يمكن لأعضاء منظمات حماية البيئة أن يرقصوا إذ انخفضت أسعار النفط في نهاية المطاف.
أليس هذا هو الشيء الذي كافح من أجله حماة البيئة؟ كان يبدو أن انخفاض أسعار النفط ينبغي أن يؤدي إلى الانخفاض في الإنتاج.
ومع ذلك فإن الأمور ليست بهذه البساطة. إن النفط الرخيص أسهل بكثير للاستهلاك. ويمكن للانخفاض في الأسعار أن يؤدي إلى تأثير عكسي.
من ناحية:
- يمكن لانخفاض تكلفة النفط إبطاء خطط التنقيب في القطب الشمالي. إن لدى البحث عن المواد الخام في واحد من أكثر الأماكن صعوبة مناخيا على الأرض معنى فقط إذا كان سعر هذه المواد الخام عالي جدا. تتراجع Statoil وغيرها من الشركات التي ناضلت من أجل الحفر في منطقة القطب الشمالي.
- الحفر في المياه العميقة أعمال مكلفة أخرى يمكن أن تضر البيئة. مستقبل بعض المشاريع الآن غير مؤكد.
- أدى إصدار القوانين التي تحد من الأفعال التي قد تسبب تغير المناخ خطر "الأصول الثابتة" وهي حقول النفط والمناجم والموارد الأخرى التي سوف يكون من المستحيل نقدها. وقد زودت هبوط أسعار النفط هذه القائمة بشخصيات جديدة.
- تلقى كسر التشكيلات الصخرية في أوروبا احتجاجا أقوى من مثيله في أمريكا، لكنه كان أقل نجاحاً. يمكن لاستكشاف الغاز الصخري والنفط أن يصبح غيرمبرراً اقتصادياً إذا أصبح النفط رخيصاً للغاية، وبعد ذلك سوف ينخفض سعر الغاز. إن تكلفة التصديع الهيدرولي تنخفض بالفعل، ولكن أوروبا لا تزال بحاجة إلى القيام باستثمارات كبيرة في المعدات وحقول الإنتاج. قد تؤخر أوروبا تطوير الصخر الزيتي إلى وقت تتحسن فيه حالة عمالقة النفط.
من ناحية أخرى:
- النفط الرخيص يعني أننا سوف نحرق المزيد من الفحم. وقد أدت وفرة النفط والغاز إلى انهيار أسعار الفحم. وهذا يعني أن أي شخص لديه كهرباء تنتجها محطة الطاقة الفحمية سوف يستمر باستخدامها بكامل طاقتها. إن انخفاض تكلفة النفط يؤدي إلى تفاقم الوضع، و سوف يستمر ذلك إلى أن تتوقف محطات الفحم عن الخدمة أو يتم استنفاد احتياطيات الفحم.
- الركوب على السيارات التي تسيرربواسطة البنزين يصبح أكثر ربحية. وحتى اليوم يشتري الناس أعدادا أقل من السيارات الكهربائية.
- سيكون لدى شركات الطيران حوافز أقل لاستخدام الطائرات الاقتصادية.
- تضرت المشاريع المكلفة في مجال الطاقة المتجددة من الأزمة المالية والنفط يمكن أن يقوم بالضربة القاضية. لا يمكن لأحد أن يقول على وجه اليقين ما هي نسبة قيمة الموارد المتجددة وأسعار النفط. وتستخدم أشعة الشمس والرياح لإنتاج الكهرباء، بينما يستخدم النفط بشكل متزايد كوقود للنقل، وهذا يعني أنها لا تتنافس مع بعضها البعض في نفس السوق. وبالإضافة إلى ذلك فإن مشاريع مصادر الطاقة المتجددة محمية بالدعم الحكومي. لكن الانخفاض العام في أسعار الطاقة يمكن أن يكون له تأثيرا سلبيا، لأن مصادر الطاقة المتجددة أكثر تكلفة من الوقود الذي يستخرج بواسطة الحفر.
انخفاض الإنتاج أو الأزمة في أية من الدول المنتجة قد يسبب ارتفاعا في سعر الأسهم. لكن في تلك اللحظة سيضطر الجزء المتبقي من اقتصاد الطاقة أن يعتمد على أسعار النفط، التي انخفضت بمستوى و سرعة لم يتوقعها أحد.