في الفترة الأخيرة احتل داعش عناوين الصحف ونشرات الأخبار، لما اشتهر به من دموية و وحشية، قتل عشوائي وقطع رقاب وسبي نساء وبعيهم في الأسواق كالعبيد. كان آخر عملياته النوعية في فرنسا بباريس على مقر صحيفة شارلي إبدو، حيث أعلنت الشرطة الفرنسية عن ارتفاع ضحايا الهجوم إلى 12 قتيلاً و 10 مصابين منهم خمسة في حالة خطرة، ولم يخفي داعش مسؤوليته عن الحادث، حيث أعلن عبر موقعه على تويتر عن مسؤوليته عن الهجوم. فما هو داعش؟ وما علاقته بالنفط؟
ما هو داعش؟
كلمة داعش هي اختصار لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق و الشام، هو تنظيم مسلح يتبنى الفكر السلفي الجهادي يهدف الى إعادة "الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة" يتواجد بقوة في العراق و سوريا، زعيمه أبو بكر البغدادي، لديه ما يقارب 100 ألف مقاتل من مختلف الجنسيات ، شعار دولته باقية وتتمدد، وقد أعلن الخلافة في 29 يونيو 2014.
ما هي علاقته بالنفط؟
سيطرة داعش على 60% من حقول النفط في سوريا و بعض حقول النفط في العراق تمثل تهديدا خطيرا للمجتمع الدولي، فبحسب تقارير عراقية و أمريكية مطلعة تصل عائدات بيع النفط يوميا الى ما يقارب 3 ملايين دولار. فهي بحق إمبراطورية البترول، وقام التنظيم في الشهور الماضية بتأسيس شبكة كبرى للسوق السوداء تنشط بشكل كبير على الحدود في المثلث العراقي التركي الإيراني، بالإضافة الي مدينة الأنبار العراقية حيث يتم نقل النفط إلى الأردن. لا يمر النفط عبر أنابيب البترول بل يتم نقله في الغالب بالصهاريج، بالإضافة الي أن تنظيم "داعش" يقوم بتصفية بعض النفط الخام في منشآت تصفية مؤقتة و بيع البنزين في السوق السوداء.
في يونيو رصدت الطائرات الأمريكية من دون طيار أعدادا كبيرة من شاحنات النفط تعبر من المناطق التي تسيطر عليها داعش الى كردستان، طلب الأمريكان من المسؤولين الأكراد وقف التعامل مع تنظيم داعش، ولكن دون جدوى فما زال النفط يجد طريقه الى تركيا و إيران بأسعار تتراوح بين 10 الى 25 دولارا للبرميل بدلا من السعرالعالمي وهو 60 دولار تقريبا، مما يشجع تجار السوق السوداء. ولكن حجم النفط المصدر الى كل بلد لا يُعرف على وجهة التحديد. وكان من الطريف أعلان داعش عن حاجته الي خبراء نفط لإدارة حقول البترول. يسعى التنظيم الى ضمان إدارة المنشآت النفطية بمنح رواتب مغرية للمهندسين والفنين، فقد أعلن التنظيم عن حاجته الى مهندسين بترول لأنه لا يملك الخبرة الكافية، وصلت بعض الرواتب الى 200 ألف دولار في السنة.
وبهذا يشكل بيع النفط أحد أهم الوسائل أمام داعش لتمويل التنظيم دون الاعتماد على المصادر الخارجية ولكنه ليس المصدر الوحيد فهم يحصلون على فديات من الأشخاص ويتاجرون بالآثار و يفرضون الضرائب والرسوم. ولكن وإن لم يكن النفط هو المصدر الوحيد فهو بالتأكيد المصدر الأهم في تمويل التنظيم والدخل الذي يحتاجه هذا التنظيم لدفع مرتبات المقاتلين وشراء الأسلحة وتنفيذ العمليات. لتبقى الآمال على تكاتف المجتمع الدولي في مواجهة داعش الذي من المرجح زيادته، خاصة بعد الهجوم الأخير على صحيفة شارلي إبدو في فرنسا. فهل سينجح المجتمع الدولي في وقف "داعش"،هل هذا ما ستسفر عنه الشهور القادمة؟