بعد ما انخفضت أسعار البترول تحت مستوى 50$ قد واصلت هبوطها أكثر.يبدو أنها سوف تقترب من مستوى 30$ في الأيام القريبة وهو مستوى السعر الذي سجله تاريخيا العام 2008.
أصبحت الشائعات في السوق حول اجتماع طارئ لمنظمة الدول المصدرة للبترول هذا الشهر من أجل الاتفاق حول موضوع الانخفاض في الإنتاج سببا مباشرا لهبوط أسعار البترول. وأعلن وزير النفط لدولة الإمارات العربية المتحدة السيد سهيل بن محمد المزروعي مؤخرا في أبو ظبي أن أوبك لن تتخذ هذا القرار حيث أفاد أن الإمارات سوف تزيد إنتاج نفطها إلى مستوى 3.5 مليون برميل يوميا في عام 2017 بينما يتم الإنتاج في الوقت الحالي على مستوى 3 مليون برميل يوميا، وبنبغي خفض الإنتاج للشركات الأمريكية التي تعمل في ظروف التكاليف الأعلى بكثير من التكاليف في الدول العربية.
نتيجة لذلك تراجع سعر النفط برنت الذي يعتبر معيارا دوليا للنفط إلى مستوى 45.76$ دولار للبرميل حيث انخفضت قيمة البرميل بـ60% من المستوى المسجل في شهر يونيو. وحاليا ليس من المستحيل أن تتطور الأوضاع حسب السيناريو حيث تهبط أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها المسجلة في عام 2008 – إلى مستوى 32$ للبرميل.
يبقى هذا السيناريو الأكثر رعبا بالنسبة إلى الدول التي تعتمد كثيرا في ميزانياتها على صادرات النفط والدول غير المستعدة للصعوبات الاقتصادية مثل فينزويلا وإيران ونيجيريا.وفي الأسبوع الماضي أجرى الرئيس الفينزويلي نيكولاس مادورو جولة في الدول أعضاء أوبك بما في ذلك قام بزيارة إلى الصين التي حاول خلالها إقناع المصنعين على ضرورة خفض الإنتاج وقدم طلب لتقديم الدعم المالي لاستقرار الاقتصاد الفينزويلي.
قام الرئيس الإيراني حسن روحاني بانتقاد شديد موجه ضد المملكة العربية السعودية والكويت اللتين اتهمهما في كلمة له في إنشاء مؤامرة دولية تهدف الي خفض أسعار النفط. ومع ذلك أشار إلى أنه إذا عانت إيران فستعاني أيضا من الصعوبات تلك الدول بالرغم من أن لديها احتياطيات نقد أجنبي كبيرة.
ولا يتوقع أحد من المراقبين والمحللين المشهورين العودة بشكل ما إلى أدنى مستويات سعر النفط المسجل في ديسمبر من عام 2008. يتوقع البنك Goldman Sachs استمرار تراجع سعر برميل النفط برينت إلى 47$ خلال الأشهر الثلاثة الأولى لعام 2015 حيث يقول المسؤولون في البنك أن نفط برنت سوف تترجع أسعاره إلى المعدل المتوسط لها على مستوى 50.4$ وفي عام 2016 سوف ترجع الأسعار إلى مستواها 70$. ولكن المؤشرات في البورصة في الأيام الأخيرة تؤكد عدم صحة توقعات مقدمة من البنك Goldman Sachs لعام 2015.
الانخفاض المستمر لتكاليف استخراج النفط الصخري
يقول الخبراء والمحللون في السوق أن الهبوط الحالي لأسعار النفط يختلف بطبيعته كثيرا من حالة مماثلة سابقة حيث يضيفون أنه من الناحية الأولى من المحتمل أن يستمر الهبوط خلال فترة أكثر بسبب أن النفط الصخري يتم استخراجه بطرق وأساليب أخرى تختلف كثيراعن الطرق التقليدية. وعلى سبيل المثال، إذا قامت الشركة باستخراج النفط في البحر فيمكن أن يتراوح التأخير بين استكشاف النفط وبداية استخراجها المباشر الفعلي من 5 إلى 10 سنوات. أما النفط الصخري فمن المحتمل أن تكون هذه الفترة ليست أكثر من 12 أشهر لأن طريقة استخدام تكنولوجيا التكسير المائي لا تكلف كثيرا وتتطلب الجهود التكنولوجية أقل. لذلك يمكن أن يبدأ استخراج هذا النوع من النفط في وقت أسرع.
ويشير السيد رايان تود الموظف من Deutsche Bank إلى أن تكاليف استخراج النفط الصخري تتغير من فترة إلى فترة وشركات الخدمات تقلل من سعر تقديم خدمات توفير معدات الحفر والأيدي العاملة حيث يؤثر ذلك على انخفاض سعر برميل النفط للمصنعين إلى مستوى 50$.
وقبل بضعة أشهر فقط كان الكثير من المحللين يقولون أنه من أجل مواصلة التطوير المستمر لاحتياطيات النفط الصخري يجب أن يكون سعر البرميل على مستوى90$ أو حتى 100$. وقال المدير العام لشركة ExxonMobil السيد ريكس تيليرسون في شهر ديسمبر الماضي إن شركته سوف تحقق أرباحا حتى إذا تراجعت أسعار النفط إلى مستوى 40$ للبرميل.
واليوم نرى أن الأيام الصعبة تأتي حتى لشركة ExxonMobil.