أسرار البلاط الملكي السعودي
الصفحة الرئيسية تحليلات

رغم أن شبكة الإنترنت خلال اليوم الأخير "ودعت" ملك المملكة العربية السعودية عبد الله إلى مثواه الأخير ما زال العاهل السعودي على قيد الحياة مع كافة حقوقه الملكية. ومع ذلك فهو كبير السن وحالته الصحية سيئة، وقد يحدث تغيير السلطة من يوم إلى آخر.

جلس الملك عبد الله على العرش عام 2005 تحت الترتيب السادس في الأسرة الملكية. يبلغ عمر ولي العهد الأمير سلمان 79 سنة وحالته الصحية لا تختلف كثيراً عن الملك الحالي. في شهر مارس من عام 2014 عين الملك عبد الله شقيقه الأصغر مقرن، وهذا قرار لا يخالف القانون ولكن لا يحظى بشعبية لدى الشعب.

نال مقرن التعليم الحربي في بريطانيا وهو طيار حربي محترف ولديه الكثير من العلاقات في الولايات المتحدة. قد يبدو اختيار الملك عبد الله غريباً لأن مقرن قد ولد من إمرأة يمنية التي لم تكن شكلياً زوجة الملك عبد العزيز آل سعود الذي أسس إمبراطورية السعوديين عام 1932.

قال أحد الموظفين العموميين السعوديين سابقاً للصحفية ليز سلاي أثناء إجراء المقابلة لصحيفة The Washington Post:

"لا يجوز له أن يكون أميراً فقد كانت أمه جارية. يوجد من بين إخوته أكثر جدارة لولاية العهد. لا أحد يصدق أن مقرن قد يصبح ملكاً يوماً ما".

يبلغ مقرن من العمر 69 سنة. الطب يتطور فيجوز أنه سيعيش أطول من أخويه الكبار. وهذا يخالف الأصول الرسمية للأسرة السعودية الحاكمة حيث يحكم بموجبها الأكبر سناً في الأسرة بنقل مقاليد الحكم للأكبر في العائلة الذي يأتي بعده. منذ منتصف القرن الماضي كانت السلطة في المملكة العربية السعودية تنقل عموماً من الأخ الأكبر إلى الأخ الذي يتبعه في السن. والآن جاء وقت وفاة الإخوة فيجب أن تنتقل السلطة العليا إلى أحد من الجيل الثالث.

ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود

جاء في The New York Times ما يلي:

"إن ولي العهد الأمير سلمان والأمير مقن يعترضان سبيل الجيل القادم من الأمراء، فهما يحولان بين أحفاد مؤسس الأسرة الحاكمة والسلطة العليا".

ذكرت ليز سلاي أن تغيير أجيال الأمراء السعوديين لم يتم قط بشكل سلس:

"يوجد كثير من الأمراء في الجيل الثالث وهذا لا يعني أنهم يعيشون في حب وسلام فيما بينهم. كل من جلس على العرش يفتح في حقيقة الأمر لإخوته الصغار أبواب السلطة وما تليها من نعم، وهذا ما لا يرضى به أبناء العموم والأخوال وغيرهم من الأقرباء".

السعوديون وهم الذين يتحكمون بأوبك رفضوا في الخريف الماضي اختصار الحصص النسبية لاستخراج النفط والغاز لكي تبقى الأسعار على مستواها الجاري وليكن الحكم ليد السوق غير المرئية. ولكنهم قد يغيروا رأيهم في أي وقت مثلاً إذا احتيج في أثناء تغيير السلطة اللجوء إلى "الموارد الوطنية". لهذا السبب يراقب المستثمرون بإمعان تطور الأحداث. قال محلل Washington Institute سيمون هنرسون:

إن الفراغ في السلطة في الرياض بعد وفاة أو مرض طويل للملك سيقلق كثيراً المجتمع الدولي فالمملكة العربية السعودية أكبر دولة مصدرة للنفط. نعم أكبر دولة ولكنها عاجزة عن وقف انخفاض أسعاره. بدلاً من ذلك يحاول السعوديون الحفاظ على حصتهم من السوق العالمية، و إعاقة تطور الاستخراج الصخري للنفط في الولايات المتحدة. وليس هذا فقط يثير القلق وإنما مدى تأثير تغيير السلطة على مكانة المملكة في العالم العربي والإسلامي. المشكلة التي لا مفر منها في المملكة العربية السعودية هي النشطاء الشيعة المدعومون من قبل المتطرفين الإيرانيين".

الأمير مقرن هو أحد الأبناء التسعة عشر الأحياء. ويجوز أن نلاحظ على الرسم البياني المقدم في Washington Institute جزء من شجرة العائلة السعودية الحاكمة.

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق