نحن نبحث دوماً في الإنترنت عن أسئلة ومناقشات مثيرة والأكثر إثارة منها نقدمها لكم. اليوم سنتكلم عن ما الذي يجب فعله إذا أدرك أحد فجأة أنه يمارس عملاً ليس الذي كان يحلم به. كما أن أوليفير إمبيرتون الموسيقي ومطور الويب ومؤسس شركة Silktide قد فسر أهمية الحفاظ على "الطفل الداخلي" لكي تسعد بحياتك وأنت بالغ.
حان وقت البلوغ والاستمتاع بطفولة حقيقية. اسمحوا لي أن أفسر لكم ما الذي أريد أن أقوله على مثال بيل غيتس البستاني.
أنتم تعلمون أن كل شخص يستطيع أن يصبح من يريد؟ لا بل لا يستطيع.
لو أن بيل غيتس ولد في وقت آخر أو في مدينة أخرى لكان ربما بقي طوال حياته فلاحاً أمياً يحفر البطاطا في البستان.
الظروف لها أهمية. كان في طفولة غيتس شيء ما أصبح أهم الأشياء ألا وهو إمكانية إيجاد مهنته المفضلة لكي يكرس نفسه لها.
قل من حالفه الحظ بهذا الشكل ولكن ما زال لدينا أمل.
كل الأطفال عباقرة
قلما يستحسن المجتمع الناس المتصرفين تصرف الأطفال، ويقول الكل والجميع باستمرار أنه حان الأوان أن نكبر ونتحمل المسؤولية، وكأن تصرفات أخرى لا تنفع لأي شيء. ولكن العكس صحيح، وقد يكون التصرف كأطفال مفيداً جداً.
- الأطفال دوماً يجربون أشياء جديدة، وقد تكون هذه التجارب في بعض الأحيان سيئة مثلاً أكل التراب أو التزلج على الجليد بالرول، لكن الأطفال لا يخافون من شيء ومصرون على كل شيء.
- الأطفال لا يعلمون ما لا يعلمونه لذا يشكون في كل شيء.
- الأطفال يشعرون بالملل سريعاً لذا يذهبون إلى عوالم وهمية لأن العالم الحقيقي يقيدهم.
التصرف مثل هذا فعال جداً لدراسة العالم ودورك فيه. التصرف كأطفال هو طريقة ممتازة لدراسة الحدود المحيطة بك ونقاط القوة التي تتمتع بها. من الناحية المثالية يجب أن تكون طفولتكم فترة تكتشفون من خلالها ميولكم لكي تركزوا عليها بعد أن تكبروا.
مع الأسف لم يحالف أكثرنا الحظ كما حالف بيل غياس البستاني، ولكن يوجد خبر سار: الحياة المعاصرة تمنحنا أكثر فرص لتصحيح هذا من الحياة السابقة.
الأطفال الكبار
الكبار لديهم أفضلية كبيرة ألا وهي أن كل كبير سيد نفسه، أما الأطفال فيفتقدون حرية التصرفات والوعي لكي يتمكنوا من تطوير أنفسهم. ربما لم تكن طفولتكم كما كان بإمكانها أن تكون، ولكن بمقدوركم تصحيح هذا الآن.
- العبوا. عندما كان جون لينون صغيراً وأمسك بيده الغيتار لأول مرة هيهات أنه أحصى الأرباح وقتذاك. إذا أردتم أن تجربوا شيئاً جديداً لا تاخذوه محمل الجد كثيراً، بل وليكن هدفكم الاستمتاع فقط بالعملية. وإذا تبين أن هذا العمل هو المفضل لكم فسيأتي الاجتهاد من تلقاء نفسه.
- كونوا متهورين. إذا كنتم فعلاً تجهلون ما هو عملكم المفضل فعليكم أن تجربوا شيئاً لن تمارسوه من قبل قط. قد تفشلون غير مرة وأنتم تجربون أعمالاً جديدة ولن تأتي معظمها بأية نتيجة. كل هذه الأشياء تسهل للأطفال لأنهم لا يفكرون بالنتائج والعواقب. إنني أدعوكم إلى نفس التصرف. وإذا أردتم بإمكانكم أن تجعلوا هذا التصرف عنصركم كزير النساء الذي يريد دوماً أم يجرب أشياء جديدة.
- شكوا في كل شيء. الكل كانوا متأكدين بل مقتنعين أن الأرض مسطحة إلى أن تبين خطأ هذا الاقتناع. إن ذهننا مليء بمثل هذه الاقتناعات المقيدة كمثل "الرسامون لا يحصلون على الرزق" أو "ليس لدي عقل كافي لهذا العمل". ربما هذا صحيح ولكن لما لا نتحقق في ذلك بأنفسنا؟ هل حاولتم إيجاد البديل ولو تحت تهديد السلاح؟ معظم الناس الناجحين في حياتهم لم يكتفوا بإيجاد طريقهم في الحياة بل وشقوه بأنفسهم.
- تجاهلوا الواقع. يحلم الأطفال أن يصبحوا رواد الفضاء أو نجوم البوب أو رجالا آليين . في سن الخامسة لا أحد يرى حدود الإمكانيات. لتكن هي عادة سيئة التي من الأفضل تركها بأسرع وقت، ولكن إذا ما زلتم لا تعلمون لما تريدون أن تكرسوا حياتكم فلا تستعجلوا إلى تقطيع أجنحة أحلامكم. ادرسوا المستحيل. غالباً هذا لا يوصل إلى ما كنتم ترغبونه (مثلاً السير على سطح القمر) ولكن قد يوصلكم إلى شيء آخر لا أقل قيمة (مثلاً حب العلم الذي قد يغدو أول درجة في مهنة الباحث). أنتم لا تستطيعون معرفة أي شيء مسبقاً لذا سيروا إلى حيث يوجهكم قلبكم.
حتى ولو كنتم لا تعلمون ماذا تريدون فإن الطفولة على الأقل قد تعطي لكم عدة نصائح. هل لديكم أي شيء الذي تفكرون به مع الرقة ولكن لا تجدون الوقت الكافي لهذا الشيء؟ ابداؤوا من هذا الشيء.
ركزوا تفكيركم على أنكم تقرؤون هذا لذا فلديكم أفضليات أكثر بكثير من بيل البستاني. لبعض الناس هي طريقة الدخول إلى كافة المعارف الإنسانية (Google) وللآخرين هذا رفاهية مالية، وبالطبع نحن نتمتع بحرية أكثر مما يتصوره أجدادنا.
والآن أسرع إلى الشارع والعب.