مخازن النفط في الولايات المتحدة قد امتلأت كليا تقريبا،هل ستنخفض الأسعار ؟
لقد تراكم النفط في الولايات المتحدة لدرجة أنه قريبا لن يكون هناك مكان لتخزينه. وبالتالي في الأشهر المقبلة قد ينخفض سعر النفط ووقود السيارات أكثر.
في الأسابيع السبعة الماضية كانت الولايات المتحدة تستخرج يوميا 1 مليون برميل أكثر مما تستهلك. يذهب النفط الزائد إلى المخزن الرئيسي الذي يقع في كوشينغ وهو الموقع الأساسي لتداول صناعة النفط في البلاد. في الأسبوع الماضي ذكرت وزارة الطاقة أن مخزون النفط الخام أكثر مما كان عليه خلال 80 سنة ماضية.
لقد أشار إد مورزي رئيس مجموعة أبحاث السلع في سوق Citibank في الندوة الأخيرة التي نظمها مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك ، أن المستودعات في الولايات المتحدة الأمريكية قد امتلأت تقريبا.
وهو يعتقد أنه قد ينخفض سعر برميل النفط الواحد من 50 إلى 20 دولارا. في هذه الحالة سوف تواجه شركات النفط تزايدا كبيرا في الخسائر و سوف توقف الإنتاج حتى يتنهي الفائض في المعروض. سيرخص وقود السيارات ومع ذلك قد لا يحدث انخفاض حاد بسبب انخفاض الإنتاج في المصفاة بسبب العوامل الموسمية وانقطاع العمل الغير متوقع.
يتنبأ محللون آخرون أيضا بحدوث انخفاض حاد في أسعار النفط (حتى لو لم يصل إلى 20 دولارا لكل برميل) نظرا لاستمرار تدفق النفط إلى المخازن. هناك عدة أسباب.
- لا يزال الإنتاج في الولايات المتحدة في حالة نمو. تقوم الشركات بتقليص خطط حفر آبار جديدة ولكن هذا سوف يقلل من إمدادات النفط بعد مرور بعض الوقت.
- النفط من الآبار الجديدة خفيف ومنخفض الكبريت ومعظم مصافي الولايات المتحدة ليست مصممة لمعالجة مثل هذه المواد الخامة.وتصدير النفط إلى الخارج محظور بموجب القانون الفدرالي.
- يستمر توريد النفط إلى الولايات المتحدة. أولا: هناك تأثير من جراء الصعوبات الاقتصادية في البلدان الأخرى و ثانيا: يجب تشغيل المصافي التي تعالج الخام بنسبة مرتفعة من الكبريت .
- الطلب على وقود السيارات في الوقت الحالي من أقل من أي وقت مضى و لذلك يتم تقليل عدد المصافي أو إيقاف الإنتاج من أجل الصيانة.كنتيجة تزيد مخزونات النفط الخام.
بالنسبة للمستثمرين العاملين في مجال النفط يكون شراء وتخزين النفط مفيدا فهم يربحون من الفرق بين الأسعار القائمة والآجلة بتصدير النفط بعد أشهر عديدة. اليوم يمكنك شراء الوقود بمبلغ 50 دولارا للبرميل و إبرام عقد بتسليمه في ديسمبر بسعر 59 دولارا للبرميل. تكون هذه الاستراتيجية مربحة حتى مع رسوم تخزين النفط حتى ديسمبر.
إن النقطة الرئيسية لتسليم النفط التي تتم في الولايات المتحدة الأمريكية هي كوشينغ. يوجد في هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 8 آلاف شخص و التي تقع بين مدينة أوكلاهوما وتالسا، نقطة تلاقي العديد من أهم خطوط أنابيب النفط. ووفقا لبيانات وزارة الطاقة مجموع سعة التخزين في كوشينغ هو 85 مليون برميل ولكن لا تستخدم المخازن لتخزين النفط ، بل من أجل خلط المزيج وللحفاظ على عمل خطوط الأنابيب.
تقوم شركة Genscape التي توفر المعلومات حول حالة سوق الطاقة باستكشاف كوشينغ مرتين في الأسبوع باستخدام مروحيات مجهزة مع كاميرات بأشعة تحت الحمراء وغيرها من الأجهزة لقياس مستوى النفط في المخازن. حسب تقديراتها محطات كوشينغ ممتلئة لحد الثلثين.
تعتقد هيلاري ستيفنسون الخبيرة لدى شركة Genscape المسؤولة عن مراقبة مستويات المخزون والنقل ومعالجة النفط، أن المخازن في كوشينغ سوف تمتلئ كليا في منتصف أبريل. و هي تؤكد أن تدفقات النفط إلى كوشينغ تنمو بسرعة غير مسبوقة.
قد لن يحدث الامتلاء الكلي للمخازن ووصول أسعار النفط إلى مستويات منخفضة جدا إذ يتم في كوشينغ بناء محطات جديدة، وبالإضافة إلى هذه المخازن، هناك مخازن كبيرة في هيوستن، سان جيمس وغيرها من الأماكن. و لربما سوف تبدأ هذه المخازن بقبول المزيد من النفط، نظرا لأن الأسعار قد انخفضت بما يكفي لتغطية تكاليف النقل.
وبالإضافة إلى ذلك يقوم صانعو النفط بتقليل أحجام الحفر بشكل سريع، في يونيو الماضي كان سعر البرميل 107 دولارات وأما الآن هو أقل من النصف. هناك دلائل على أن الطلب قد بدأ في الارتفاع.
وفقا لبيانات وزارة الطاقة، لقد ارتفعت مخزونات النفط خلال الفترة الأخيرة بشكل حاد بنسبة 8.4 مليون برميل، بينما أسعار البنزين و الديزل قد انخفضت أكثر من المتوقع. نظرا لذلك يعتقد بعض الخبراء أن الطلب على النفط سوف يبدأ بالنمو قريبا ذلك سوف يخفف إلى حد ما من مشكلة تشبع السوق.
ولكن يقول العديد من المحللين أن أسعار النفط سوف تنخفض خلال الربيع و سوف تبدأ بالارتفاع في أوائل الصيف فقط تحت تأثير العوامل الموسمية.