تصبح المعركة بين شخصيات مستخرجي النفط الصخري في الولايات المتحدة الأمريكية و بين مستخرجي النفط في الخليج العربي أكثر حدة و يقوم أكبر أعضاء " أوبك" بِعَد الأشهر لحلول الوقت عندما سيفقد المنافسون الأداة الوحيدة التي يمكن أن تحميهم من الانخفاض في أسعار النفط و هي التحوطات.
لكن التحوطات هي هدف متحرك. بدلا من الانتظار مكتوفي الأيدي حتى تنتهي الترتيبات التي تحميهم من الانحفاض في الأسعار تسرع الكثير من الشركات في إعادة مراجعة إستراتيجياتها و تستثمر في تحوطات جيدة الترتيب لتوسيع كميات النفط المغطاة. وقد ورد ذلك من قبل خبراء الصناعة والمصرفيين والمحللين الذين يملكون معلومات حول مثل هذه المعاملات.
يأمل ممثلو منظمة أوبك أنه حالما تجرب شركات النفط في الولايات المتحدة آثار الانخفاض في أسعار النفط ب 50 % سيكون عليها أن تحد من عدد الآبار الجديدة التي سوف تتسبب في وقف نمو الإنتاج في الولايات المتحدة وسوف تدعم تكلفة المواد الخام، التي هي الآن بالكاد صامدة أمام سعر 50$ للبرميل.
قال وزير الطاقة في الإمارات العربية المتحدة، سهيل بن محمد الموزروعي في الشهر الماضي:
"قامت بعض الشركات بتحويط المخاطر التي تتعرض لها لبداية هذا العام والبعض لنهاية السنة، لذا يجب الانتظار لنهاية الربع الأول على الأقل و نرى ما سيحدث".
لكن يستند هذا الأمل إلى حد كبير على تقارير الشركات الربع سنوية التي عرضت منذ بضعة أشهر عندما ذكر أصحاب النفط أخر مرة تحوط محافظهم الاستثمارية. وفي الوقت نفسه، لم تغير أسعار النفط اتجاه تحركها و قام عدد قليل على الأقل من الشركات بإعادة تحويط المخاطر التي تتعرض لها من أجل منع المزيد من الانخفاض في الأرباح ولتوفر لنفسها فرصة حفر الآبار لوقت أطول في هذا العام.
يقول إد مورز رئيس قسم البحوث في أسواق المواد الخامة في واحد من أكبر البنوك الأمريكية المشاركة في ترتيبات التحويط Citigroup:
"أوبك " لن تكون قادرة على أن تؤثر على نمو النفط الصخري في الولايات المتحدة في النصف الأول من العام. تعمل الشركات المصنعة على التخفيف من الآثار التي يمكن أن تحدث في النصف الثاني من العام".
Jim Urquhart/Reuters
الاستفادة من الأفضلية
من المستحيل حاليا أن نقول بالضبط ما هي الشركات التي تقوم باتخاذ هذه التدابير.سيتم الكشف عن استراتيجيات التحوط الجديدة في تقارير الأرباح الفصلية فقط.
يقول كريغ بريسلاو الذي يرأس قسم تسويق المشتقات لشركات الطاقة في Societe Generale في هيوستن والذي شارك في العديد من معاملات إعادة الهيكلة:
"إن هذا موضوع ساخن للنقاش والجميع يفكر به وينظر في الإمكانيات.على الرغم من أن حصة شركات النفط التي تعقد مثل هذه الصفقات ليست عالية جدا في حجمها و قيمتها تكون هذه الصفقات كبيرة".
وفقا لأحدث وثائق معروضة فإن شركات النفط مثل EOG Resources Inc، Anadarko Petroleum Corp، Devon Energy Corp و Noble Energy Inc قد تحوطت حجما من إنتاجها في عام 2015 بسعر من 90$ للبرميل.
إن صافي المواقف القصيرة لمنتجي النفط وغيرها من الشركات الغير مالية في الأسواق لآجلة للنفط الخام و الصكوك الخيارية في الولايات المتحدة التي تستخدم كمؤشر لنشاط التحوط ، قد ارتفعت من 15 مليون برميل في أغسطس إلى أكثر من 77 مليون برميل في الأسبوع الماضي.
بالنسبة للعديد من الشركات التي عقدت ترتيبات التحوط قبل الانهيار في الأسعار التخفيض في التكلفة يتيح لها الحصول على النقد أو تمديد صلاحية اتخاذ تدابير وقائية. إذا كانت الشركة قد باعت عقود المبادلة لحماية جزء من الإنتاج لعام2015 بسعر 90$ للبرميل ،أي أنها قد خفضت أسعار العقود الآجلة كتدبير وقائي من انخفاضها ،يمكنها الآن شراءها بسعر57$ وبذلك تحقق ربح بحوالي 33$ للبرميل.
بدلا من مجرد أخذ النقد، تقوم بعض الشركات باستخدام هذه الأموال كحماية ضد حدوث انخفاض آخر في السوق، عبر شراء عقود المبادلة و الصكوك الخيارية الأكثرارتباطا بالأسعار الجارية.
نظرا بأن الصكوك الخيارية المباعة في ديسمبر عام 2015 بسعر 60$ للبرميل، تباع الآن بحوالي 9$ للبرميل، فيمكن لعقود المبادلة المصروفة الآن بأن توفر حماية للشركة المصنعة بأربعة أضعاف تقريبا عند السعر المحدد.
المحفظة أم الحياة
وفقا لتقارير من رويترز الشركات التي حصلت على تحوطات كبيرة، لا تنوي بأن تعلق على هذا أو أنها لا ترد على الطلبات إطلاقا.
- تعلن ممثلة EOG أن الشركة لا تبيع تحوطاتها.
- رفض ممثلو Devon Energy الإفصاح عن ما إذا كانت الشركة تعيد هيكلة الحجم الكبير لاتفاقيات التحوط، لكنهم قالوا أنه لم يتم تنقيد أي موقف.
حاليا قامت شركتان فقط بالتأكيد علنا عن الحد من صفقات التحوط المربحة.
- تلقى أول مستخرج للنفط الصخري في باكن Continental Resources 433 مليون دولار عن طريق بيع تحوطه في سبتمبر، أضرت هذه الخطوة الشركة حيث انخفض سعر النفط ب20$ أخرى .ولكن من غير الواضح ما إذا قد قامت بتشكيل تحوطات جديدة منذ ذلك الحين.
- يوم الثلاثاء، ذكرت شركة American Eagle الصغيرة أنها باعت في ديسمبر ،414 ألف برميل من النفط المتحوط بسعر 89.59$ للبرميل و ربحت من ذلك 13 مليون دولار لزيادة السيولة ،في حين أنها قد ذكرت بأنها سوف تضطر إلى وقف الحفر حتى استرداد الأسعار.
إن مثل هذه العواقب هي ما تتوقعه أوبك بالضبط، على الرغم من أنها حاليا تكون بمثابة استثناء و ليس قاعدة. يقول ممثل أوبك في الخليج العربي:
"تتواجد الشركات في موقف قوي. يمكن للإجراءات التي اتخذتها، أن تؤخر النتائج المترتبة على الانخفاض في أسعار النفط".