ماذا يعلمنا منزل وارين بافيت؟

.يثير منزل بافيت إعجاباً كبيراً وهذا شيء طبيعي لأن بافيت أحد أكبر أغنياء العالم وعاش معظم سن رشده فيه.

وإذا أمعنا النظر في التفاصيل نجد أن حتى منزل بافيت يعبر عن الحياة والنجاح.

اشترى وارين بافيت هذا المنزل في أوماخ ولاية نبراسكا عام 1958 بـ31500 دولار ويعتبر هذا المنزل أفضل استثماراته بعد خواتم الزواج.

فلنحاول تعداد دروس منزل وارين بافيت الشهير تصاعديا حسب أهميتها التي من الممكن أن تفيدنا.

ما الذي يستطيع هذا المنزل أن يقص لنا عن ثروة صاحبه؟ لا شيء على الإطلاق.

يعتبر الكثيرون أن الثري هو ليس من لديه مليون دولار على حسابه في المصرف بل الذي ينفق أمواله علنا. غالباً ما يخلط الناس بين سمات الفخامة والثروة الحقيقية.

في الوقت الحالي تبلغ ثروة وارين بافيت 68 مليار دولار لكن إذا رأى أحد منزله فلن يصدق هذا لأن الثروة خفية.

بقي المنزل الذي اشتراه صاحبه منذ غابر الزمان على حاله. لم يكن هذا استثماراً مالياً فهو لم يهدف كسب الربح على حساب ارتفاع السعر فاشترى المنزل الذي كان بمقدوره شراؤه في تلك الفترة.

"تعيش فيه أسرتي اثنين وخمسين سنة وهو شاهد على الكثير من الأحداث المدهشة".

لا يخلط بافيت بين منزل للسكن وموضوع الاستثمار.

انتبهوا إلى أن وارين بافيت لا يملك إلا منزلاً واحداً فقط. وقد كتب رجل الأعمال على صفحة نادي "حلف الهبة" (مبادرة مشهورة لدى Giving Pledge وتعود فكرة الإنشاء إلى بافيت وغيتس) ما يلي:

"بعض القيم المادية تجعل حياتي ممتعة ولكن الكثير منها لا. أنا أحب الطيران في طائرتي الخاصة ولكن امتلاك دستة من المنازل سيكون عبئاً ثقيلاً علي. غالباً ما يصبح موضوع الجمع سيداً على جامعه. أكثر ما أقيمه في حياتي إلى جانب صحتي هو الاستمتاع بالحياة والأصدقاء القدامى".

يقول بافيت:

"إذا أخذنا بالحسبان كافة الظروف فإن منزلي ينال مرتبة ثالثة في النجاح في الاستثمار، ولكن إذا كان الحديث عن المال فإنني كنت حصلت على أرباح أكثر لو استثمرته في الأسهم واستأجرت منزلاً".

تشير المعطيات إلى أنه في المدى البعيد لن يكون ارتفاع أسعار المنازل أسرع من التضخم أما أسعار الأسهم فتسبقه. درس روبرت شيلير أسعار المنازل في الولايات المتحدة من عام 1890. وإذا أخذنا بالحسبان التضخم فإن سعر العقار السكني ليس عالياً جداً.

يجوز تقدير مدى النجاح بطرق مختلفة ولكن هيهات أن حجم المنزل هو معيار للقياس. كلنا نصادف في الحياة النجاح والفشل لكن القدرة على تعلم شيء جديد والتركز على منظور الاستمتاع بسير العملية وكذلك الاستقلالية والعادات الصحية هي النجاح الحقيقي.