الفيسبوك: التنبوءات الكئيبة
الصفحة الرئيسية تحليلات, فيسبوك

يتوقع رئيس Snapchat آيفان شبيغيل أن الفيسبوك في طريقه إلى السقوط كالذي حدث مع Yahoo!. اقرؤوا عن أسباب حرمان الشبكة الاجتماعية الكبيرة من الدخل وعلى ماذا يعتمد الفيسبوك وكيف يمكن إنقاذه.

في غضون ذروة "الدوت كوم" بلغت الرأسملة السوقية لدى Yahoo! 128 مليار دولار بفضل الربح الكبير والمتزايد بسرعة من الإعلانات. بعد ذلك انفجرت الفقاعة فانخفض سعر السوق للشركة إلى دون 10 مليارات دولار.

السبب أن خدمات Yahoo! كان يستخدمها المعلنون غير التقليديون الذي يقدمون علامتهم التجارية وينشرون إعلاناتهم في المجلات والتلفزيون. كان المستخدمون الأساسيون هم "الدوت كوم" أنفسهم، وقد دفعوا مبالغ باهظة ليحق لهم أن يصبحوا الشركاء الرسميين لـ Yahoo! في مختلف فروع السوق ابتداء من بطاقات التهنئة وانتهاء بمتاجر الحيوانات الأليفة والرحلات.

كانت مصروفات الإعلانات ليس على حساب الربح بل على حساب الاستثمارات. بعد أن انفجرت الفقاعة فقد التشغيل رأسماله المشروع أما Yahoo! ففقد المصدر الرئيسي للدخل.

الأغنية قديمة ولكن بتوزيع جديد

كتب أيفان شبيغيل في الرسالة التي نشرها قراصنة الكمبيوتر أن الأمر شتان بالنسبة للفيسبوك، وذلك لأن الشركة أيضاً تعتمد كثيراً على أموال الاستثمار لشراء التعرفة ودخول المستخدمين. الفرق فقط أنهم يشترون ليس روابط الصفحة الرئيسية لـ Yahoo! وإنما صفحات الإعلانات.

يفترض أيفان شبيغيل أنه إذا توقف المستثمرون المشروعون عن تمويل التشغيل (وبرأيه هذا قد يحدث عندما سيتوقف المصرف الاحتياطي الفدرالي عن ضخ السيولة إلى النظام المالي الذي "ينفخ" بصورة مصطنعة أسهم القطاع التكنولوجي العالي) فإن الأعمال التجارية لدى الفيسبوك ستنخفض فجأة وبشكل عنيف.

أيفان شبيغيل

نقدم بعض المقتبسات من رسالته:

"ما زال لدى الفيسبوك موقف جيد في السوق رغم انخفاض نشاط المستخدمين وانخفاض الربح من إعلانات العلامات التجارية. تحافظ الشركة على مظهر جيد غالباً بفضل الإعلانات المتحركة ولا سيما إعلان وضع التطبيقات.

وهذه إشارة خطر لأنها تدل على أنه حتى الآن لم تأت إلى المنصة المتنقلة لدى الفيسبوك العلامات التجارية الثابتة والمعروفة، أما زيادة الدخل في القسم المتنقل فتوفرها الشركات عالية التكنولوجيا والكثير منها تمول برأسمال المشروع. وإن إنفاق أموال الاستثمارعلى شراء طرق الوصول للمستخدمين، حيث لا يمكننا التنبؤ على قيمة الربح الإجمالي جراء التعاون معهم، يؤدي حتماً إلى الفشل.

تشجع هذه الحالة على زيادة الطلب على أسهم الفيسبوك وتبررالاستثمارات المشروعة إلى شركات التكنولوجية وبمنطق أنه إذا كانت نسبة أساس عملاء الشركة ولو 5% من مستخدمي الفيسبوك فهذا يعني أنه كتب لها أن تصبح شركة كبيرة. وهذا يشجع على الإنفاق على طرق الوصول للمستخدمين وذلك لأن

سرعة نمو المشتركين يحدد قيمة الشركة. عندما سينخفض الاهتمام بأسهم الشركات عالية التكنولوجيا ستنهار أسهم الفيسبوك. الشركات التي لم تثبت بعد خبرتها يصعب عليها جذب التمويل، أما النفقات على طرق وصول المستخدمين فستنخفض، وهذا سيزيد حالة الفيسبوك سوءاً، أما أسهمها فستعاني من المزيد من السقوط".

أيفان شبيغيل متشائم جداً من مستقبل الفيسبوك. يبدو أنه لا يأخذ بالحسبان العدد الهائل من المعلنين التقليديين الذين يفضلون الفيسبوك على التلفزيون والمجلات والإعلانات في الشارع. كل ربع سنة يحصل الفيسبوك من هذا النوع من العملاء على أكثر من مليار دولار.

في مؤتمربشهر ديسمبر تم طرح سؤال لأحد رؤساء متاجر التجزئة الأمريكية Target أي نفقات الإعلانات تفضل الشركة أن تخفف: الإعلانات في التلفزيون أم في الفيسبوك؟ مهما كان هذا حزيناً بالنسبة للفيسبوك ، ولكنها قالت أن الاختيار صعب جداً، وبعد تفكير طويل قالت أن التلفزيون أهم لتعزيز العلامة التجارية لدى Target لكن الفيسبوك أكبر وأهم جزء من مجمع التسويق. فإذا اضررنا إلى تخفيض نفقات الإعلانات، فسنخفض نفقات الإعلانات في الفيسبوك قبل التلفزيون.

من المهم أيضاً سياق رسالة أيفان شبيغيل. لقد تم إرسال هذه الرسالة إلى أحد مستثمري الشركة قبيل امتناع شبيغيل عن اقتراح الفيسبوك بشراء Snapchat بمبلغ ثلاثة مليارات دولار. في ذاك الوقت كان أهم شيء بالنسبة له هو إقناع المستثمرين بأن مستقبل Snapchat سيكون أفضل إذا كانت الشركة مستقلة وليس ضمن الفيسبوك.

على ماذا يعيش الفيسبوك؟

رغم كل ما قيل إن الفيسبوك متعلق ولو جزئياً بالتشغيلات التي تعيش على الاستثمارات المشروعة وتشتري من الفيسبوك طرق الدخول للمستخدمين، التي قد تحرم من الربح لفترة طويلة.

حسب معلومات صحفي The Wall Street Journal معظم مستخدمي الفيسبوك هم من أصحاب الشركاء الناشئة.

تنحصر المشلكة التي يواجهها حاملوا أسهم الفيسبوك، بأن الشركة لا تقول إلى مدي تعلقها كبير بهذا النوع من العملاء. في سير المؤتمر الأخير عبر الهاتف مع المستثمرين والمحللين تم طرح سؤال للمدير التنفيذي للعمليات في الفيسبوك شيريل ساندبيرغ عن مدى تعلق الشركة ببيع التطبيقات المتنقلة "للمطورين" أي المنتجين لتلك التطبيقات على حساب المستثمرين المشروعين.

ردت شيريل سادبيرغ ما يلي:

"إن تجارتنا في مجال الإعلانات المتنقلة تزداد وهذا التزايد ينتشر على السوق برمتها وفي كل الأجزاء وفي كافة القياسات الإعلانية. التطبيقات المتنقلة هي جزؤ بسيط وهي أيضاً تنمو كالأعمال التجارية بأسرها. أريد أن أوضح قضية أخرى والتي يبدو وأنها مفهومة بصورة خاطئة، ألا وهي كيفية استخدام التطبيقات الإعلانية. أفترض أن الشكل المعياري هو المنتجون للمنتجات المفيدة ونحن يسرنا تقديم العون في تطور الشركات الفتية. لكن صفحات الإعلانات تستخدم كذلك العديد من العلامات التجارية الكبرى في العالم".

الجواب جيد جداً إذ يقال فيه أنه لا داعي لمساهمي الفيسبوك للقلق لأن الشركة لا تعرضهم بالتعلق الشديد برأسمال المشروع. لكن الجواب ناقص، وذلك لأن شيريل ساندبيرغ لم تقل ما هو مدى التعلق. يجب على الفيسبوك الكشف السريع عن المعلومات حول ماهية الربح الُمحصل من الإعلانات.

اقرأ أيضا:
الرجاء وصف الخطأ
إغلاق