إمرأة في الإدارة
الصفحة الرئيسية تحليلات

كافحت المرأة لقرون عديدة من أجل حقوقها. تحدثت جول بييري، الرئيسة التنفيذية لمنصة Grommet على الإنترنت عن سبب معاناة الجنس الأضعف في الأعمال التجارية من المصاعب.

في الآونة الأخيرة أعطاني صديق إمكانية قراءة نتائج دراسة جامعة تكساس التي تنص على القادة النساء أكثر عرضة للاكتئاب من الرجال. أنا بنفسي الرئيسة التنفيذية لشركتي وقلت على الفور:

«هذا ليس مستغربا. إن النساء بطريقة أو بأخرى دائما أكثر عرضة لمثل هذه الأمور».

عندما سمع صديقي هذا التعليق، فوجئ وطلب مني شرح الفكرة. وهنا هو جوابي.

الشيء الأساسي هو أنه عادة ما لا تمتلك رئيسة الشركة قدوة، أو مرشدين سيدعمونها في طريقها. ولذا فإنها تشعر دائما بضغوط خارجية وداخلية تجاه مظهرها، وسلوكها والقرارات المتخذة. الرجال أيضا يكافحون من أجل أن يكونوا في القمة، ولكن إذا حققوا ذلك لن ينتقد أحد أفعالهم ولن يشكك بهم. بينما على النساء الإثبات أن لديهن الحق في أن يكن على رأس الفريق يومياً. هذا مرهق. لا عجب أن ذلك يسبب الاكتئاب.

وهناك صعوبة أخرى. أشارت ماري كاثرين باتيسون في كتابها «الحياة التي نؤلفها» ‎(Composing a Life)‎ أن المرأة تميل لقياس نجاحها بنفس القدر في عدة مجالات الحياة التي تعتبرها مهمة. كل امرأة تهتم بمجالات مختلفة، ولكن في معظم الأحيان هي المهنة، الزوج والأطفال والبيت، والصحة، والأصدقاء، والتنمية الذاتية. وهذا صحيح بالنسبة لي.

على سبيل المثال: أستطيع إبرام صفقة ممتازة، ولكن إذا نسيت في نفس اليوم إرسال بطاقة معايدة بعيد الميلاد لصديقي أو أكتشفت أن البراد فارغ في المنزل لم يعد النجاح يبدو مفرحاً.

وهاك مثال آخر على كيفية معارضة الأهداف والمسؤوليات التي اتخذتها لنفسي بعضها البعض: بعد عامين منذ فتحي شركتي الناشئة The Grommet، ذهبت إلى الجراح لإجراء عملية كانت تشمل التخدير العام. صدقوا أو لا تصدقوا، ولكنني كنت أنتظر العملية بشدة لأنها كانت تتمكنني من الابتعاد كليا عن التوتر في العمل و المسؤوليات الكبيرة.

نعم، النساء غالبا ما يضعن لأنفسهن مهاما سخيفة تماما مثل «عقد صفقة في سان فرانسيسكو، وفي الوقت نفسه تحديد المنتجات الجديدة شخصيا في بوسطن»، وهذا أمر يصعب مقاومته. إذا كانت المرأة تلتزم بمعايير غير واقعية للنجاح في مجالات تستبعد بعضها البعض في الحياة، سوف تتطلب سنوات عديدة قبل أن تتخلص من هذه العادة. المشكلة تقع في عمق نفسية الإناث وفي الجو الذي يحيط بالمرأة كل يوم.

ومع ذلك، من مصلحة الجميع أن يكون لدى القائدات النساء المزيد من النماذج لكي يزيد عدد النساء في المناصب العليا في الشركات.

وتبين في نفس الدراسة أن زيادة النمو والربحية لوحظت في الشركات التي يترأسها الرجال والنساء. وعلاوة على ذلك، في عام 2014 أجرت شركة Bain دراسة ووفقا لها كان موظفو مثل هذه الشركات أكثر ارتياحا في عملهم الذي «بوفر للرجل والمرأة نفس الراتب ونفس الفرص للنمو الوظيفي».

