الصفحة الرئيسية تحليلات

لا يزال النفط شراً لا بد منه وسوف تتحول الحضارة الصناعية بدونه إلى عصر الأفران التي تعمل بالفحم أو حتى أسوأ من ذلك.

وماذا يحدث لو كان هناك شخصا مثل الرجل الحديدي لبناء مفاعلات توليد الطاقة بالاندماج البارد وتلبية جميع احتياجات الطاقة للبشرية؟ طبعاً يوجد لدينا إنسان دفع هوليوود إلى تجسيد توني ستارك السينمائي وهو مؤسس شركة Tesla إيلون ماسك.

لم يبتكر ماسك مفاعل توليد الطاقة بالاندماج ولكن يتقدم مع شركته باتجاه تطويرتكنولوجيا أكثر واقعية خاصة ببطاريات ليثيوم أيون. سوف تستخدم المصانع التي تعتزم Tesla على فتحها في نيفادا وربما في نيويورك تأثير الوفرة لا مثال له في السابق وسوف تطور تكنولوجيات تقليل تكاليف تخزين الطاقة خلال العقدين الماضيين.

تصوروا مدى سرعة انخفاض أسعار البطاريات خلال السنوات الآخيرة. وضع الكاتب المستقبلي رامز نام مخططا أظهر ارتفاع كمية الطاقة التي يمكن تخزينها في بطاريات ليثيوم أيون ويبلغ سعرها 100$ خلال سنوات 1991 و2005.

هذه البيانات الناجمة عن بحث جامعة ديوك لعام 2009. أما ارتفاع كفاءة استخدام طاقة البطاريات فلم يتوقف بعد سنة 2005. وفقاً لنام انخفضت أسعار بطاريات السيارات الكهربائية من 2010 حتى 2013 بنسبة 40%. وسوف تتحقق مصانع Tesla انخفاضاً أكثر سريعا.

على عكس هبوط أسعار النفط بنسبة 50% فإن هذا الانخفاض ليس شيئاً مؤقتاً. وقوته الدافعة هي الزيادة في الطلب التي تدفع التقدم التكنولوجي وليس انخفاض أسعار النفط. في حالة النفط تسمح التكنولوجيات الجديدة مثل التصديع المائي ‎(Fracking)‎ الحصول على كميات نفط أكثر بسعر أكبر مما كان في الماضي. أما البطاريات فلا تزال تتطور.

ظهرت دراسة McKinsey & Co عام 2011 أنه يجب أن ينخفض سعر السيارات الكهربائية للربع. حدث هذا منذ أربع سنوات ويستمر الانخفاض خلال هذه الفترة. ويمكن أن تظهر سيارات لكهربائية ذات أسعار منافسة في الشوارع بعد أقل من عشر سنوات. هكاذا تتغير الأسعار العالمية.

طبعاً هذا سوف يتطلب تعديلات ملحوظة في البنية التحتية للنقل والطاقة ويحتاج إنشاء محطات شحن بدلاً من محطات بنزين. هذا هو سبب قرار الرجل الحديدي (إيلون ماسك) السماح للشركات الأخرى ستخدام تكنولوجيا شركة Tesla على براءة الاختراع مجاناً. عندما ستدخل سوق السيارات الكهربائية شركات أخرى مثل General Motors التي قدمت سيارتها Chevy Bolt ستظهر المزيد من الأسباب لتطوير البنية التحتية. وتقدم البنية التحتية يعطي أسبابا أكثر للمستهلكين لشراء السيارات الكهربائية وإنه مثال للتأثير الشبكي الواضح.

لن تنقذ السيارات الكهربائية البشرية من الحاجة إلى النفط. حيث تستخدمه لصناعة البلاستيك والمنتجات الأخرى والتدفئة. ومع ذلك ستحل الطاقة الشمسية باستخدام بطاريات ماسك محل التدفئة التقليدية . بالإضافة إلى ذلك يستخدم النفط لإنتاج وقود الطائرات وفي هذه الحالة لن تصبح بطاريات ماسك مفيدة.

لا تزال وسائل النقل البري تستهلك الجزء الأكبر من النفط. لهذا السبب عندما سيصبح النفط غير ضروري للسيارات والشاحنات بفضل تطور البطاريات ستدرك السعودية وروسيا وإيران فجأة أنها تبيع منتجات متخصصة. في نفس الوقت ستتخلص الولايات المتحدة واليابان وأوروبا والمستوردون الآخرون من تأثير قفزات أسعار النفط عليها.

وبعبارة أخرى بقي لنا أن ننتظر أقل من 20 سنة وسيستقل العالم من السيطرة النفطية. إلى الأمام يا أيها الرجل الحديدي إيلون ماسك!

Strawberry Cake Media Corp. © 2024 ما معنى Cookies هيئة التحرير أرشيف

ihodl.com - نشرة مصورة عن العملات المشفرة و الأسواق المالية.
نقوم كل يوم بنشر أفضل المقالات عن الأحداث الأخيرة للقراء المهتمين بالاقتصاد.