المهارة الأهم
الصفحة الرئيسية تحليلات

كثيراً ما نكتب عن المهارات التي تحتاج إلى تنميتها اليوم كي تعيش في سوق العمل غداً، وعن السلوكيات الضرورية لكي تتجنب الانحصار في منصب واحد إلى الأبد. يروي غاري واينرتشوك المدير العام لمتجر المشروبات الروحية Wine Library لوكالة Medium عن تلك المهارة الوحيدة التي ستبقى هي الأهم في أي عمل في أي زمان.

تصور شركة فيها 400 عامل، وهذه الشركة تعمل جيداً بغياب أي تنظيم عملياً. كيف يمكن ذلك؟ ببساطة، فأنا المدير العام في واحدة من أمثال هذه الشركات.

لا يمكن أن تصبح مديراً ناجحاً إلا بتحقيق شرط، وهو أنك تجيد الاستماع أكثر من الحديث.

فكر ملياً: هل يمكن المضي قدماً إذا تعرقلت العملية الإنتاجية أو إذا كان أحد العاملين يشعر بالتعاسة؟ لا يمكن في الغالب الانتقال مباشرةً إلى حل المشكلة، فقبل كل شيء يجب أن تفهم ماهية هذه المشكلة. وفي هذه الحالة لا يصح أن تندفع إلى المكتب لتتخذ الإجراءات فوراً. «لماذا تأخرنا أسبوعين عن موعد التسليم؟ ما الإشكال؟» في مثل هذه الأوضاع يمكن أن تساعدك على النجاح قدرتك على الاستماع إلى الأسباب التي أدت إلى تعرقل سير العمل. متى استطعت أن تفهمها يمكنك الانتقال إلى مرحلة حل المشكلة.

في الوقت نفسه يجب أن تبقي في بالك أن إدراك المشكلة وحلها أمران مختلفان تماماً تفصل بينهما هاوية، ولا يمكن هنا الاستغناء عن فهم الغير. يكمن سر إدراك المشكلة في التعاطف والوقت، وعلاوة على ذلك يفهم زملاؤك أنك معهم ولست غريباً عنهم.

لا نفع في عرض خطة جاهزة وإصدار الأوامر من قبيل «هيا نتصرف كما يلي». يجب إدارة العملية بالأذنين لا باللسان. يدرك الكثير من مديري البرامج هذه الجزئية ويفهمونها، ولكن لا يحصل ذلك في أحيان كثيرة إلا بعد فوات الأوان.

كثيراً ما تجد مدراء منضبطين وأذكياء، ويمكن أن تعتبرهم عموماً أناساً رائعين، ولكنهم في سعيهم إلى النجاح يفضلون التكلم. في أغلب الحالات لا ينفع الكلام. يجب أن تعرف كيف تصرف انتباهك عن اعتباراتك وأفكارك وتصمت وتسمع. في مثل هذه اللحظات قد تملأك الرغبة بأن تشرح شيئاً وتشاطر أفكارك، ولكن المفارقة تكمن في أن الصمت هنا له الدور الحاسم، فهو يشغل آلية «جئت فرأيت فغيّرت».

تعلم الإصغاء والدعم والتحليل. إذا كنت تبحث عن مدير مشاريع للفريق وظِّف الناس الذين يتمتعون بهذه المواهب، ولن تندم أبداً.

على كلٍ، أي شخص تقبله للعمل يجب أن يجيد الإصغاء. لا يمكن حل المشاكل على انفراد. فإذن، عليك باختيار العاملين في شركتك بناء على هذه الصفة حصراً. إذا كان الفريق يتألف من أشخاص يجيدون الإصغاء لبعضهم، حالما استقر التعاطف بين جدران منشأتك، يصبح فريقك متماسكاً وواثقاً من نفسه. وماذا يحصل بعد ذلك في رأيك؟ نعم، هذا هو الطريق إلى النجاح.

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق