الولايات المتحدة تختار النفط الصخري
Reuters/Stringer
الصفحة الرئيسية تحليلات, السوق_الأمريكية

اكتسبت تكنولوجياالتكسير المائي التي تسمح باستخراج النفط والغاز الصخري دورا كبيرا في زيادة عرض البترول في أسواق الولايات المتحدة الأمريكية وكندا ما لم يؤدي إلى تخفيض أسعار الوقود فحسب، بل توفير فرص العمل ووظائف جديدة.ولكن هل هذا شيء ضروري؟

من أهم إيجابيات استخدام تكنولوجيا التكسير المائي هو تقليص حجم الفحم الذي يتم استخدامه عند الإنتاج بنسبة 25% على الأقل ووضع حد للاعتماد على كميات النفط المستورد. ومن وجهة نظر الجماهير العامة يمكن أن يؤدي استخدام تكنولوجيا التكسير المائي إلى زلازل وتلوث الماء والهواء وتزايد في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وزيادة الاعتماد على الوقود غير الصديقة للبيئة وحتى إلى زيادة الجريمة. هل تكون هذه المخاطر مبررة؟ كيف يمكن الحد من الآثار السلبية حتى المستوى المقبول من خلال استخدام التكنولوجيا المتختلفة وتنسيق الأعمال المشتركة؟ هل تشكل تكنولوجيا التكسير المائي خطرا كبيرا حتى يجب أن يوضع على استخدامه حظر تام مثل ما قد فعلت بلدان عديدة؟

قد تسبب استخدام هذه التكنولوجيا إلى ارتفاع حجم إنتاج البترول والغاز بنسبة 33% في فترة ما بين عامي 2008 و2013 في الولايات المتحدة حيث أصبحت الدولة رائدا عالميا في إجمالي إنتاج النفط والغاز حيث يتم إنتاج أكثر من نصف الحجم عالميا بهذه التكنولوجيا. في الوقت الراهن في الولايات المتحدة . تقوم الدول الأخرى أيضا بتطبيق هذه التكنولوجيا ومنها مثلا الصين والأرجنتين.ولكن هذا الاهتمام المتزايد لتكنولوجيا التكسير المائي أثار غضب علماء البيئة ما أدى إلى وضع الحظر أو الحد على استخراج النفط والغاز الصخري في أكثر من 440 مقاطعة وإقليم في الولايات المتحدة وفرنسا وهولاندا ومحافظة كويبيك الكندية. وبسبب انخفاض سعر النفط إلى 60$ بنهاية عام 2014 أعلنت بعض الشركات الأمريكية التي تستخدم في عملها تكنولوجيا التكسير المائي عن خفض إنتاجها للبترول بسبب قلقها على أرباحها. أما الشركات الأخرى فلا تزال تنتج النفط أكثر فأكثر.

نظرة تاريخية

تم استخدام تكنولوجيا التكسير المائي في عام 1949 في ولاية أوكلاهوما الأمريكية. دعونا ننظر إلى هذه العملية بشكل معمق: يتم ضخ الماء المخلط مع الرمل والمواد الكيميائية تحت الضغط العالي إلى منجم لخلق التشفقات في الصخر الزيتي من أجل تسرب النفط والغاز من هذا الصخر.وفي بداية الثمانينات من القرن الماضي استخدمت الشركات تكنولوجيا الحفر الأفقي للوصول إلى طبقات الصخر الزيتي بالقرب من المنجم دون تركيب منصة الحفر الجديدة. وكما أظهرت تنائج التنقيب الجيولوجي لمنطقة بارنيت للصخر الزيتي في ولاية التكساس الأمريكية أن إنتاج النفط والغاز الصخري بكميات كبيرة يصبح مربحا اقتصاديا وخصوصا في ظروف الأسعار المرتفعة للغاز والبترول.

آرآء

يعتمد مؤيدو تكنولوجيا التكسير المائي على الحجج البيئية والسياسية والاقتصادية عند مناقشة هذا الموضوع حيث يشيرون إلى أن الكثير من محطات كهربائية أمريكية قد رفضت فكرة استخدام الفحم بسبب وفرة الغاز الطبيعي ما أدى إلى خفض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون بنسبة 3.8% في عام 2012 و خلال فترة الشتاء في عام 2013. وكما يشير الخبراء إلى أن واردات الطاقة إلى الولايات المتحدة قد انخفض بنسبة 10% بالمقارنة مع مستوى الاستهلاك في النصف الأول من عام 2014 حيث يعتبر هذا من أدنى المستويات خلال 29 سنة أخيرة ويثبت واقع تقليل اعتماد الولايات المتحدة على نفظ دول الخليج العربي.

مع ذلك إنتاج النفط والغاز الصخري في المنطقة الأوروبية يمكن أن يقلص اعتماده على الغاز الروسي.

وحسب تقييمات مؤيدي هذه التكنولوجيا يمكن تقليل المخاطر البيئية من خلال بعض الأساليب والطرق:

  • مثلا يمكن تقليص تسرب غاز الميثان عن طريقة التفتيش الدوري وقيام بالأعمال التصليحية للأنابيب.
  • من أجل منع تلوث المصادر المائية يجب التأكد دائما من عدم تسرب الماء في المناجم بسبب عدم التغطية بطبقات الأسمنت حيث تظهر دلائل تثبت أكثر فأكثر أن سبب تلوث الماء فيه ليس الخلل في التكنولوجيا ولكن التشربات.مخاطر الزلازل الخفيفة القوة والتي يسببها وصول المياه إلى المناجم حيث يمكن وضع الحد لهذه المخاطر من خلال القيام بتخطيط مفصل لخارطة الطبقات الجيولوجية لتجنب عند الإنتاج المناطق التي قد تحصل فيها زلازل.

حسب موقف المعارضين التكسير المائي يعتبر من أكثر التكنولوجيا خطرا ولا يجوز إهمال مخاطرها أبدا حيث يؤدي استخدام التكنولوجيا إلى زيادة في تسربات غاز الميثان وحتى بشكل أكبر من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. لذلك من الضروري وضع حد لاستخدام هذه الطريقة قبل أن تستثمر الجهات المعنية أموالها في هذه التكنولوجيا الخطيرة وغير الصديقة للبيئة.

في نفس الوقت تتمتع الصناعة النفطية بالنفوذ الكافي لمنع التنسيق الكامل والحفاظ على التشريعات القائمة.

مع ذلك هناك موقف يصر على أنّ الزفرة من الصخر الزيتي يمكن أن تتسبب في تباطؤ تنمية المصادر البديلة للطاقة و خاصة فيما يتعلق بالطاقة المتجددة، وفي هذه الحالة سوف ندرك أن كل جهودنا في مكافحة الاحتباس الحراري كانت دون أي فائدة.

اقرأ أيضا:
الرجاء وصف الخطأ
إغلاق