العمل لساعات محددة يفقد شعبيته
الصفحة الرئيسية تحليلات

منذ عشر سنوات قليل من كان يحلم أن يصبح عاملاً حراً على مسؤوليته. كان الناس يسعون للحصول على تعليم جامعي وبعد ذلك إيجاد عمل جيد عالي مرتفع الراتب ومن ثم تكوين أسرة.

وهنا ظهر على الساحة مارك تسوكيربيرغ ورايد هوفمان ولاري بيج وسيرغي برين فانقلب العالم.

حدث اختلافان جذريان، أولاً العمل الجيد وحده لا يكفي وثانياً ازداد التنافس على الموظفين الموهوبين فأدرك العاملون وأرباب العمل على حد سواء القيمة الحقيقة للموهبة.

قال رايد:

"في العالم المعاصر لا تستطيع الشركات أن تضمن للناس العمل حتى التقاعد".

لقد واجه أرباب العمل مشكلة كبيرة ألا وهي الحفاظ على العاملين الموهوبين.

أوضحت الأبحاث أن 66% من رؤساء المؤسسات الدولية الكبيرة يخشون أنه خلال السنوات الخمس المقبلة سيؤثر النقص في الموظفين الموهوبين على الأرباح. يفترض 20% أنه في نفس الفترة أكثر من 85% من الموظفين سيتم استأجارهم من دول أخرى.

من عام إلى عام يزداد عدد الناس الذين يفهمون أنهم بحاجة إلى جدول زمني مرن في العمل أوالإجازة للإبداع، وكثيرون يتحولون إلى عاملين أحرار. حتى رئيس Google لاري بيج يقول أن الكثير من العاملين لا داعي لهم أن يعملوا بدوام كامل.

حسب معطيات الأبحاث التي قامت بها الشركة المطورة للبرمجة Intuit في عام 2020 أكثر من 40% من البشر سيعملون عن بعد أو بعقد تقديم خدمات أو بصفة مؤقتة.

هذا سيعني ظهور جيل جديد من البشر الذين يدركون قيمتهم وقيمة وقتهم.

يقول لي تونج المختص البريطاني للتوظيف ومؤسس شركة CV Store:

"في هذه الأيام لم يعد العاملون المؤقتون عبارة عن عناصر منفصلة عن طبقتها لا حقوق لديهم ولا خيار، بل هم جيل ساطع من الشباب الذين يحتاجون إلى جدول زمني مرن في الدوام وإمكانية تدبير شؤونهم على الإنترنت".

قريباً ما سيصبح مبدأ العمل "من جرس البداية إلى جرس النهاية" مفارقة تاريخية وسيحل محله النهج المؤسس على الطلب، وستزداد فعالية سواء أصحاب العمل أو العاملين. سيكون استخدام ساعات العمل بفاعلية أكثر، و"تنفيذ العمل" سيحل محل "الذهاب إلى العمل". وستتقلص أهمية الموقع الجغرافي وذلك لأن معظم القضايا سيكون بالإمكان حلها عن بعد أو باستئجار شخص من دولة أخرى. تزداد سوق المعارف والمهارات عولمة فأصبحت دعوة مختص أجنبي إلى العمل أكثر ربحاً من الامتناع عن خدماته.

الخروج من منطقة الراحة بالنسبة لشخص واحد أسهل مما هو بالنسبة لمنظمة كاملة. هل سيتأقلم أرباب العمل مع الوقائع الجديدة سريعاً؟ يبدو أن الإجابة على هذا السؤال ستحدد مستقبل شركات كثيرة.

يحذر رايد هوفمان:

"إذا لا تستثمر الشركة في مستقبلها فهي على فراش الموت".

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق