هل انخفاض أسعار النفط جزء من الدورة التاريخية؟
الصفحة الرئيسية تحليلات, النفط

يظن خبراء صناعة النفط أننا نشاهد التقلب الدوري التاريخي للسوق، ولكن هل يجوز أن نعتمد على رأيهم؟

دعونا نذكركم:

  • منذ أربع سنوات لم يكن أحد قادراً على التنبؤ بأن انتحار التونسي المجنون سيهب عاصفة في كل الشرق الأوسط التي أدت إلى سقوط أنظمة الحكم وأعمال الشغب.
  • قبل شهر مارس من العام الماضي لم يتنبأ أحد على حدوث الأزمة في شرق أوكرانيا.
  • لم يتوقع أحد أن أسعار النفط ستنخفض تقريباً بمرتين مزعزعة بذلك استقرار البلدان المصدرة للنفط.

وبالإيجاز لم ينتظر أحد أن الكثير من الافتراضات التي تبنى عليها مفاهيمنا لأسس الجيوسياسة والاقتصاد ستخطئ إلى هذا الحد. هل علينا الآن أن نصدق بعض خبراء صناعة النفط حين يقولون (مثلما كان في الشهر الماضي في دافوس) أن اضطرابات الأسعار التي نشاهدها ليست إلا أحد الانخفاضات الدورية العادية في التاريخ وفي الحقيقة لم يتغير أي شيء؟

يستشهد Wall Street Journal في إحدى منشوراته الأخيرة بقول وزير النفط السعودي علي النعيمي في لقاء منتجي النفط الذي تم في شهر ديسمبر. قال النعيمي أنه ثمة مخاوف أهم من قلق المملكة العربية السعودية بصدد استخراج النفط الصخري في الولايات المتحدة، وهي تخص قضايا الاستهلاك:

"ألا يجوز أن يحدث أنه قبل عام 2050 "ستأتي سباحة" البجعة السوداء ولن يعد عندنا طلب على النفط؟".

في مثل هذه الصيغة تبدو مخاوف النعيمي بعيدة الاحتمال إذا لم نقل أسوأ من هذا. لقد نمى الاقتصاد العالمي خلال سنة بأكثر من 75 ترليون دولار، أما الهيدروكربونات فهي وقود شامل يجوز استخدامه عملياً في أي قطاع الأعمال بغض النظر عن الاختصاص، فالعالم كله تقريباً محصورباستخدام النفط والغاز الطبيعي والفحم الحجري. بمثل هذه المقاييس يستحيل تحويل الاقتصاد بهذه السهولة إلى مصدر آخر للطاقة خلال ثلاثين سنة.

بيد أنه كما تذكرنا بعض الوقائع التاريخية اخترعت شركة Exxon السلف لبطارية ليثيوم أيون. حدث ذلك في السبعينات حين أجبرت تصرفات أوبك تقليص الاستخراج اليومي للنفط من قبل الشركة بأكثر من 60%، فاعتبرت أن السيارات الكهربائية يجوز أن تغدو جزءاً من مستقبلها الجديد.

هذا وقد غيرت Exxon رأيها لأن البطاريات كانت دوماً تنفجر في المخابر، كما أن الصناعة عادت إلى النفط عموماً . اليوم تعمل Exxon وفقاً للسيناريو الأساسي الذي يفترض بأنه حتى حلول عام 2040 على الأقل سيبقى النفط مسيطراً في مجال النقل بنفس النسبة تقريباً كما هو اليوم، أي ستكون حصته في الوقود أكثر بقليل من 90%. تعتبر Exxon أن مطور, البطاريات لن يتمكنوا من تصغير فجوة الإنتاج باستخدام المحروقات وتوفير الإدخال الشامل للسيارات الكهربائية.

لكن هذه الحادثة التي وقعت في السبعينات تذكرنا بسرعة التغيرات سواء في الآراء أو في الواقع نفسه حين يتعلق الأمر بالطاقة (المثال الآخر على ذلك الذروة الحالية للنفط الصخري).

يجوز أن المحللين محقون، فالذي يحصل الآن ربما سيكون مجرد حدثاً كريهاً وسيعود سريعاً الوضع الراهن للنقص في إمدادات النفط والأسعار العالية.

ومن جهة أخرى لم يقدر هؤلاء المحللون على التنبؤ بما يجري الآن.

اقرأ أيضا:
الرجاء وصف الخطأ
إغلاق