من وجهة نظري، يعتمد حل هذه المشكلة على الشركة نفسها. الآن لايوجد سوى 5٪ من النساء-الرئيسات التنفيذيات في قائمة Fortune 500. حسبت أنه بالنظر إلى المعدل الحالي لتغيير ظروف العمل، سترتفع هذه النسبة إلى 50٪ بعد 400 سنة فقط.

حان الوقت للتغيير

وبطبيعة الحال، يجب على المرأة فتح شركتها بنفسها. ولكن هناك نقطة أخرى مهمة، أود أن أرى كل واحد منا كموظفين في الشركات المعنية و أعضاء المجتمع المدني الجاد نعمل لخلق عالم الأعمال المثالي الذي لا تحصل فيه على التعب والاكتئاب كمكافأة لمنصبك التنفيذي .

  • المشترون: اشتروا واطلبوا المنتجات من الشركات الناشئة التي أسستها النساء، أو الشركات مع قادة من جنسين مختلفين. تكون حسابات الإنفاق الاستهلاكي 70٪ من الاقتصاد، وهذا يعني أن المشتريات التي قمنا بها شخصيا تغيير العالم أقوى من أي تشريع.
  • الأعمال والحكومة والتعليم: لا تنتظروا حتى يتم تمرير القانون الذي يسمح بالقيام بالإجراءات الخاصة بكم. ابدؤوا الآن بشراء السلع والتعاون مع شركات قادتها النساء. شجعوا تلك الشركات التي تسعى إلى تجاوز تلبية وعودها (محض سمة الإناث، جيدة أو سيئة).
  • وسائل الإعلام ومنظمي الأحداث: تأكد من أن ثلث المقالات في المجلات وعلى الأقل ثلث المقابلات مخصصة للنساء. لنفترض أنه خلال عامين ستزيد الكمية من الثلث إلى النصف. عندما ستظهر هؤلاء النساء في شبكة اتصالات العمل وعندما ستشاركهم المشاريع الخاصة بك ستبدأ شركتك الخاصة في النمو ويوما ما سوف تصبح رائدة في مجالها. المرأة ليست غبية جدا وتتعاون بنشاط مع أولئك الذين يمكن أن يفهموا ذلك.
  • مقدمو الخدمات المهنية: تعاملوا مع النساء أكثر. مؤخرا بدأت العمل مع مكتب محاماة جديد وفوجئت بأن أكتشف أن أحد مؤسسي المكتب يدير أعمال شركتي. عندما اتصلت به لشكره على عمله الجيد، قال لي: «أردت أن أعمل على قضيتك شخصيا، لأن لدي ثلاث بنات، وأنا أيضا نادرا جدا ما أتعامل مع القيادات النسائية».
  • المستثمرون: إنكم أهم حلقة في سلسلة التغييرات. الشركات التي أنشئت بواسطة رأس المال الاستثماري ليست كثيرة، لكنها هي المسؤولة عن 20٪ من نمو الناتج المحلي الإجمالي. رأس المال الاستثماري أمر بالغ الأهمية، ولكنه يكون فقط 2.7٪ فقط من الاستثمارات من هذا النوع للنساء الرئيسات التنفيذيات للشركات. ومن الضروري تصحيح هذا الخلل المؤسف في أقرب وقت ممكن.
  • موظفو الشركات: إذا كنان قد عرض عليك وظيفة في شركتين يعمل في واحدة منهما قادة من جنس مختلف، في حين أن في الآخرى لا، قم باختيار الشركة الأولى. خاطر وسترى ما سيكون أفضل. لا يتعلق الأمر بالايثار أو النشاط، إنها مجرد خطوة ذكية في مسيرتك.

نعم، عالم الأعمال ليس سهلاً، وينبغي إعداد القيادات النسائية للصعوبات والضغوط. ومع ذلك يجب أن لا يكون هذا الضغط أكبر من الضغط الذي يتعرض له الرجال. إذا كان الجميع يفعل شيئا لتغيير مفهومنا للنجاح والواقع نفسه، الذي تتواجد فيه النساء اللواتي يؤسسن شركاتهن الخاصة أويترأسن فرعا مهما، سنقوم جميعاً بخطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح. لقد حان الوقت للتغيير بحالة أو بأخرى.

المصدر:Quartz

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق