أفادت وسائل الإعلام السعودية عن وفاة الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيزعن عمر يناهز التسعين عاما. كما تبين في نهاية شهر ديسمبر من العام الماضي أن الملك نقل إلى المستشفى لإجراء الفحوص الطبية. وأعلن ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز ملكا للسعودية.
كان عبد الله بن عبد العزيز ملكا سادسا للسعودية حيث تولى الرئاسة في عام 2005. وفي بضعة الأشهر الأخيرة لم يظهر علنا وكان أخوه سلمان في 79 من عمره يتحدث نيابة عنه.
كما تفيد التقارير أن الحالة الصحية لسلمان ليست مستقرة أيضا لذلك من المحتمل أن مسألة خلافة السلطة في المملكة السعودية سوف تشهد تطورا جديدا. وفقا لوكالة رويترز "الملك الجديد سلمان دعا الديوان الملكي السعودي مبايعة الأمير مقرن بن عبد العزيز وليا للعهد السعودي".
واليوم الأمير مقرن بن عبد العزيز في 69 من عمره حيث تم إعلانه وليا جديدا للعهد السعودي قبل أخيْ الملك الراحل. وهكذا وقعت مخالفة القاعدة غير المكتوبة أن العرش السعودي يتم تولي رئاسته حسب مبدأ الكبر.
وماذا سيحدث للنفط؟
بسبب وفاة الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز يتسائل الكثيرون كيف ستتغير السياسة السعودية فيما يتعلق بالنفط.
لا شك في أن المملكة العربية السعودية تعتبر من أكثر دول أعضاء منظمة أوبك تأثيرا ونفوذا ومع ذلك حتى أيامنا هذه كانت ترفض السعودية رفضا قاطعا محاولات وقف انخفاض أسعار البترول عن طريق تخفيض إنتاجها. ولكن يبدو الآن أن كل شيء قد يتغير وفي أي وقت قد تشهد الساحة السعودية تغيرات جديدة.
الملك الجديد سلمان بن عبد العزيز آل سعود
يشير السيد عماد ماستاك موظف شركة Ecstrat المتخصصة في مجال تقديم المشورات في الأسواق الصاعدة إلى أهم المسائل في هذا السياق حيث يقول ما يلي:
"تبقى أسعار البترول حاليا على مستواها الذي يثير قلقا شديدا في الساحة السعودية ومن المحتمل أن تستفزّ أية تغيرات وتطورات في السلطة تراجعا مستمرا في السوق.
ولكن مثل هذه السياسة يمكن إلغاؤها خلال فترة التغيير في السلطة في عشرين سنة أخيرة حيث لا بد من أن التأييد الشعبي له أهمية خاصة في هذا الصدد".
في إمكان المالك الجديد تغيير قواعد السياسية الحالية أوالاحتفاظ بها. كل شيء يمكن أن يحدث.وهذا يخص أيضا السياسة الخارجية للمملكة. يمكن القول إن هذه الأوضاع هي عنوان لمقالة خاصة ولكن التغيرات في هذا الشأن يمكنها أن تؤثرعلى الشارع العربي بشكل عام.
وكما أفاد السيد مايكل ليفي الخبير الاستراتيجي في قطاع الطاقة العالمية بمجلس العلاقات الخارجية في بداية هذا الشهر في مقابلة أدلى بها أن نقل العرش لن يؤثر تأثيرا قويا على السياسة الخارجية والنفطية للمملكة ولكن من المحتمل حدوث عدم استقرار سياسي بشكل ما. وأضاف قائلا:
"يمكن أن يحدث الكثير وربما لن يحدث شيء على الإطلاق.لا أحد يعرف".
أزمة الأجيال
في المدى البعيد يمكن أن تصبح مسألة لعبة العروش من عدد المسائل الجدية فعلا.
إن الأمير مقرن طيار تلقى تعليمه في بريطانيا وتربطه علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة الأمريكية. ويعتبر قرار تعيينه وليا للعهد السعودي مسألة مثيرة للجدل ويرجع ذلك جزئيا إلى أنه ليس الأخ الشقيق للملك الراحل عبد الله وأمه لم تكن زوجة رسمية لأبيه الملك عبد العزيز آل سعود الذي قام بتأسيس المملكة العربية السعودية في عام 1932.
وهذا ما قاله الموظف الحكومي السعودي السابق في كلمة أدلى بها إلى المراسلة ليز سلاي من Washington Post في السنة الماضية:
"هو ليس أميرا حقيقيا شرعيا وكانت أمه عبدة والإخوة الآخرون أفضل للعرش السعودي. لا يصدق أحد أن مقرن سوف يصبح ملكا".
يوضح السيد سلاي أن تناوب الأجيال يمكن أن يؤدي إلى مشاكل أخرى وقد يصبح عدد الأمراء في الجيل الثالث سببا للخلافات المستقبلية بينهم. ليس من المهم من سوف يورث يرث الرئاسة ولكنه كما يبدو اليوم سوف يفضل نقل صلاحيات الرئاسة إلى أخوته من أجل حرمان أبناء العمّ الكثيرين من آفاق الرئاسة الملكية .
وتقدم وسائل الإعلام رأي السيد محمد بازي في هذا السياق وهو المدير السابق لإدارة تحرير جريدة Newsday في دول الشرق الأوسط حيث يتحدث عن تلك المشاكل والصعوبات التي قد تحدث عند انتقال السلطة إلى جيل جديد لا يقل عدد الأمراء فيه عن 30 أميرا. ليس لدى الأمير مقرن دعما حقيقيا في الأسرة الحالكمة لتدعم تعيينه وليا للعهد. وهناك نظرية أخرى تقول أن عبد الله أراد أن يصبح مقرن الولي القادم للعهد السعودي ليخلفه في العرش أبناء عبد الله لاحقا.
وهذا ما يقوله السيد ريك غلادستون من The New York Times في هذا الصدد:
"إن النظام الذي يحدد وراثة العرش من قبل ولي العهد سلمان وبعده الأمير مقرن يعمل من أجل إطالة وقت وصول الجيل الثالث من الأمراء وهم أحفاد مؤسس المملكة إلى السلطة ".
ونقدم لكم رسم شجرة العائلة المالكة قبل وفاة المالك عبد الله: