يتشاءم خبراء جمعية مستخرجي النفط ببريطانيا Oil & Gas UK في تقدير مستقبل البلاد كدولة منتجة للطاقة والنفط والغاز.
يخبر ممثلو جمعية تجار النفط بأن كميات استخراج النفط في القطاع البريطاني لبحر الشمال انخفضت في عام 2014 بسبب زيادة المصاريف وارتفاع الضرائب وانخفاض أسعار النفط، وهذا ما يدل على ضرورة زيادة الاستثمارات وازدياد نشاط التنقيب في تلك المنطقة.
يخرج تقرير مجموعة الضغط Oil & Gas U.K. في نفس الوقت مع زيادة الضغط على حكومة بريطانيا من الفرع المختص في قضية تخفيض الضرائب وتعديل النظام المعقد لجمع الضرائب من شركات قطاع النفط والغاز في الميزانية المعتمدة في شهر مارس بصدد انخفاض الاستخراج في بحر الشمال.
يؤكد في هذا التقرير أن كميات الاستخراج في الإقليم البريطاني من بحر الشمال قد انخفضت في عام 2014 بنسبة 1.1% بالمقارنة مع العام الذي سبقه، فنزلت إلى 1.42 مليون برميل في المعادل النفطي في اليوم، وهذا تقريباً أقل بنسبة 70% من الكمية في ذروة الاستخراج في بحر الشمال في عام 1999.
في هذا العام قد يصل الاستخراج إلى 1.43 مليون برميل في اليوم وذلك إذا نفذت المشاريع طبقاً للمخططات.
بدأ استخراج المورد في بحر الشمال في السبعينات فأضحى الإقليم واحداً من أغنى المناطق نفطياً في العالم، بتقديمه إلى السوق عدة ملايين من البراميل يومياً. أما الإقليم المثمر جداً المسمى بـ Brent فأعطى التسمية للنوع المعياري الذي تحدد به أسعار النفط.
بيد أنه في السنوات الأخيرة كانت الربحية من الاستخراج في بحر الشمال تنخفض بثبات، في حين أن النفقات بصدد استنفاذ حقول النقط كانت تزداد مع الضرائب. كثير من الحقول تستخدم منذ فترة طويلة، أما احتياطات النفط فنفذت عملياً. أما الحقول الجديدة فليست غنية بالنفط مثلها وتقع في أمكنة صعبة الوصول إليها حيث سيحتاج الاستخراج إلى تكنولوجيا غالية الثمن.
يشار في هذا التقرير إلى أنه في العام الماضي حفرت شركات النفط فقط 14 بئرا استكشافيا في الإقليم البريطاني من بحر الشمال، وهذا أقل بسبعين بئر استكشافي تقريباً مما هو في الإقليم النرويجي حيث تقترح الحكومة الكثير من التسهيلات الضريبية.
في شهر ديسمبر أعلن وزير المالية البريطاني جورج أوسبورن عن التخفيض الفوري للضرائب المجباة من شركات النفط والغاز من 32% إلى 30%، لكن هذه الخطوة كانت أضعف مما توقعته الشركات التي كانت تأمل في أن الضرائب ستنخفض إلى 20%.
وقبل انهيار الأسعار التي وقعت من عام 2014 إلى بداية هذا العام أي من 115 دولار على البرميل إلى ما دون 50 دولار على البرميل في شهر يناير كانت شركات النفط مثل Chevron Corp. (NYSE: CVX), BG Group PLC (LON):
الشركات الصغيرة التي تعصر آخر قطرات من الحقول القديمة تعاني من الصعوبة في جذب التمويل من جراء الأسعار المنخفضة للنفط كما أنها قلصت كمية الأعمال.
من دون الاستثمارات تزداد المخاطرة بأن الجزء من الاحتياطات الممكن استخراجها في بريطانيا والتي تقدر كميتها العامة من قبل مجموعة Oil & Gas UK بعشرة مليارات برميل بالمعادل النفطي أنها لن تستخرج. فمن بين هذه المليارات العشرة تحتاج 3.7 مليار منها إلى جلب استثمارات. قال مايك تولن المدير الاقتصادي لشركة Oil & Gas U.K.:
" في ظروف سعر النفط ب50 دولار على البرميل لن نتمكن من جلب كمية كبيرة من المال. نحن نحتاج إلى تغيير النفقات والضرائب لكي نزيد من كمية الاستثمارات".
يتوقع أن استثمار رأسمال في الاستخراج في الإقليم البريطاني من بحر الشمال سينخفض هذا العام بنسبة 36% أي إلى 9.5-11.3 مليار جنيه استرليني (14.7-17.4 مليار دولار) في حين أنه في عام 2014 بلغت الاستثمارات 14.8 مليار جنيه (21.5 مليار دولار) وذلك لأن الاستثمارات في المشاريع الجديدة تتقلص. هذا ما صرحت به Oil & Gas U.K..
إن انخفاض أسعار النفط تعني أن أرباح الشركات العاملة في بحر الشمال انخفضت في العام الماضي إلى مؤشر يزيد قليلاً عن 24 مليار جنيه (37 مليار دولار) وهذا الرقم الأدنى منذ عام 1998. بالتوافق مع زيادة النفقات تعرضت المنطقة لخروج الأموال بكمية 5.3 مليار جنيه (8.2 مليون دولار) وهذا أسوأ مؤشر منذ السبعينات.