حجم إنتاجهما.

لن نستطيع العيش من دون النفط في العقود المقبلة. ولكن النفط مجرد خيار واحد من الخيارات العديدة المتواجدة. يمكن للسيارات أن تتحرك بواسطة غاز الميثان والكهرباء. المترو والترام والترولي يعتمدون على الوقود ابشكل غير مباشر .إن العيش في مدينة حديثة مزدحمة يصبح أسهل من دون سيارة. يمكننا الاستغناء عن النفط: سيستقر المناخ ولن يعاني الاقتصاد. لا يتوقف كل شيء في العالم على النفط.

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق