أسعار النفط لا زالت تنخفض
الصفحة الرئيسية تحليلات

تنخفض أسعار النفط بسبب تنبؤات أوبك وكذلك بسبب عدم رغبة المملكة العربية السعودية في تخفيض الإنتاج. اعلموا سبب عجز بلدان المنظمة على أن تتفق فيما بينها وما هي العواقب المحتملة من هذا.

في العاشر من شهر ديسمبر انخفضت أسعار النفط وذلك لأن حسب تنبؤات الأوبك سينخفض الطلب عليه في عام 2015. قدمت دولة الكويت خصومات جديدة للمستهلكين الآسيويين أما وزير النفط السعودي فشك في ضرورة تخفيض إنتاج النفط.

صرح وزير النفط السعودي علي النعيمي رداً على سؤال الصحفيين المطروح له قبل أيام في ليما حيث حضر مؤتمر الأمم المتحدة حول قضايا المناخ ما يلي:

"هذه سوق وأنا أبيع منتجاتي في السوق، فلماذا يجب أن أخفض من حجمها؟".

كما أن منظمة الدول المصدرة للنفط قد تنبأت بانخفاض الطلب على النفط في العام القادم بحوالي 300 ألف برميل يومياً أي إلى 28.9 مليون برميل وهذا أدنى مؤشر منذ عام 2003. أكبر أعضاء هذه المنظمة أي السعودية والعراق وكويت تعرض النفط للمشترين الآسيويين بأكبر خصومات خلال الأعوام الستة الأخيرة.

ارتفعت قيمة نوع Brent المعيار العالمي لـ51 سنتا فوصلت إلى 64.75 دولارا على البرميل في بورصة لندن ICE Futures Europe Exchange . في العاشر من كانون الأول/ ديسمبر تم التوقيع على العقود بأخفض الأسعار منذ شهر يوليو عام 2009. ارتفع سعر نوع West Texas Intermediate بقدر 0.9% فبلغ 61.47 دولارا.

في التاسع من شهر ديسمبر حذر المسؤول العراقي من أن السعر قد ينخفض إلى 40 دولارا إذا لم تحافظ دول أوبك على وحدتها. كما وانخفضت قيمة السندات التي أصدرتها الدول المصدرة للنفط مع العقود الآجلة للنفط.

تغيير النماذج

انخفضت قيمة النفط من نوع Brent بسبب الأحاديث حول عدم تخفيض إنتاج النفط من قبل السعودية وغيرها من دول الأوبك عند حدوث فوائض. انخفض سعر النفط بنسبة 17% منذ اجتماع المنظمة في 27 نوفمبر حيث اتفق جميع الأعضاء على الحفاظ على نفس حجم الإنتاج ألا وهو 30 مليون برميل يومياً. اليوم ادعت أوبك في تقريرها الشهري أن الطلب على النفط ينخفض بسبب ارتفاع العرض من منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة.

صرح بول خورسنيل رئيس قسم سوق الخامات في Standard Chartered Plc ما يلي:

"النعيمي عاجز عن تغيير السياسة خلال أسبوعين بعد اجتماع أوبك، فهو بحاجة إلى توفية وعوده ولو خلال الأشهر الثلاثة المقبلة على الأقل لكي تتأكد الدول غير المنضمة إلى أوبك من عدم إمكانيتها على الاعتماد على الأسعار العالية والمستقرة. ولكن إذا أصبحت الأضرار التي لحقت بهذه الدول جلية عندئذ سيقدرون هم على بدء التراجع عن قراراتهم".

أي خلل في وحدة أوبك أو حرب الأسعار سيؤدي إلى "صدمة كبيرة في الأسعار" إذ سينخفض سعر النفط على أثره ربما إلى 40 أو 50 دولارا. هذا ما صرحه ممثل وزارة النفط الإيراني محمد صادق ميماريان.

كتب أبخيشيك ديشبانديه محلل الشركة اللندنية Natixis SA ما يلي:

"إن تبدل النموذج السعودي يشهد جلياً على خيبتهم بسبب الارتفاع العالمي للعرض سواء من دول أوبك أو غيرها من الدول المنتجة للنفط. السعوديون يختبرون بهذا الشكل كيف سيكون رد فعل الدول المنتجة للنفط وغير المنضمة إلى الأوبك والمستخدمة للتكنولوجيا الغير التقليدية".

الخصومات النفطية

ستقوم الشركة النفطية الحكومية Kuwait Petroleum Corp في الشهر القادم ببيع النفط لمصانع تكرير النفط الآسيوية أرخص بقدر 3.95 دولارا على كل برميل بالمقارنة مع الأسعار المعيارية الإقليمية، وهذا ما صرحه ممثلو الشركة منذ أيام. إنها أكبر خصومات منذ شهر ديسمبر عام 2008 وفقاً لمعطيات Bloomberg التي تم جمعها. أضحت الخصومات التي قدمها العراق في آسيا الأعلى منذ 11 سنة، أما السعودية فرفعت الخصومات على نوع Arab Light إلى أقصاها منذ السنوات الأربع عشرة الأخيرة.

كما وصرح المدير العام للشركة الحكومية Kuwait Petroleum نزار العدساني في 8 ديسمبر أن سعر النفط سيبقى على مستوى 65 دولارا على البرميل خلال نصف سنة على الأقل ريثما تخفض أوبك من الإنتاج أو إلى أن يتجدد النمو الاقتصادي.

الأسعار الحالية أخفض مما يحتاجها 10 من أصل 12 عضوا في أوبك لتنفيذ ميزانياتها السنوية، ولا تنضم إلى هذه الدول الكويت وقطر فقط. أما المملكة العربية السعودية وهي أكبر مشترك في أوبك فتتمتع باحتياطات الذهب والعملة بحجم 742.4 مليار دولار حسب معطيات الرقابة على الصرف في البلاد. حدد الاجتماع القادم لدول الأوبك في 5 يونيو.

مصدرو النفط

خسرت السندات الدولارية الفنزويلية بفترة التسديد إلى عام 2027م 2.71% من قيمتها فانخفضت إلى 43.95 سنتا وهو المؤشر الأدنى منذ سبتمبر عام 1998. أما سندات كازخستان بفترة التسديد حتى عام 2024 فنزل سعرها إلى 7.4 سنتا بعد ما كان سعرها 90.03 سنتا.

تأمل فنزويلا أن أوبك ستعقد اجتماعاً استثنائيا قبل اجتماعها الدوري في مؤتمر يونيو، وهذا ما صرح به وزير خارجية البلاد رافايل راميريس:

"تدافع أوبك عن السعر العادل لنفطنا. نحن لا نؤمن بحرية السوق بل يجب علينا بذل قصارى جهدنا لتخفيض الإنتاج الفائض للنفط".

ووفقاً للمعطيات التي أعدتها منظمة أوبك الطلب على النفط المنتج في الدول الأعضاء سينخفض في العام القادم إلى أدنى مؤشر منذ عام 2003 أي إلى حجم 27.05 مليون برميل في اليوم.

في الشهر الماضي كان 12 من أعضاء المنظمة يستخرجون بـ1.15 مليون برميل في اليوم تقريباً أكثر مما كان مخططاً لعام 2015. في شهر نوفمبر كانت دول أوبك تنتج 30.05 مليون برميل في اليوم وهذا أقل ب 390000 برميلا في اليوم بالمقارنة مع الشهر السابق نظراً لانخفاض إنتاج النفط في ليبيا. وقدمت هذه المعطيات من قبل محللين ووسائل إعلام التي سميت في التقرير بـ"المصادر الثانوية".

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق