هل حان الأوان للخروج إلى التقاعد؟
الصفحة الرئيسية تحليلات

ماذا الذي يحدث بالطبقة العاملة الأمريكية؟ لماذا الشباب في عز شبابهم وقدراتهم يفضلون عدم العمل أما أما أولئك الذين يحق لهم الخروج إلى التقاعد يضطرون إلى خدمة الزبائن في Starbucks؟ منشور Zero Hedge يعبر عن رأيه بهذا الصدد.

خلال سنوات وشهر وراء شهر كنا نرفع الستائر عن الحقيقة السائدة في سوق العمل في الولايات المتحدة وعن تحوله إلى سوق أماكن عمل ليس بدوام كامل وبمعاش زهيد. بسبب الحالة الفاجعة في سوق العمل يفضل جيل التسعينات جمع أكبر كمية من القروض للتعلم أما جيل الكبار في أمريكا فبدلاً من أن ينعموا بالراحة والهدوء في التقاعد يضطرون إلى العودة إلى صفوف القوى العاملة، وهذا ما أدى إلى ظهور عدد قياسي للعاملين البالغة أعمارهم أكثر من 55 سنة (أما مدخراتهم انخفضت قيمتها بسبب سعر الفائدة الصفر). وسائل الإعلام الأمريكية القدوة قد ملت الآن من الدعاية المتفائلة وأخيراً فعلت ما لا يفعله أحد ولا بأي ثمن: قالت الحقيقة كلها.

قدمت New York Times جرعة هائلة من الحقيقة وكلها بغرض توضيح أنه خلال السنوات العشر الأخيرة رغم ازدياد مؤشر S&P بثلاثة أضعاف بالمقارنة مع المؤشرات المنخفضة بعد إفلاس Lehman Brothers على خلفية السيولة النقدية في المصرف المركزي 11 ترليون دولار، أصبحت الطبقة العاملة الأمريكية ليست منحرفة جداً فقط بل ومفسلة تماماً. وكل هذا بسبب الاحتياطي الفدرالي الذي حرف قيمة النقد لدرجة أن من عليهم العمل لا يعملون أما الذين يحق لهم الخروج إلى التقاعد فيوزعون القهوة في مقاهي.

نقدم الوقائع ولو متأخرة جداً ولكنها وقائع عرضتها New York Times:

  • خلال السنوات الخمس عشرة الأخيرة زاد احتمال عدم إيجاد عمل بالنسبة لكل فئة عمرية.
  • المراهقون عاطلون عن العمل أكثر من غيرهم.
  • المسنون يخرجون إلى التقاعد متأخرين ويعملون أكثر من غيرهم.
  • في أواخر الستينات كان كل الرجال تقريباً المتراوحة أعمارهم بين 25 و54 سنة متوظفين في العمل، و حوالي خمسة من كل مائة فقط لم يكونوا متوظفين في كل أسبوع على حدة. في عام 2000 ازداد هذا الرقم إلى 11 رجلا من أصل مائة، وفي هذا العام بلغ العدد 16.
  • التزايد بنسبة حوالي 13% من الأشخاص غير العاملين في سن القادرين على العمل ومعظمهم من الشباب الذين يقولون أنهم مشغولون بالدراسة.
  • يبدو أن نمو عدد غير العاملين بسبب الدراسة، على الأقل منذ عام 2007، لا يتعلق بالدراسة بل بالعجز عن إيجاد مكان شاغر بدوام جزئي. أما حجم القروض المأخوذة على الدراسة تجاوز الترليون دولار.
  • بعض الدارسين من الرجال يقولون أنهم يتمنون إيجاد مكان عمل بدوام جزئي ولكنهم عجزوا عن إيجاده، أما الآخرون فمستعدون لترك دراستهم إذا سنح لهم إيجاد عمل أو إذا كانت المنحة أخفض.
  • حوالي 20% من العاطلين عن العمل يؤكدون أنهم عاجزون عن العمل، وقد ازداد هذا الصنف خصوصاً بين العاملين الذين تجاوزوا الخمسين من عمرهم.
  • وأخيراً الشيء الأهم له علاقة مباشرة مع هذه المناقشات حول انخفاض القوى العاملة. ليس الأمر أن الجيل ما بعد الحرب يخرج إلى التقاعد بل العكس صحيح: العاملون من السن القادر على العمل منذ عام 2000 أصبحوا يخرجون إلى التقاعد أكثر، وتغيرت الحال كثيراً لدى العاملين المتجاوزين سن الخامسة والخمسين الذين على العكس يؤخرون خروجهم إلى التقاعد.

طبعاً إذا أخذنا بالحسبان أن هذه المادة مأخوذة من الصحيفة الليبرالية New York Times فإنها لا تخلو من بعض الألعاب الخفية. كما أن الأفراد من جيل الكبار أصبحوا يعملون أكثر مما سبق و تفسير ذلك هو انخفاض البرامج التقاعدية الكلاسيكية وكذلك ارتفاع مستوى التعليم ما أدى إلى انخفاض التعب الجسدي في العمل.

وهذا الجدول سيوضح لنا البنود الواردة آنفاً:

وهذا حسب معطيات New York Times، أما جدولنا فأبسط ويوضح كل هذا بالإضافة إلى أشياء كثيرة أخرى:

أما هنا فصحيفة New York Times تأخرت بسنتين واعترفت ما صرحنا نحن به في عام 2012:

"إذا لم تبلغ الخامسة والخمسين فأنت لست من الشاغلين".

في بعض الدول وضعت تدابير لدفع المسنين إلى الخروج للتقاعد لكي لا "يزاحموا" العاملين الشباب. لكن الأبحاث التي تمت في مختلف البلدان وفي أزمنة مختلفة تدل أنه في الحقيقة ليس الأمر في المزاحمة. من غير المرجح أن اقتصاد ما سجل عدداً معيناً من أماكن عمل. إذا كان شخص مسن يعمل فهو يكسب المال الذي سينفقه مؤخراً على سبيل المثال بالشكل الذي سيؤدي إلى ظهور أماكن عمل جديدة للشباب. ولكن حتى إذا كان الأمر كذلك تزايد التوظيف بين كبار السن لم يوفر خلال السنوات الأخيرة هذا النمو بحيث يشجع الشباب على العودة إلى العمل.

وهكذا.

يسرنا أن وسائل الإعلام الأساسية وخصوصاً القريبة إيديولوجياً من السلطة العاملة تجرأت أخيراً على قول الحقيقة.

المصدر:Zero Hedge

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق