نهاية عصر أوبك
الصفحة الرئيسية تحليلات

المنظمة التي بلغ عمرها هذا العام 54 سنة ما زالت موجودة على الورق ولكن يبقى مبهماً ما إذا كانت هذه المنظمة تتمتع باستقلالية ما أم أن كل القرارات المتخذة فيها هي عبارة عن تلبية حاجات مشترك واحد فيها ألا وهو المملكة العربية السعوية. ولكن ماذا يعني هذا بالنسبة لسائر البلدان؟

في يوم الثلاثاء أثناء انعقاد مؤتمر Bank of America Merrill Lynch المخصص للتنبؤات العالمية لعام 2015 أبدى فرانسيسكو بلانش الذي يترأس تجارة الخامات عن رأيه بأن أوبك لم يعد لها وجود كمنظمة.

يبدو من هذا المخطط أنه لم تعد هنالك وحدة في أوبك

وهذا مقتبس من المذكرة التحليلية من شهر نوفمبر التي أعدها الموظفون من فرع بلانش:

"بعض المشاركين في المنظمة لديهم احتياطات كبيرة من الطاقة الإنتاجية أما الآخرون فيصطدمون بتخفيض في استخراج النفط نتيجة عدم الكفاية المزمنة للتمويل المطلوب وعدم وجود إمكانيات مادية. في المستقبل من الجائز أن هذه الهوة ستتوسع ومعها ستزداد التناقضات في المصالح بين مختلف الفئات. وستكتمل المشكلة بتفارق في مصالح الجغرافيا السياسية والأسس الإيديولوجية".

أول أعضاء منظمة أوبك إيران والعراق والكويت والسعودية وفنزويلا. منذ عام 1960 انضمت إلى المنظمة قطر وليبيا والإمارات العربية المتحدة والجزائر ونيجريا وإكوادور وأنغولا (قبل عام 2009 كانت إندونيسيا أيضاً ضمن المنظمة ولكنها أوقفت مشاركتها فيها).

السلعة واحدة ولكن كلفة الاستخراج تختلف

إن قرار أوبك الصادر في نوفمبر بعدم تخفيض إنتاج النفط رغم انخفاض أسعاره كان لمصلحة قليل من أعضاء المنظمة.

  • كما ورد إيران كانت تتوسل إلى السعودية بأن توفر استقرار الأسعار.
  • بما أن ميزانية فنزويلا تتشكل غالباً على حساب تصدير النفط فقد تأذت البلاد لدرجة أنه في بعض أحياء كاراكاس يضطرون إلى قطع الكهرباء.
  • اضطر العراق لتخفيض ميزانيته لعام 2015 وهي ضئيلة دون ذلك.
  • ليبيا حتى الآن لم تتعافى من آثار الحرب الأهلية لذا تجدر الإشارة أن السبب ليس النفط حسب.
  • احتمال حدوث اضطرابات في نيجيريا غداة انتخابات قومية كبير وقد ازداد هذا الاحتمال بسبب انخفاض أسعار النفط.

في غضون ذلك ينظر السعوديون مكتوفو الأيدي إلى انخفاض أسعار النفط آملين بذلك تجويع المنتجين الأمريكيين وهم يقدرون على ذلك. يبدو أنه لا تشاركهم في هذا الرأي إلا دول الخليج الصغيرة مثل الكويت والإمارات العربية المتحدة.

أشار بلانش في مؤتمر BAML أنه في المستقبل البعيد سيكون من مصلحة السعودية الحد من استخراج النفط في الولايات المتحدة آخذة بالحسبان أن العالم الآن يتوجه صوب إنشاء تكنولوجيا أقل تلوثاً للبيئة وأكثر اقتصاداً للطاقة، ولكن ليس بمقدرة الكثيرين ممارسة الاستراتيجية طويلة الأمد لأن هذا يحتاج إلى متانة كبيرة.

شدد آلان بيتي على صفحة Financial Times أن كلفة استخراج النفط في دول الخليج العربي منخفضة إلى حد ما والميزانيات محسوبة على أساس الأسعار المنخفضة لذا فإن الحياة في هذه الدول لا تتعلق بالنفط كما هي في فنزويلا مثلاً. كتب:

"الحكومات التي تتمتع باستقرار سياسي غالباً ما تتصرف بالأرباح النفطية بصورة أفضل وهذا ما يزيد من استقرارها".

إذا بقيت أسعار النفط على هذا المستوى فسنعرف قريباً إلى كم هذه المحاكمة صحيحة.

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق