مقابلة مع أمير النفط
AP Photo/Kamran Jebreili
الصفحة الرئيسية تحليلات

أدلى الأمير الوليد بن طلال ( الإسم الكامل - الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود) بمقابلة مفصلة لUSA Today ذكر فيها رأيه حول الجغرافيا السياسية و الوضع في سوق النفط وأسباب انخفاض الأسعار. ننشر النقاط الرئيسية في هذه المقابلة.

لماذا لا تخفض المملكة العربية السعودية مستوى الإنتاج

أُخذت المملكة العربية السعودية مثل بقية العالم كله، على حين غرة. لم يتوقع أحد حدوث ذلك، وأولئك الذين يقولون أنهم توقعوا انخفاض أسعارالنفط بنسبة 50 في المئة يكذبون. قد قال وزير النفط السعودي في يوليوعلنا بأن 100$ للبرميل هو سعر جيد لمنتجي النفط والمستهلكين. والآن بعد أقل من ستة أشهر يبلغ سعر البرميل 50$.

ومع ذلك، فإن قرار عدم خفض الإنتاج حكيم وصحيح. إذا خفضت المملكة العربية السعودية الإنتاج اليومي بمقدار 1-2 مليون برميل، سينتج هذه الكمية عضو منظمةآخر. العامل السلبي الوحيد الآن هو انخفاض الأسعار، ولكن ليس الإنتاج. نحن نتحدث عن احتفاظ الدولة بحصتها في السوق.

إن جعل جميع أعضاء أوبك بما في ذلك إيران، يتفقون فيما بينهم وكذلك مع روسيا، وبوجه عام مع جميع المصدرين مستحيل عمليا. لن نستطيع ضمان أن الكل سيختصر الإنتاج. لا يمكنك الوثوق بجميع أعضاء أوبك، وخاصة في البلدان خارج المنظمة. التاريخ يؤكد ذلك. و قد خفضت السعودية الإنتاج في ثمانينات القرن الماضي وبقية العالم كانوا سعداء وزادوه على الفور، ونتيجة لذلك فقدنا جزءا كبيرا من السوق.

كما أننا يجب أن لا ننسى الجوانب السياسية. إن لدى انخفاض الأسعار تأثير جانبي لطيف، عندما تنخفض الأسعار إلى مستوى معين سوف يخرج الكثير من الشركات المنتجة للنفط الصخري من السوق. و قد أخذتنا انخفاض الأسعار على حين غرة، ولكننا تمكننا من استخلاص الفائدة من هذا الوضع . دعونا نرى ماذا سيكون حجم العرض بسعر 50$ للبرميل، عندما تصبح العديد من المشاريع الجديدة غير مبررة اقتصاديا.

عن العرض والطلب

إن العرض الآن مفرط. تنتج العراق حاليا الكثيرمن النفط، و تستمر ليبيا على الرغم من الحرب الأهلية بإنتاج النفط و تقوم الولايات المتحدة بتطوير ودائع الصخر الزيتي. ولكن الطلب انخفض. وكما تعلمون، النمو الاقتصادي في اليابان يساوي صفر، وتخطط الصين لزيادة النمو بنسبة 6-7٪، و تم اختصار المعدل في الهند إلى النصف، و اعترفت ألمانيا قبل شهرين بأنها ستضطر إلى خفض توقعات النمو من 2٪ إلى 1٪. وبالتالي، فإن الطلب هو أقل مما كان عليه مسبقاً، و كمية النفط كبيرة جداً. حتى واحد من هذه العوامل قادرعلى إسقاط السوق، وهنا نرى إثنين منهم. لذك حدث الانخفاض.

إذا بقي عرض النفط عند مستوياته الحالية، في حين أن الطلب منخفض، يمكننا أن نتوقع المزيد من الانخفاض في الأسعار. ولكن إذا تم خفض العرض و زيدة الطلب إلى حد ما يمكن للأسعار أن ترتفع. ومع ذلك أنا مقتنع أنه يمكننا نسيان سعر 100$ للبرميل. وقبل عام حذرت من أن مستوى السعر فوق ال100$ اصطناعي وسوف تُظهر السوق هذا الشيء.

عن المؤامرة ضد روسيا

Oleg Golovnev/Shutterstock.com

هناك نظرية مفادها أن المقصود من تخفيض السعر هو الضغط على روسيا. ويعتقد البعض أن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية اتفقتا على لخفض الأسعار من أجل معاقبة روسيا على أعمالها في أوكرانيا. و باختصار هذا هراء. صدقوني، لم تتمكن المملكة العربية السعودية من فعل ذلك ببساطة لأنها ستعاني بسبب انخفاض أسعار النفط بنفس المستوى. نحن لم نظهر ذلك الآن لأن لدينا احتياطيات كبيرة من الذهب و النقد الأجنبي. ولكننا أصحبنا في نفس القارب مع روسيا . لا وجود لأي مؤامرة لأن هذا يشبه ضرب الإنسان رأسه بنفسه.

عن ثورة الغاز الصخري

النفط والغاز من حقول الصخر الزيتي منتجين جديدين في السوق. تكلفة الإنتاج تختلف اختلافا كبيرا، ولا أحد يعرف بالضبط ما هو مستوى أسعار النفط التي توفر تغطية تكاليف مشاريع الصخر الزيتي. إن تكلفة استخلاصه أغلى في أي حال عما كان عليه الوضع في أسلوب الإنتاج التقليدي. ولذلك ستتوقف مشاريع الصخر الزيتي عن العمل من بين الأوائل أو على الأقل، لن تعود مربحة. هل ستكون مبررة اقتصاديا بسعر نفط ب 50$ للبرميل؟ غير معروف. إنها شريحة جديدة ومتنامية للسوق.

ويعتقد البعض أن انخفاض أسعار النفط سوف يؤدي الى موجة من عمليات الاندماج والاستحواذ في صناعة النفط والغاز. وأنا أتفق تماما مع هذا الرأي. سوف يكون هناك توحيد نطاق واسع لا شك. وهناك الكثير من الشركات ذات الحجم الصغير والمتوسط التي لن تستطيع البقاء على قيد الحياة في البيئة الجديدة فهي حساسة جداً لسعر النفط. إن العمالقة مثل ExxonMobil وChevronشركات متكاملة رأسيا ، وسوف تستطيع البقاء على قيد الحياة بعد انهيارا الأسعار دون أي خسائر. ولكن عمليات الاندماج والاستحواذ في السنوات القليلة المقبلة أمر لا مفر منه.

عن الهجمات الإرهابية في باريس

إنها جريمة صارخة لا يمكن تبريرها وغفرها. حفنة من المغفلين يشوهون سمعة الإسلام نفسه. الآن كل الأديان المسلمون والمسيحيون واليهود والهندوس والبوذيون والملحدون يجب أن يتجمعوا ويتصدوا لهذا الهجوم من قلة من المسلمين. يجب محاربتهم ليس فقط بالسلاح كما تحارب الولايات المتحدة داعش وحلفائها. يجب محاربتهم بكل الوسائل الروحية والثقافية والتعليمية. أمامنا مرض وهذا المرض يمكن أن يعيدنا إلى العصور الوسطى. لقد أصبح عالمنا يشبه القرون الوسطى. ولكنني أعتقد أن الحضارة يجب أن تكون موحدة في مواجهة المتعصبين. لذلك سمعت أن وزير الخارجية الأمريكية جون كيري ألقى خطابا باللغة الفرنسية و هذه خطوة صحيحة جدا.

تتواصل مؤسستي مع الرئيس والحكومة الفرنسية لمعرفة كيف يمكننا مساعدة الأسر الأبرياء ضحايا الهجمات. علينا أن نظهر أن المسلمين، جنبا إلى جنب مع المسيحيين واليهود وممثلي جميع الأديان العالمية يسعون لمحو عدوى التعصب من وجه الأرض.

عن الاقتصاد العالمي

لقد تراجعت أسعار الفائدة. العائد على سندات الخزانة الأمريكية لمدة 10 سنوات أقل من 2٪. توقف النظام الاحتياطي االفدرالي عن التيسير الكمي. في الأسبوعين الماضيين كانت السوق تتوقع مزيدا من التخفيضات في الأسعار. تذكروا انهار النفط، و ذعر الجميع، بما في ذلك حكومة المملكة العربية السعودية و سوق الأسهم. هذان الأسبوعان ليسا مقياسا . يستعد النظام الاحتياطي الفدرالي لزيادة تدريجية في أسعار الفائدة.

وفي الوقت نفسه، يقف رئيس البنك المركزي الأوروبي، ماريو دراجي مع بداية برنامج تحفيز الاقتصاد، و تعارض المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ذلك خوفا من التضخم. إنه صراع بين الفكرتين. ولكنني أعتقد أن ماريو دراجي يهيء السوق لبداية هذه العملية.

وبطبيعة الحال بدأ العام الجديد مع نطاق واسع من المبيعات وكان هناك الكثير من الأحداث في نفس الوقت . وكان العام الماضي ناجحا جدا، وقد ثبت الناس الأرباح. كان هبوط أسعار النفط مفجأة للجميع. ولكنني أعتقد أن الاقتصاد الأمريكي الآن في حالة جيدة، خصوصا على خلفية بقية العالم. السؤال الكبير الآن مستقبل ألمانيا التي تعد أساس الاقتصاد الأوروبي. اليابان والهند والصين أيضا مهمين فهي الدول الرائدة الثلاث التي يعتمد الاقتصاد العالمي عليها . هناك فرص، ولكن هناك مخاطر. إذا نما الناتج المحلي الإجمالي لليابان والصين وألمانيا بنسبة 1-2٪، سيكون لهذا تأثيرا جيدا جدا على نمو الاقتصاد العالمي.

المصدر: USA today

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق