الصفحة الرئيسية تحليلات

هل حصلت يوماً على نصيحة «عظيمة» ألا تتعامل إلا مع من تريد أن تتشبه بهم؟ ونصيحة أن تختار قدوةً مناسبة تقتدي بها؟ يقترح مورغان هاوزل الحائز على جائزة «الأفضل في مجال الأعمال» أن تتصرف بالعكس تماماً.

كانت زوجتي تعمل يوماً ما مستشاراً في مجال تكنولوجيا المعلومات، وكانت تحب عملها وتستمتع به، أو على الأقل هذا كان تصورها. وفي يوم من الأيام تركت هذا العمل فجأة بلا سابق إنذار. لم يحصل لها شيء سيء: لا زبون عكر مزاجها من وجه الصباح، ولا مدير صاح في وجهها، إنما لاحظت أن رؤساءها كانوا تعساء. كانوا يعملون كثيراً ونادراً ما يرون أطفالهم، ويبدو أنهم كانوا في توتر دائم. كانوا جميعهم شباباً طيبين، ولكنها لم تكن معجبة بأسلوب حياتهم. وفجأة أدركت أن كل مسيرتها المهنية كانت تهدف لتصبح يوماً مثلهم! ويفترض أن هذا هو هدفها! فكيف يمكن أن يبقى عندك دافع للعمل إذا كان الناس الذين يفترض أن تسعى لتصبح مثلهم لا يثيرون في قلبك إلا الشفقة؟

لا سبيل إلى الاستمرار، ولا يبقى إلا الاستقالة.

قال نسيم طالب كلمة عظيمة:

«يركز الجميع على القدوة، ولكن الأفضل أن تجد قدوات سلبية، أي أشخاصاً لا تريد أن تشبههم عندما تكبر».

أحب هذا الاقتباس، وأستمتع بالتفكير في قدواتي السلبية التي لا تحصى:

  • الشخص الذي يقضي 90٪ من عمره في عمل مكرب يكرهه، وذلك كي يكسب مالاً يكفي ليقضي بلا كرب بضع سنوات من التقاعد وهو يفعل ما يكرهه أقل مما كان يكره عمله. لا أريد أن يكون بيني وبينه أي شبه.
  • المستثمر الذي يحاول أن يكسب رزقه بالاستثمارات قصيرة الأمد. لا أريد كل هذا التوتر.
  • الشخص الذي ينفق نصف دخله ليشتري أشياءً ليثير إعجاب الآخرين، ولا يدرك أن ثلثهم لا ينتبهون إلى وجوده وثلثهم الآخر يشعرون بالشفقة نحوه والباقون لا يهمهم الأمر. لا أريد أن أكون مثله.
  • المستثمر الذي يسمح للسياسة بالتأثير على قراراته الاستثمارية. حظاً سعيداً يا صاحبي.
  • الناس الذين لا يستطيعون التوقف عن عملهم لفترة مهما قصرت.
  • الناس الذين لا يتطلب عملهم الاستقلالية أو القدرة على الإبداع.
  • الشاب الذي مر أمامي صباح اليوم في سيارة مرسيدس عليها لصاقة ضخمة تقول: «الحسود لا يسود». حقاً لا أشعر بأي حسد.
  • أولئك من يتوقف أسلوب حياتهم على تساهل البنك في إعادة هيكلة ديونهم. كيف تنامون الليل؟
  • الناس الذين يفسرون نجاحهم بمهارتهم وفشلهم بسوء الحظ. لا أعتقد أن أحداً معجب بكم.
  • الناس الذين يكسبون رزقهم من نسبة المبيعات. قد يكون بعضهم أشرف الناس في العالم، لكنه في النهاية سيخنق أخلاقه مقابل قرش.
  • الناس الذين يعتمدون على غيرهم، سواء الحكومة أم شركتهم أم أي شخص آخر، في تأمين معاشهم التقاعدي. ألا تدركون أنكم تعتمدون على من لا يهمه أمركم عندما تصبحون عرضةً للضعف والعجز؟
  • الناس الذين يعتقدون أن التحيز والتشاؤم يؤثر على جميع الناس سواهم.
  • الناس الذين لا يستطيعون أن يناموا ثماني ساعات في الليل، مهما كان سبب ذلك.
  • من لا يدركون أن البعض يولد وفي فمه رزمة ملاعق ذهب، وأخرون يولدون في أفقر أحياء الهند، ويعتقدون أن الفرق في الإنجازات نتيجة الفرق في الدافع والعقل.
  • المدراء الذين يعتقدون أنهم أهم من موظفيهم.
  • السائقون العدوانيون. ما شاء الله، الجميع يهابونكم!
  • من تتزايد رغباتهم أسرع من زيادة دخلهم. سيبقى هؤلاء يدورون في حلقة مفرغة طوال عمرهم.
  • الناس الذين الجزء الأعظم من نفقاتهم هو تسديد الفوائد عن قروضهم. هؤلاء مستعدون لإنفاق مستقبلهم لدفع ثمن ماضيهم (ومعه جزء من راتب مدير البنك البالغ 900 ألف دولار). لا والله.
  • الشخص الذي وصفه فيليب وايلي بقوله: «لن تستطيع أن تحشر حتى قطعة نقد بين ما يعلمونه وبين ما لن يتعلموه أبداً». لا أريد أن أكون واحداً منهم.
  • الكاتب الذي لم يشتهر إلا لأن كتاباته مليئة بالإهانات والتفرقة والتخويف والأسباق الصحفية والتهجم. حبذا لو قلت أعدادهم.
  • الرئيس الذي لا يستلذ إلا بإهانة مرؤوسيه. ما أكثرهم! أتمنى ألا أصبح واحداً منهم.
  • الشركات التي فيها قواعد لباس. لا أريدها.
  • أنصار نظريات المؤامرة. اهدؤوا.
  • الشباب الذين يلبسون صنادل بلا جوارب.

لا قدّر الله أن أصبح واحداً منهم.

Strawberry Cake Media Corp. © 2024 ما معنى Cookies هيئة التحرير أرشيف

ihodl.com - نشرة مصورة عن العملات المشفرة و الأسواق المالية.
نقوم كل يوم بنشر أفضل المقالات عن الأحداث الأخيرة للقراء المهتمين بالاقتصاد.