ماذا سيقرر الكرملين
الصفحة الرئيسية تحليلات

توجد وجهة نظر أن تراجع أسعار النفط المقصود من قبل أوبك عام 1985 أدّى إلى تفكك الاتحاد السوفيييتي. ينحفض سعر النفط حالياً بسرعة أيضاً. يعرف الكرملين أن بلاده تقف على حافة الهاوية الاقتصادية فهل سيقرر أن يقوم بتدابير متطرفة؟

تتوقع روسيا عام 2015 ركوداً شديداً وكان عام 2014 الأسوأ خلال العقود الأخيرة. الصراع مع أوكرانيا سبب العقوبات الاقتصادية والسياسية المشددة باستمرار والتي أدت إلى هجرة رأس المال والأدمغة. هبط سعر النفط بنسبة 45% منذ يونيو ومنذ بداية السنة حتى أكثر من ذلك.

كتب جوناتان أندرسون من Emerging Advisors أنه "لا يصدق عيونه" ويوافقه جيكوب نيتل من Morgan Stanley:

"صادرات النفط والغاز تعود إلى ميزانية روسيا بنسبة 67% وتبلغ عائدات الميزانية الصافية 50%. يمكن للاقتصاد الروسي أن يتوقف بدون إيرادات النفط والغاز".

انحفضت احتياطات روسيا النقدية والذهبية بنحو 40 مليار دولار خلال عام 2014 وهذا هو نتيجة العقوبات وتراجع أسعار النفط السريع. في نفس الوقت حدث تراجع العملة الروسية "الروبل" وتوقعات الناتج المحلي الإجمالي الروسي لعام 2015 سلبية. كما يزداد التضخم المالي وهذا يؤثر على المستهلكين الروس.

يستطيع بعض الأثرياء الروس أن يناورا في حالة هبوط الروبل السريع والتضخم المرتفع . ولكن رئيسة البنك المركزي الروسي إيلفيرا نابيولينا أعلنت أن مستوى التضخم في شهر ينايرسيزداد بمرتين على الأقل.

وفقاً لرجال الأعمال الأوروبيين بيعت 1.1% أقل السيارات العادية في نوفمبر عام 2014 مقارنة بنفس الفترة للعام الماضي وخلافاً لذلك ارتفعت مبيعات السيارات الفاخرة أكثر بثلاث مرات. بيعت 55% أكثر من سيارات Porsche و63% أكثر من سيارات Lexus. يعتقد الأثرياء أنه استثمار ممتاز.

على الطبقة الوسطى أن تبذل جهوداً للحفاظ على مستوى المعيشة السابق وتحاول أن لا تفقد روح الدعابة عند قراءة الأخبار.

يبدو أن الغرب لا ينوي رفع العقوبات عن روسيا وبالعكس يعتزم على تشديدها بالتدريج حتى ما يتم حل القضية الأوكرانية.

في حين العقوبات المبدئية كان سعر برميل Urals 110$ ولم تكن مساحة المناورة واسعة لدى أوروبا لأن روسيا استطاعت أن تقلل صادرات النفط والغاز. والآن إذا انحفض سعر البرميل تحت 50$ سيهبط الروبل إلى أدنى من ذلك.

لا تزال الدولة تقاوم

حسب تقديرات محللي Morgan Stanley في هذا السيناريو سيسرع تضخم الروبل بنسبة 8-6 نقاط مئوية وأما الناتج المحلي الإجمالي الذي استمر في الركود خلال السنتين الماضيتين فسيتراجع بنسبة 6%. يمكن أن يبلغ عجز الموازنة نسبة 5% من الناتج المحلي الاجمالي.

ومع ذلك يتوقع التخلف عن سداد الديون على مدى الطويل فقط. إن الدولة في حالة جيدة ولكن الشركات أكثر عرضة للمخاطر. تحطم انتشار عائدات السندات السيادية والحكومية جميع السجلات الأسبوع الماضي. لا يثق المستثمرون بالجدارة الائتمانية للشركات الروسية.

لا يعلم المنظمون ماذا سيحدث في هذه الحالة لأن البنك المركزي الروسي يحاول الحد من التضخم وتدفقات رأس المال فرفع سعر الفائدة للمرة السادسة لهذا العام ليبلغ 17%. ولم يحصل على التأثير المطلوب لأن تسارع التضخم لا يزال ساريا والاقتصاد لا ينمي.

أعرب فلاديمير بوتين في رسالته إلى الجمعية الاتحادية الروسية عن اجراءات قاسية تجاه "مضاربي العملات" الذي ضروا الروبل بشدة.

"تعرف الحكومة من هم هؤلاء المضاربين وتوجد لديها أدوات التأثير عليهم. حان الوقت لتستخدم هذه الأدوات".

لكن بوتين وعد أن لا يحقق في أصل الأموال التي تعود من الخارج وأعفاها من الضرائب خلال أربع سنوات. إن الاقتصاديين متشائمون حول تأثير هذه الإجراءات.

قيمة الروبل الواحد بالدولار

إن مراقبة تدفقات رأس المال هي إجراء ضروري. يقدر البنك المركزي الروسي قيمة التدفق ليبلغ 128 مليارات دولار لعام 2014 و120 مليارات دولار لعام 2015.

قال محلل Danske Bank:

"على ما يبدو البنك المركزي الروسي لا يرحّب بإجراءات صارمة ولكن الكرملين يتخذ القرارات".

لا توجد صعوبات في إدخال تدابير صارمة ولكن إلغاؤها صعب. لنتذكرفشل صراع إيرلندا ضد أزمتها المالية . إذا قام الكرملين بتدابير متطرفة سوف يفهم العالم أنها بادرة اليأس.

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق