ظهرت الدورات الجماعية المفتوحة على الإنترنت (MOOC) منذ أواخر التسعينات. ليس من باب الدهشة أن الكثيرين حالياً لا يثقون بقدرتها على البقاء.
الشائعات حول نهاية الدورات الجماعية الكلاسيكية المفتوحة على الإنترنت (MOOC) مبالغة بها جداً، أما التنبؤات حول تغيير مسارها صوب دروات MOOC الأكثر حرفية بدلاً من الاختيارية في مجال الفنون الحرة فهذا صحيح على الأرجح.
المستثمرون يحومون حول دورات تجديد المعلومات، المخصصة لمن وجد العمل وبالتأكيد المال لدفع الاشتراك الشهري. حظيت شركتي lynda.com و Pluralsight اللتين تقدمان خدمات التعليم عبر الإنترنت للمحترفين بأكبر جولتين من التمويل في قطاع التكنولوجيا التعليمية في العام الماضي .
يقول ممثلو Lynda.com أن الشركة قد جمعت 186 مليون دولار فقط على سهم واحد لجمع الأموال. حسب معطيات CB Insights هذا أكثر مما استطاعت جمعه أي شركة تعليمية أخرى على الأقل منذ عام 2009 حين بدأت هذه الشركة التحليلية تراقب مؤشرات القطاع.
أما شركة Pluralsight فجلبت في العام الماضي 135 مليون دولار (تضم CB Insights في قائمتها شبكة جامعات Laureate بيد أن هذه الشركة لا تعتبر نفسها شريكة في سوق التكنولوجيا التعليمية، وطبعاً تستمر في جمع التمويلات لنماذج MOOC الأكثر تقليدية ك Coursera إذ تم تأسيس الشركة عام 2011 من قبل أستاذين من جامعة ستانفورد وتتعاون مع مؤسسات تعليمية مرموقة بغرض تقديم خدمات تعليمية، وفي نهاية عام 2013 جمعت Coursera 63 مليون دولار).
يؤكد الباحث مت فونغ من CB Insights أن القسم الأكبر من الأموال التي تستثمر في التكنولوجيات التعليمية تأتي الآن بكميات قليلة موفرة بذلك تمويل بدء التشغيل التي ما زالت تحتاج إلى إنشاء النماذج التجارية الثابتة. بيد أن شركتين Lynda.com و Pluralsightتعملان منذ فترة طويلة: 20 سنة و10 سنوات على التوالي، لكن الأهم من ذلك أنهما تبلغان عن ربحهما منذ عام 2008. في العام الماضي بلغ ربح Lynda.com أكثر من 150 مليون دولار، أما ربح شركة Pluralsight فاقترب إلى 100 مليون دولار.
كلتا الشركتين Lynda.com و Pluralsightتعملان على استخدام النماذج المؤسسة على الاشتراك. يبلغ الاشتراك الشهري على موقع Lynda.com 25 دولار وهذا ما يساعد على الوصول إلى آلاف الدورات والدروس المصورة في مختلف المواد الدراسية، ابتداء من 3D الرسوم المتحركة وانتهاء بتحليل البيانات وحالة السوق.
تستخدم Pluralsight نموذجاً مشابهاً ولكن باتجاهية أضيق، فلقاء 29 دولار في الشهر يستطيع مطورو التوفير البرمجي والمحترفون في مجال التكنولوجيا استيعاب أحدث لغات البرمجة أو اكتساب المهارات التي لا غنى عنها لعدم التأخر عن الحياة. كما وتستخدم المؤسسات التي تقوم بتعليم موظفيها خدمات هذين الموقعين.
بالطبع إن هذه الشركات لا تسعى لأن تغدو بديلاً للمؤسسات التعليمية التقليدية، وإنما تتعاون معها، أما خدماتها فتتخذ موقف الخدمات الإضافية وليس البديلة للتعليم العالي.
يعتبر المدير العام لشركة Pluralsight آرون سكونارد أن أساتذة الجامعات "مهتمون جداً بالتراكيب النظرية ويعيرون اهتماماً أكبر للنظرية من التطبيق العملي".
"إذا استخدمنا أي شيء مثيل لـ Pluralsight لتعبئة هذا الفراغ حتماً سيحل المشكلة".