أحد أصعب القرارات التي يضطر رجال الأعمال لأن يتخذوها.
إليك بعض الأفكار حول أحد أصعب القرارات التي يجب على رجال الأعمال أن يتخذوها عندما يقومون ببيع شركاتهم الخاصة.
إذا كنت تقرأ الإعلام المتخصص في صناعة التكنولوجيا، فيبدو لك وكأنه يتم الإعلان عن بيع شركة في كل يوم تقريبا. يقوم الإعلام بانتظام بالتقرير عن عدة صفقات كبيرة وعن الكثير من الصفقات الصغيرة. إذا كنت تدير عملك الناشئ الخاص، فلربما تفكر في ما هو الوقت الأنسب لبيع الأعمال. وما هو النهج الذي يجب اتخاذه في قرارات مهمة كهذه ؟ إليك بعض الاعتبارات لمساعدتك.
ابدأ العمل من خلال التفكير في النهاية
إن نقطة البداية في إيجاد الوقت المناسب لبيع الأعمال هي التفكير في المرحلة النهائية من العمل. كيف ترى منتجك أوأعمالك الخاصة ؟ ما هي الأهداف التي وضعتها عندما بدأت في العمل ؟ هل تستمر في العمل من أجل تحقيق هذه الأهداف ؟ تهيمن في معظم أسواق التكنولوجيا فكرة "الفائز يأخذ كل شيء أو الجزء الأكبر". وهذا يعني أنه بنحو غير متناسب، تمنح حصة القيمة الكبيرة في أي سوق لللاعبين الأفضل. ويمكن ملاحظة ذلك في مجال البحث. لقد بلغت جوجل معزل ضخم عن منافسيها. ويحدث نفس الشيء في العديد من الأسواق الأخرى. لذلك عندما تتخيل منتجك الخاص، عليك التفكير في ما إذا كنت على المسار إلى القيادية في القطاع.
ضع مصالح المساهمين في الاعتبار
لديك الكثير من المساهمين الذين هم جزء مهم من الأعمال. قد يكون هناك غيرهم من مؤسسي الشركة. هناك الموظفون، الشركاء، الموردون المهمون، العملاء والمستثمرون. لديهم جميعهم، بعض التأثير على قرار البيع. ومن الواضح أنه إذا كان هناك العديد من المؤسسين، فيجب أن يتم هذا القرار بصورة مشتركة. في بعض الحالات قد يصبح الشركاء المرشحون لشراء الشركة.
إن المستثمرين وخاصة لدى الشركات التي تدير رأس المال الاستثماري، يلعبون دورا هاما عند اتخاذ القرارات حول البيع. يسعى أصحاب رؤوس الأموال الحصول على دخل مرتفع. إذا جاؤوا إلى استنتاج مفاده أنك لست على الطريق الصحيح لتصبح شركة رائدة في السوق و بأنك لن تحقق الدخل الذي يحتاجون إليه، فيمكنهم أن يقرروا الخروج. هذا لا يعني أنه يجب عليك من دون ممانعة أن تبيع الشركة. لكنه من المهم أن يتم حوار مفتوح ونزيه مع المستثمرين. إذا كنت ترغب في الاستمرار في العمل وهم ليسوا مهتمين بذلك طموحاتكم لا تتطابق. ويمكن لعدم التطابق هذا أن يؤدي إلى أنواع مختلفة من الخلافات. سوف تقضي وقتا أكثر على تسوية القضية مع المستثمرين، بدلا من تحسين عمل الشركة.
كم سيستغرق من الوقت لكسب المال الذي يعرض عليك اليوم ؟
لنفترض أنه لديك عرض للشراء. ماذا بعد؟ من المهم أن تفكر كم من الوقت ستحتاج من أجل تحقيق نفس التقييم في حال كنت لن تبيع الشركة وستستمر في العمل بنفسك. تخيل مثلا أنك قمت منذ سنة بعقد جولة لجذب رأس المال الاستثماري وحصلت على درجة من 20 مليون دولار. لا تزال تمتلك 60% من الشركة. و بذلك تكون حصتك على الورق بقيمة 12 مليون دولار. و الآن تقوم شركة ما بالعرض عليك أن تبيع شركتك ب 50 مليون دولار. يمكنك أن توافق على هذه الشروط و تضع في جيبك 30 مليون دولار. يمكن لذلك أن يغير حياتك تماما!
لذلك من الضروري هنا أن تقوم بإجراء العمليات الحسابية لمعرفة كم من الوقت سوف يستغرقك لتحقيق نفس النتيجة. ما مدى خطورة الأمر؟ هل سوف تضطر إلى رفع تمويل إضافي أو إلى تمييع حصتك من أجل تحقيق ذلك ؟
إذا كنت تحتاج إلى سنتين أو أكثر من أجل تحقيق التقييم المعطى لك اليوم، فقد يكون من الأفضل أن تقبل العرض. إذا كنت بالفعل بالقريب من هذا التقييم و كل شيء يعمل كما يجب، فاستمر في العمل الجاد!
هل سيساعدك هذا في إنجاز مهمتك؟
إن أفضل رجال الأعمال هم الذين يهدفون إلى حل المشاكل و ليس إلى كسب المال. في بعض الحالات يمكن لبيع الأعمال أن يسهل تنفيذ مهمة الشركة. في نهاية المطاف، إذا كان يمكن لشركة ما أن تتحمل تكلفة شراء عملك، فهذا يعني أنها تملك الموارد والمخارج إلى الأسواق وغيرها من العناصر الضرورية التي قد تكون مفقودة لديك. إذا كنت مهتما بالأمر، فعليك التفكير في درجة الاستقلال التي سوف تحتاج إلى الحفاظ عليها من أجل مواصلة العمل على مهمتك الخاصة في حال كنت ستصبح جزءا من شركة أخرى.
ماذا ستفعل؟
إن هذا السؤال الأخير هو شخصي جدا. إذا كنت تحب عملك، فما الذي ستفعله عوضا عنه؟ يمكنك فقط أن تجاوب على هذا السؤال. و للأسف، في كثير من الأحيان لا ينظر في هذا السؤال في عملية البيع. خذ وقتا للتفكير فيه.