تحكي وكالة المشروع BRaVe عن ثورة التلفزيون التي تحدث في هذا الوقت بالفعل.
رغم أن الكسول فقط هو الذي لم يتنبئ بسقوط قطاع التلفزيون عام 2014، هذه التنبؤات لم تتحقق. فقط مضى أسبوعان من عام 2015 وإذ طراخ وإذ فجأة ! أتسمعون كيف تتشقق الأرض تحت أقدامكم؟ السبب أنه على كوكب قد بدأ التلفزيون تحولا جذريا.
نحن حالياً في مركز التحولات العالمية في مجال البث عبر الكابل والأثير وجمهور المشاهدين والقنوات عريضة النطاق. التغيرات في كل مكان، وهذه ليست ثورة من الداخل وليس تبدل الأجيال. إنه تعديل جذري لمفهوم القطاع كله.
تؤثر كثير من العوامل على كل أجزاء المنظومة في آن واحد. هذه ليست لعبة الداما بل بالأحرى لعبة واحد على واحد مع لاعب الشطرنج العبقري والمتهور بوبي فيشر ومع كثير من البوبي الفيشرالصغار. بعض الألعاب على وشك أن تنتهي الآن.
في الأسبوع الماضي نشر الرئيس الأمريكي باراك أوباما خطة الهجوم على الاحتكارات على شركات تلفزيون الكابل والبث واسع النطاق. وإن تحقيق هذه الخطة سيفتح أبواباً لإمكانيات جديدة للخدمات المتدفقة والتحديثات.
في هذا العام ظهر في المعرض الدولي للإلكترونيات الاستهلاكية مشارك جديد وهو Sling TV الموزع متعدد القنوات الأول لبرامج الفيديو. فقط مقابل 20 دولار شهرياً يطبق Sling فكرة التلفزيون في كل مكان مقدماً للمشاهدين مجموعة كاملة من التلفزة على الإنترنت. وهذا سيشق طريقاً للمبادرات الأخرى التي ستحاول الإطاحة بطغيان القنوات المعتادة مقدمة للمستخدمين مزيداً من الخيارات مع تغيير جذري لنموذج عمل التلفزيون المأجور.
فسر رئيس القناة أن Sling TV هي عبارة عن خدمة "إضافية وليست ثانوية" هدفها المستخدم الذي لم يجنده بعد مقدمي خدمات الساتليت. لن يضطر المشاهدون الآن لدفع لقاء التلفزة التقليدية بالكابل ليشاهدوا البرامج الرياضية. كم من أشخاص مستعدين لدفع 20 دولار للبث بالكابل؟ ما زال السؤال دون جواب لكنه بداية ستشكل المانع الرئيسي لأولئك الذين يترددون ولا يعرفون هل يمتنعوا عن الخدمات بأجر أم لا، ولكنهم متأكدين أنهم لا يريدون الحرمان من إمكانية مشاهدة كرة القدم المحببة.
سباق البرامج
نحن نلحظ ازدهار الفيديو على الإنترنت. في هذا العام ستبلغ تكاليف الإعلانات المرئية الرقمية في أمريكا أعلى مستوياتها خلال تاريخها أي 7.7 مليار دولار وهذا أعلى بنسبة 30.4% من عام 2014. بينما كان YouTube يسرق المشاهدين من القنوات التقليدية فمنافسوه أيضاً لم يكنوا نائمين. يجدر الإشارة إلى أن بدء تشغيل Vessel الممول بشكل جيد يريد أن ينال من بعض أمجاد YouTube وكذلك النجوم. ثمة إعلان آخر أحدث ضجة في الأسبوع الماضي: Maker Studios الذي بنى الشبكة متعددة الأقنية على أساس YouTube أعلن عن صفقة مع Vimeo.
إن النمو السريع للشبكات متعددة الأقنية وقدرتها على أسر ملايين المشاهدين يهز قطاع الترفيه بأكمله، الكل ابتداءا من الاستوديوات الكبيرة وانتهاءا بعصاميين منزليين ومدراء منتجين يحاولون إيجاد طريقة للقضاء على هذا الوحش المتطور بسرعة البرق. هل سيتغذى بالإعلانات أم بالاشتراكات، وكم خدمة سيدفعها مشاهد واحد وهل فعلاً لا بد من 7 تطبيقات متدفقة، قف: لماذا في القناة المأجورة كل هذه الإعلانات؟
الموهبة والمضمون
في هذا العام أكدت جائزة "الكرة الأرضية الذهبية" أن خدمات الاشتراك سواء كانت على قنوات الكابل التقليدية مثل NBO أو Showtime أو التي قيد الإنتاج كمثل Amazon أو Netfliх قد وضعت حجر الأساس للعصر الذهبي الثاني للتلفزيون فتخرج برامج العرض التي قد لا تحوز على تقدير عالي ولكن ستسيطر على العقول والقلوب. وهذا يعني أن فن قص حكايات تدخل مرحلة ازدهار شديد، أما شعار أسرة ميديشي الحالية فيتعبأ بالرموز اللامتناهية مثل Amazon و Netflix و GoPro وغيرها الكثير.
أصبحناً شهوداً على تراجع قياسي لشعبية البث المباشر فتحتاج شركات الإذاعة أن تبذل قصارى جهدها كي لا تتأخر عن الزمن. فتح رئيس مركز الأبحاث NBC مؤتمر "تلفزيون الغد" (TV of Tomorrow) بشريحة لفانوس العرض التي تظهر أن مشاهدة البرامج الترفيهية الأساسية انحرفت في التسجيل بنسبة 60% مقابل مشاهدتها بالبث المباشر. وكذلك قدمت NBCU (محطة الإذاعة) إعلانين رئيسيين للأسبوع، وحد يعلن عن البرنامج المركب الذي يسمح لمشتري الإعلانات الحصول عليها دون عوائق من محفظتهم الإلكترونية لتوجيهها بعد ذلك إلى جمهور مطلوب وبرنامج مطلوب وفي وقت مناسب، والإعلان الثاني يحكي عن امتناع كل كابل المجموعة لدى NBCU من صيغة "البث المباشر + نفس اليوم" إلى صيغة "البث المباشر + ثلاثة أيام". يضم كابل المجموعة أكبر شبكات مثل Bravo و Syfy بل وحتى قناة الأفلام المنتجة رقم 1 USA Network.
وهذه إشارة جدية أخرى إلى أن الطريقة الوحيدة للحفاظ على كميات كبيرة من جماهير المشاهدين هي تغيير كل نوافذ الإذاعة والبث المستمر من كل البرامج. إن تغيير اعتيادات المشاهدة تؤثر تأثيراً عميقاً على الإعلانات وشبكة البث والإحصاءات وطرق كسب الجماهير والحفاظ عليهم.
وهذه فقط بعض التغيرات الزلزالية التي تحدث الآن. فتلحيا الثورة!
المصدر:Medium