الصين تحارب الجواسيس الأمريكان
الصفحة الرئيسية تحليلات, الصين

أدرجت بكين Apple و Cisco وغيرها من شركات IT الأمريكية إلى القائمة السوداء.

استلمت الوكالة الإعلامية Reuters قائمة الموردين للمعدات عالية التكنولوجيا المقررة من قبل الحكومة المركزية الصينية فوجدت أن الشركات الأمريكية الكبرى ومن بينها Apple و Cisco محذوفة منها. حدث ذلك بعد أن أخبر إدوارد سناودين أن وكالة الأمن القومي بالولايات المتحدة كانت لها دوماً إمكانية الوصول إلى معطيات ومعدات الشركات الأمريكية للتجسس على الأعداء.

انخفضت كمية الشركات التكنولوجية الأجنبية المخولة في الصين خلال الفترة الممتدة ما بين 2012 و2014 بقدر الثلث، أما المختصة منها في مجال الأمن فبثلثين. والأمر لا ينحصر فقط ضمن "الحديد"، ففي العام الماضي منعت بكين مؤسسات القطاع العام من شراء أحدث نسخة من Microsoft Windows وكذلك البرمجة المضادة للفايروس من Symantec ومخبر كاسبيرسكي. تفيد Reuters أن McAfee و Citrix Systemsأيضاً قد حذفتا من القائمة المقررة.

أضحت مكافحة Cisco في الصين حجة للأخبار. يتهم منتج المعدات الشبكية سناودين في انهيار أعماله التجارية في الصين المستمرة منذ 2013.

حسب المعطيات التي كشف عنها سناودين كانت وكالة الأمن القومي تستمد باستمرار البيانات من أجهزة التوجيه لدى Cisco فتدرج في المعدات أجهزة التجسس، ويبدو أن هذا كان دون علم الشركة.

Huawei هي أكبر شركات إنتاج معدات الشبكة وأهم منافس لـ Cisco وهذا يعني أنها ستفوز من عدم وجود الشركة في قائمة الموردين المقررين. ومع ذلك ينبغي الإشارة بأن Huawei محرمة بدورها من العقود الحكومية وذلك لأن رجال الدولة يخشون من الجاسوسية الصينية.

كما وعانت Apple من عدة خلافات مع المشرعين الصينيين في قضايا مثل عدم المساس بالحياة الشخصية للمستخدم. إن خذف الشركة من قائمة الموردين المقررين والتي لا تنتمي إلى دوائر السلطات المحلية أو مؤسسات القطاع العام أو المؤسسات الحربية (فهي لها قوائمها الخاصة) قد لا يؤثر مباشرة على أعمالها التجارية لأنها لا تتركز كثيراً على بيع iPhone . لكن هذا الحادث فعلاً يدل على الضغط من قبل الحكومة الذي تواجهه Apple أكثر وأكثر كلما كانت تتوسع في الصين أكثر. يذكر كذلك أن الشركة حتى قدمت للموظفين الصينيين إمكانية وصول إلى الرمز الأصلي السري ضمن "معاينة الأمن" المبادر من قبل بكين.

في آخر الأمر من المستحيل فصل المجهودات التي تبذلها الصين لمنع الجاسوسية الأمريكية عن محاولة إعانة صناعة IT الوطنية في تنافسها مع وادي السيليكون. لا شك أن بكين استنتجت بأن الحد من التوريدات من أمريكا هي استراتيجية مضمونة، أما السياسة التي تمارسها الولايات المتحدة فتعطي للصين كل الحجج التي هي تحتاجها لهذا الغرض.

اقرأ أيضا:
الرجاء وصف الخطأ
إغلاق