أنشأت شركة أبل أخيرا العلاقات مع الصين. كيف أثر ذلك على المبيعات والأرباح؟
أثار التقرير الذي صدر من قبل شركة أبل ضجة كبيرة بكل المقاييس ،أكبر أرباح فصلية في تاريخ الشركات الخاصة تنتهك بوقاحة قانون الأعداد الكبيرة. ومع ذلك تم تحقيق الإنجازات الأكثر إثارة للإعجاب في الصين.
أظهرت تقارير شركة أبحاث مؤسسة Canalys أن المشترين من الصين قدموا طلبا كبيرا على الهواتف الكبيرة المحمولة iPhone 6 و 6 Plus ورفعوا أبل إلى صدارة أكبر أسواق الهواتف الذكية في العالم من حيث عدد الوحدات المباعة في الربع الرابع. قبل أقل من عام كانت الشركة الأمريكية في المركز السادس خلف Huawei، وLenovo، و Samsung وXiaomi و Yulong.
ويشير محللو مؤسسة Canalys إلى أن متوسط سعر التجزئة ل iPhone أكبر «تقريبا بمرتين» من المنتجات المنافسة في الصين. قد تكون الفجوة أكثر من ذلك،ارتفع متوسط سعر التجزئة لأبل من 50 دولارا الى 681 دولار في الربع الرابع، بينما بلغ متوسط سعر التجزئة لHuawei في يونيو الماضي 155.30دولارو Xiaomi 159.60دولار.
مزيج من حجم المبيعات العالية وارتفاع الأسعار يعني أن إيرادات أبل في الصين في العام الماضي قد تضاعفت بمرتين.
غيرت أبل الفكرة عن سوق الهواتف الذكية الصينية. وتبين أن هناك عددا كافيا من المستهلكين الصينيين الذين إما يسعون للانضمام لعلامة أبل التجارية، أو حقا يحبون اكتشافات الشركة التكنولوجية، أويملكون كل هذه المشاعر في نفس الوقت، وبالتالي هم على تستعداد لدفع مبلغ كبير من المال.
على الرغم من التوقعات فشلت أبل في بيع iPhone في الصين أكثر منه في الولايات المتحدة، ولكن الآن أصبح هذا مسألة وقت فقط. كيف استطاعت الشركة تحقيق ذلك؟
إعطاء المستهلكين ما يريدون
كانت شركة أبل ترفض لفترة طويلة صنع الهواتف الذكية الكبيرة ، التي يصعب حملها في اليد والوصول إلى أي نقطة من الشاشة بالإبهام من نفس اليد، ولكنها استسلمت في نهاية المطاف و أثبت هذا الرهان فعاليته مرارا وتكرارا. أصبح المشترون الصينيون، الذين كانوا يفضلون لفترة طويلة الهواتف الكبيرة يشترون iPhone الجديد بسرعة البرق، وكانوا يختارونه بدلا من أجهزةSamsung وXiaomi.
التجزئة الفاخرة
لعبت متاجر أبل العصرية دورا حاسما في خلق هالة من الفخامة حول العلامة التجارية. ستفتح الشركة خمسة متاجر جديدة في الصين القارية، في الوقت المناسب لموسم التسوق قبل عيد رأس السنة الصينية الجديدة الشهر المقبل. إنها تخطط لمضاعفة مبيعاتها وزيادة عدد المتاجر إلى 40 خلال العامين المقبلين. السلاح الرئيسي في هذا الصراع هي رئيسة قسم مبيعات التجزئة في أبل أنجيلا أرندس. بينما كانت تعمل في Burberry حصلت على خبرة واسعة في تنظم مبيعات التجزئة في الصين.
أعطت الأسبوع الماضي أرندس تعليقاتها في مقابلة لصحيفة صينية قالت بها إن التحدي الأكبر بالنسبة لها هو «تلبية ارتفاع الطلب دون الخروج عن المعايير العالمية في مجال خدمة العملاء». وتفيد التقارير أنه من أجل تحقيق هذا الهدف تقترح نقل عدد من العاملين في متاجر الولايات المتحدة إلى متاجر أبل في الصين.
الاتفاق مع شركة China Mobile
ومن غير المعروف لماذا استغرقت أبل وقتاً طويلا لتوقيع اتفاق مع أكبر مشغل للهاتف المحمول في الصين، ولكن الآن تم عقد اتفاق مع شركة China Mobile والفوائد منه واضحة. دعت مؤسسة Canalys هذا الاتفاق جنبا إلى جنب مع إدخال مشغل الشبكة LTE لنقل البيانات عالي السرعة سببا رئيسيا لزيادة مبيعات أبل.
الطلبات الخاصة لبكين
مثل كل الشركات الأجنبية الأخرى لا تستطيع أبل إجراء أنشطتها في الصين إلا بموافقة من الحزب الشيوعي الحاكم في الصين. وكانت العلاقة بينهما ليست ودية دائما إذ اتهمت وسائل الإعلام المملوكة من قبل الدولة الشركة في أنها تقوم بممارسة الأعمال التي تتعارض مع مصالح المستهلكين، وغذى المنظمون قلق الناس إزاء إمكانية جمع المعلومات الشخصية للمستخدمين الصينيين، بل والأسوأ، ونقل هذه المعلومات إلى وكالات المخابرات الأمريكية.
كما ذكرت وسائل الإعلام الصينية، أبل، على ما يبدو، في محاولة لطمأنة المنظمين المشككين قبلت "التفتيش الأمني" الذي سيمكن السلطات الصينية من الوصول إلى شبكات ومعدات الشركة. مثل هذه الخطوة يمكن أن تعطي معلومات كافية للجهة الصينية لتنفيذ أنشطتها في جمع البيانات الخاصة ورصد المستخدمين داخل البلاد وخارجها، ولكن بالنظر إلى أن العديد من مليارات الدولارات تتدفق إلى حسابات أبل، قد يكون هذا هو الثمن الواجب دفعه لتطوير الأعمال في الصين .