أمريكا الشيطان الأكبر 2
REUTERS/Elijah Nouvelage
الصفحة الرئيسية تحليلات

في مقالي السابق أمريكا الشيطان الأكبر 1 تحدثت عن المشروع الأمريكي لصنع قنبلة هرمونية تحول الرجال المقاتلين الى مثليين جنسيا، مما يؤثر سلبيا على قدراتهم القتالية وعلى روحهم المعنوية. كما تناولت بالشرح تجارب أمريكا على البشر في فترة الحرب الباردة، حيث قامت أمريكا بعمل تجارب على الآلاف البشر ، مما يعد جريمة ضد الأنسانية.

اليوم تتشدق أمريكا بالديمقراطية و حقوق الأنسان وتتدخل بحجة الحرية في كل بقاع العالم ابتداء من روسيا و الصين، وانتهاء بكوبا وحتى أصغر جزيرة في المحيط الهادي، ولذلك قررت أن أكتب اليوم عن دعم أمريكا للحريات في العالم خاصة في أمريكا اللاتينية، وأهدي هذا المقال الي تشي غيفارا الذي شاركت في قتله وكالة المخابرات الأمريكية (سي آي آيه) في بوليفيا، حيث أبلغ عنه عميل السي آي آيه "فيليكس رودريغيز" يوم 7 أكتوبر، وقاموا بأعدامه في يوم 9 أكتوبر 1967. وكان موته هو أكبر انتصار في حياته المليئة بالهزائم، ليتحول بذلك الى أيقونة الثورة والحرية في العالم.

العلاقة ما بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول أمريكا اللاتينية شهدت العديد من الشد والجذب على مر التاريخ، فمنذ القرن الثامن عشر وأمريكا تحاول أن تفرض سيطرتها على هذه الدول، خاصة دول أمريكا الوسطى، حيث تعتبرها الفناء الخلفي لها، كما تحاول هذه الدول الاستقلال والخلاص من هذا الجار الديناصوري.

شهدت فترة الحرب الباردة ما بين عامي (1947-1989) تدخل أمريكا في تغيير النظم في دول أمريكا اللاتينية بل ومشاركة وكالة المخابرات الأمريكية على الأرض بالسلاح والدعم اللوجيستي وأحيانا الدعم العسكري المباشر بالقوات، على الرغم من أن هذه النظم كانت منتخبة ديمقراطيا، فقط لأنها كانت يسارية الوجهة وعلى علاقة سيئة بأمريكا على سبيل المثال أنقلاب غواتيمالا؟ سنة 1954، أنقلاب تشيلي 1973 ، ودعم المقاتلين الأجانب في نيكاراجوا فيما يعرف بحرب العصابات (حرب الغوريلا) من سنة (1981-1990).

وضعت أمريكا مكان الحكومات الشرعية المنتخبة ديمقراطيا، حكومات شمولية أو دكتاتوريات عسكرية حليفة. نتيجة لسياسة دعم الدكتاتوريين الموالين لأمريكا سادت في معظم دول أمريكا اللاتينية في الفترة ما بين 1970 و 1980 ديكتاتوريات شمولية أو عسكرية حليفة، وقد تغاضت أمريكا أو شاركت في جرائمهم ضد شعوبهم ومعارضيهم مما أنتج مئات الآلاف من الضحايا والمفقودين، حيث شاع في هذه الفترة القاء المعارضين السياسيين في المحيط حتى لا يكون لهم آثر بما يعرف في التاريخ بالحرب القذرة، بناء على نظرية أيزنهاور المعروفة بنظرية الدومينو الذي أعلن عنها في خطابه الشهير سنة 1954.

ملحوظة: هذه المقالة جزء من سلسلة مقالات "فلنتشارك المعرفة" على موقعنا في أيام الاثنين، الأربعاء، والجمعة، رجاء الاشتراك على موقعنا، إذا كنت ترغب في قراءة باقي مقالات السلسلة. تهدف هذة السلسلة في الأساس إلى زيادة الوعي والمعرفة من جهة، ومن جهة أخرى مشاركة القارئ المسؤولية في نشر المعلومة بين أصدقائه ومعارفه على الفيس بوك.

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق