أين تنتهي أوروبا ويبدأ الاتحاد الأوروبي؟
الصفحة الرئيسية تحليلات

شاركتنا أناليزا ميريللي، محررة نشر Quartzبرؤيتها عن الصراع بين اليونان والاتحاد الأوروبي.

لقد ولدت في إيطاليا ونشأت في أوروبا وأنا ممتن لليونان لتذكيرها بأن أوروبا يجب أن تتواجد.

أصبحت أوروبا بلا حدود بين البلاد هي "منطقة اليورو". ولكن أصبحت أوروبا موحدة بفضل الأوروبيين.

كان يبدو في بداية القرن الحادي والعشرين أنه قد بدأ عصر جديد.قال رجل عجوز في قريتي في جنوب إيطاليا ذات مرة لصديق له:

"لماذا ندخل فورا إلى أوروبا المتحدة ؟ أنا أفضل أن أدخل إليها، أنظر إلى الأمور وأقرر هل سأبقى أم لا".

ولكن أوروبا المتحدة قد أصبحت موحدة في نفس الوقت و فتحت صفحة جديدة في تاريخ القارة. أتذكر جيدا كم من آلاف الليرات و بأي معدل صرف كانت تتبادل للحصول على يورو واحد.

كنت أعتبر اليورو أكثر العملات روعة في العالم. القطع النقدية جميلة ومتنوعة، كنت أبحث في النقود المرجعة عن البلد المصنع للقطعة النقدية، في فرنسا، اليونان أو ربما في ألمانيا ؟ قيمة جميع القطع النقدية هي نفسها ولكن منها قطع جميلة بشكل مختلف. كانت فكرتي عن هذا المجتمع: الكثير من الناس يتكلمون بلغات مختلفة، يعيشون في مناخات مختلفة، يعدون أطباقا مختلفة ولديهم تقاليد مختلفة جدا ولكنهم يتقاسمون القيم ذاتها. من الصعب إيضاح ذلك بالكلمات و لكنه الشيء الذي ميز الأوروبيين دائما عن الأمم الأخرى.

لقد كنت قد سجلت في الجامعة في السنة التي أنشئت فيها منطقة اليورو. بعد أربع سنوات، ذهبت إلى المدرسة العليا في باريس (كانت برامج التدريب موجودة منذ عام 1987 وكان يمكن أن يشترك فيها الطلاب من جميع الدول الأوروبية). لقد تعلمت الفرنسية وتعرفت على زملاء من إسبانيا، البرتغال، ألمانيا و على شباب من العديد من الدول الأخرى. لقد كانت طريقتهم في الحياة مختلفة جدا في الكثير من الأحيان ولكنهم جميعا كانوا أوروبيين.

لقد أحببت أوروبا هذه وأرادت أن تبقى للأبد. إن القارة الحكيمة البالغة آلاف السنين، حيث الناس بالطبع، قد قاموا بالعديد من الأخطاء، لديها الحق في أن تفخر بنفسها.

لكنني لم أكن أعرف أن أوروبا التي أحبها ستواجه كابوسا اقتصاديا.

أنا من الجيل الذي ما يسمى "بالجيل الأوروبي المفقود" يطلق عليه في إيطاليا "جيل الألف يورو" في ثلاثين عاما ،هذا هو أقصى راتب يمكن توقعه، بغض النظر عن مستوى التعليم. إذا كنت بالأصل تستطيع أن تحصل على عمل.

كان الناس الذين نشؤوا في أوروبا المتحدة، يرون كما بدا لهم بأن الفرص المثالية تذوب أمام أعينهم.

إن أوروبا الآن ليست أفضل مكان للعيش. مستوى البطالة عال جدا، كما هو الحال مع مشاكل الديون. لم يتم خفض الضرائب حتى للأشد فقرا.

وذلك بعد 60 عاما من السلام في أوروبا. يقول يوركي كاتاينين، المفوض المالي الأوروبي بوضوح :

" نتائج الانتخابات لا تأثرعلى سياستنا".

إن النقص الحالي في روحانية أوروبا هو ما يحدث عندما تفكر في الاقتصاد فقط وتنسى السياسة. نحن مواطنو بلداننا، دافعو الضرائب و ليس من حق نظام الحكومة الديمقراطي عدم الاستماع إلينا.

شارك أمبرتو إيكو، في عام 2012 برؤيته لمستقبل أوروبا:

"أنا لست على دراية جيدة في الاقتصاد ولكنه في حالة أزمة الديون علينا أن نفهم أن الشيء الوحيد الذي يجمعنا هو الثقافة، باستثناء وحيد وهو الحرب".

أنا إيطالي. أنا أوروبي. أرى الآلاف من المظاهرات التي اندلعت في أثينا لدعم إلغاء تدابير التقشف المعين بموجب التمثيل من الدعم المالي. أنا مع الإغريق. أنا مع الديمقراطية والسعي لتحقيق التعاون.

الأمة اليونانية لا تحتج ضد أوروبا بل ضد سياسة البنك المركزي الأوروبي.

المصدر: Quartz

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق