تستمر أسعار النفط في الانخفاض، وهذا يفرح السائقين في الولايات المتحدة ويحزن سكان روسيا. ولكن هل يمكن لهذا الوضع أن يؤدي إلى مشاكل عالمية؟
وقد أوضح المستثمر والإستراتيجي جيف غوندلاخ في مقابلة أجرتها مؤخرا FuW قلقه إزاء أن الوضع في سوق النفط ليس «جيد بشكل لا لبس فيه» للكل. وقال:
«يلعب النفط الآن دوراً مهماً للغاية. إذا كان سعر النفط سينخفض إلى نحو 40 دولارا للبرميل الواحد، أعتقد أن العائد على سندات الخزانة لمدة 10 سنوات ستنخفض إلى 1٪. آمل أن لا تصل القيمة إلى 40 دولارا، لأن هذا سيعني أن الوضع يسوء ليس فقط في الاقتصاد بل في العالم بأكمله. قد تكون العواقب الجيوسياسية، لنقولها صراحة، مروعة ».
ماذا يعني هذا بالنسبة للأسهم؟
غوندلاخ على حق من منظور تاريخي.
تتزامن التغيرات المفاجئة والكبيرة في قيمة النفط بشكل غريب مع الصدمات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية الكبرى. بغض النظر عما إذا كانت قد سُببت بمشاكل مصدري أو مستوردي النفط، الفرق الحالي هو أنه، بفضل سخاء أموال البنك المركزي تتحرك الأموال أسرع من أي وقت مضى، وترتبط جميع الأحداث بتلك التدفقات بشكل كبير.
فهل يمكن أن يؤدي الانخفاض في أسعار النفط بنسبة 45 ٪ على أساس سنوي إلى الوباء الذي سوف يغطي العالم كله؟
وبطبيعة الحال غوندلاخ ليس الشخص الوحيد الذي يتقاسم هذا القلق العقلاني.
أكد ممثلو صندوق التحوط Bridgewater Associates في «الملاحظات اليومية» من 14 نوفمبر 2014 («عواقب سعر النفط ب75 دولارا للاقتصاد الأمريكي») ،الانخفاض في أسعار النفط سيكون له تأثيرا سلبيا على الاقتصاد.
وأوضح موظفو Bridgewater أنه بعد الأثر الإيجابي الأولي على نمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي سيؤدي انخفاض الإنتاج والاستثمار في مجال النفط إلى تباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 0.5٪.
وأشارت الشركة أنه على مدى السنوات القليلة الماضية، زاد حجم الإنتاج و الاستثمار في مجال النفط نمو الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة بنحو 0.5٪. ومع ذلك إذا بلغ سعر النفط 75 دولارا للبرميل، سوف يؤدي ذلك إلى تباطؤ بحوالي 0.7٪ في العام المقبل، والذي سيؤدي بدوره إلى الحد من نمو الإيرادات بنسبة من 1 إلى 1.5٪.