قامت شركة HP يشراء شركة Aruba Networks المنتجة لأجهزة التوجيه Wi-Fi. هل كانت هذه الصفقة خطوة صحيحة تؤدي إلى نجاح؟
إن قصة شركة Aruba Networks المنتجة لأجهزة التوجيه Wi-Fi التي تم شراؤها مؤخرا من قبل شركة HP مقابل مبلغ قدره 3 مليار دولار هو مثال كلاسيكي لما يحدث مع شركة من وادي السيليكون بعد خروج مؤسسها من الأعمال.
يقع مقر شركة Aruba في مدينة سانيفايل في ولاية كاليفورنيا الأمريكية ويعمل فيها حوالي 1.8 ألف موظف.
وكما أعلنت شركة HP أنها سوف تدفع مبلغا قدره 24.67$ على كل سهم وهذا المبلغ يضم مكافأة %34 مضافة إلى سعر السهم لشركة Aruba في التداولات الختامية لدورة 24 من فبراير حيث ظهر في هذا اليوم بالتحديد أول خبر من وكالة Bloomberg عن الصفقة المقبلة ما أدى إلى ارتفاع مفاجئ لأسعار أسهم Aruba نتيجة موجة أعمال المضاربين في البورصة.
وبحسب جميع القوانين والقواعد لوادي السيليكون يعمل في Aruba Networks أحد من المؤسسين الثلاثة للشركة وهو السيد كيرتي ميلكاوت الذي كان يملك حصة لا تزيد عن 1% من أسهم الشركة. وبناء على سعر بيع HP يصل سعر حصته إلى المبلغ قدره 32 مليون دولار ( قيمة حصته قدرت أساسا على المعطيات الرسمية التي تم تقديمها إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية في شهر أكتوبر الماضي).ويواصل السيد ميلكاوت عمله في Aruba وسيستمر في المستقبل القريب حيث يقوم حاليا بتوظيف الموظفين الجدد في طاقم شركة HP في إطار عملية الاندماج والاستحواذ.
أما العضوان المؤسسان الآخران فلا يتمتعان بحصة كبيرة تكفي للإشارة إلى أسمائهما في أية وثائق رسمية للجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية.
تسلسل الرؤساء التنفيذيين
تم تأسيس شركة Aruba في عام 2002 بجهود ثلاثة شباب كانوا يعملون معا في شركة Alteon التي تم شراؤها من قبل شركة Nortel Networks مقابل مبلغ قدره 7.3 مليار دولار في أيام الفقاعات في قطاع تكنولوجيا الإنترنت في عام 2000.
العضوان الآخران هما السيد بانكاج مانغليك (الذي كان يشغل منصب الرئيس التنفيذي) والسيد ميرفين أندرادي (أول المدير الفني للشركة الذي استقال من منصبه رفيع المستوى بعد ست سنوات من إجراء Aruba لعرض أسهمها الأولي العام في البورصة)
كان السيد مانغليك يترأس شركة Aruba خلال سنتين ونصف في بداية عمل الشركة حيث ازداد عدد الموظفين إلى 80 موظفا ومن ثم بدأ المساهمون الرئيسيون يقلقون بشأن Cisco وقد قرروا أن الشركة تبحث عن شخص يتمتع بخبرات واسعة في المبيعات والإنتاج.
جاء مانغليكا ليحل منصب دون ليبو الذي كان يترأس من قبل إدارة المبيعات العالمية في Cisco. ومن بين الإنجازات التي حققها ليبو إنشاء آلية المبيعات العملاقة في شركة Cisco (وكما هو المعتاد في وادي السيليكون Cisco اتخذت قرارا عن إقالة الأعضاء المؤسسين لها).
عندما بدأت شركة Aruba تبحث عن شخص مناسب لمنصب الرئيس التنفيذي كانت بعض المصادر المطلعة تقول إن الشركة تعتبر سيلينا لو مرشحا لهذا المنصب الرفيع المستوى.
يجب الذكر أن السيدة لو هي نائبة الرئيسة السابقة في إدارة المنتجات لشركة Alteon حيث كانت تقدم الخدمات الاستشارية إلى شركة Aruba وحتى كانت إحدى المساهمين فيها. ولكن الشركة لم تدعوها لتشغل هذا المنصب وهذا ما قاله المتحدث باسم شركة Aruba في هذا السياق:
"إنها جذابة للغاية لتصبح مديرة تنفيذية لشركتنا وإذا اتخذنا هذا القرار فكنا مضطرين لنشمل تكاليف حذائها في خطة الميزانية للشركة".
عمل ليبو في منصب الرئيس التنفيذي خلال سنتين تقريبا وهذه الفترة كانت كافية ليتحدث حاليا عن رفضه لاقتراح الاندماج والاستحواذ من شركة Cisco التي كان يعمل فيها سابقا. وثم غيرت شركة Cisco رأيها وقامت بشراء أكبر شركة منافسة لـ Aruba حينذاك وهي شركة Airespace مقابل مبلغ قدره 450 مليون دولار.
وبعد مرور سنة واحدة تقريبا أقنعت شركة Aruba رئيس مجلس الإدارة السابق السيد دومينيك أورا ليشغل منصب الرئيس التنفيذي للشركة بهدف تحقيق المهمة ذات الأهمية البالغة وهي إجراء العرض الأولي العام لأسهمها في البورصة المالية. وتجب الإشارة إلى أن السيد أورا كانت في ذلك الحين مشهورا في قطاع تكنولوجيا الشبكات والإنترنت وكان رئيسا سابقا لشركة HP وشغل منصب الرئيس التنفيذي في شركة Alteon وأوصل الشركة إلى عرضها الأولي العام ما ساعد كثيرا في بيع الشركة إلى Nortel
رئيس Aruba Networks دومينيك أور
وفي عام 2007 كتبت ستيفاني ميختا صاحبة مجلة Fortune في إحدى مقالاتها أن السيد أورا كان يقول عن تلك الأيام الصعبة قبل إجراء العرض الأولي العام إن العدوان لا يرحم خلال هذه الأيام كاد يدمر حياته إطلاقا ولكنه تحمل كل شيء. وكانت السيدة ميختا تشير إلى ما يلي:
"قد أدى ذلك إلى الحرب التي استمرت خلال 9 سنوات والتي واجه خلالها الكثير من الصعوبات حيث طلق زوجته،وبالرغم من أنه نجح في تحقيق العرض الأولي العالم ومن ثم باع الشركة قد عاش في اكتئاب شديد وتوقف عن العمل حتى، ثم جاء إنجاز آخر حيث ساعد شركة أخرى في إجراء العرض العام لأسهمها وخلال كل هذا الوقت الصعب كان يسعى أن يبقى مديرا جيدا وإنسانا جيدا".
واليوم من الصعب جدا أن نقول إذا تمكن السيد أورا من إيجاد التوازن بين العمل والحياة الشخصية.ولكنه من المعروف أنه أثناء عمله في منصب الرئيس التنفيذي في شركة Aruba أصبح أكبر مساهم للشركة حامل لخيارات الأسهم والأسهم بذاتها التي كان يقوم بإدارتها عن طريق الأدوات الاستثمارية المختلفة.
وكما يشار في الوثائق الأخيرة لشركة Aruba التي تم تقديمها إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية في شهر أكتوبر إنه كان يملك حوالي 4% من أسهم الشركة بشكل عام.
ولا يود مغادرة شركة Aruba Networks في المستقبل القريب الأجل. والآن انضم إلى HP من جديد.
كما يقول متحدثو الشركة أور وميلكاوت سوف ينضما إلى HP بعد الصفقة وسوف يعملا تحت إشراف أنطونيو نيري رئيس قطاع الشركات في HP.
كيف تستفيد شركة HP من هذه الصفقة؟
هناك سؤال حول هذه 3 مليارات دولار، ألم يتم إنفاقها دون جدوى؟ هذا السؤال يثير جدلا شديدا حتى الآن.
وبحسب المعطيات الرسمية من IDC نسبة اللاعب الثاني Aruba في سوق أجهزة التوجيه Wi-Fi تصل إلى 11% حيث أن حصة Cisco تقدر بحوالي 48% من القطاع.
ولكن HP تقدم تشكيلة كاملة من أجهزة التوجيه Wi-Fi ولها حصة قدرها حوالي 4% في القطاع.
ويشك المحلل لـ Forrester السيد أندري كايندنيس حول هذه الصفقة ويضيف قائلا ما يلي:
"أعتقد أن هذه الصفقة عبارة عن خطوة فاشلة للعملاء وشركة Aruba ذاتها لأن هذه الصفقة تصبح قرارا ثالثا لشركة HP بشراء الشركة التي تصنع أجهزة التوجيه في السنوات الخمس الأخيرة Colubris و3 Com والآن Aruba Networks"
يتساءل السيد كايندنيس أيضا عن سبب انضمام Aruba Networks إلى شركة HP وإلى قسم إنتاج خوادم الإنترنت وتخزين البيانات بالتحديد. ويشعر بقلق حول أنه بكونها مشغولة بهذه الصفقة لن تتمكن شركة HP من متابعة التغيرات والمتسجدات في أعمال الاتصال اللاسكلي والقطاع التكنولوجي بشكل عام.