أقسمت واحدة من أخطر العصابات في أفريقيا بالولاء لل«الدولة الإسلامية» وهذا يغير الكثير.
في 7 مارس انضمت الجماعة النيجيرية الجهادية «بوكو حرام» التي لا يقل عدد ضحاياها منذ عام 2011 عن11 آلف شخص (6 آلاف فقط في عام 2014) إلى «الدولة الإسلامية». و ظهر أمس فيديو من قبل المسؤولين الرسميين من داعش الذي يؤكد ذلك.
وفي 10 مارس قال هارون زيلين ، وهو باحث في مجال الإرهاب في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط أنه بعد حلف اليمين من قبل «بوكو حرام» أرسلت منظمة داعش مبعوثين إلى المناطق الشمالية من نيجيريا لتطوير ظروف التعاون.
المناطق التي تسيطر عليها «بوكو حرام»، بما في ذلك الدولة الإسلامية التي نصبت نفسها في زاوية نائية في شمال شرق نيجيريا، ستصبح ولايتهم أو محافظة خلافتهم، وزعيم الجماعة أبو بكر شكاو سوف يحصل على لقب الوالي أو أمير المقاطعة.
هناك عدة مجموعات أجنبية أولت وفاءها لداعش. من بينها «نصار بيت المقدس» في سيناء المصرية وجماعات مسلحة في مناطق إستراتيجية في ليبيا. مجلس الشورى الذي يحدد التوجه الإستراتيجي لحركة داعش يعلن عن عدم التدخل في شؤون التكتيكات. زيلين يوضح:
«إنه شيء مثل المركزية اللامركزية ».
ولكن حتى لو لم يكن هناك تعاون ميداني مباشر قد تكون عواقب الحلف وخيمة جدا.
كتب ديفيد غارتينشتين روس، أحد كبار الباحثين في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات وخبير معترف به في الجماعات المسلحة الغير دولية، في تويتر:
«من الصعب أن نبالغ في تقدير أهمية حلف" بوكو حرام ". هذا يغير كل شيء ».
داعش والقاعدة
تقاتل داعش الآن لنيل قلوب وعقول الجهاديين مع «تنظيم القاعدة». في عام 2013 كان هناك انقسام بين المنظمتين. داعش لديها وجهات نظر أكثر تعصبا. هدفها هو إنشاء الخلافة،أي أن هذا المشروع السياسي والديني مرتبط بإقليم محدد. بينما «القاعدة» لا تربط مهمة الجهاد مع الخلافة وهناك تعصب أقل في أهدافها وخطاباتها. فهي أكثر تركيزا على الهجمات الخارجية.
كان لدى «القاعدة» حلفاء أفريقيون أقوياء، مثل «القاعدة» في بلاد المغرب الإسلامي، و«أنصار الدين» الذين استولوا على شمال مالي عام 2012 و "الشباب" التي لا تزال تسيطر على معظم الصومال.
و جماعة «أنصار الشريعة» المرتبطة ب«القاعدة» ناشطة في تونس وليبيا. شاركت في الهجوم على السفارة الأمريكية في بنغازي في 11 سبتمبر 2012. بينما حلفاء داعش، وفقا لغارتينشتين روس، يتواجدون فقط في بعض مدن ليبيا و كان حجمهم يضخم بالدعائيات.
الاتحاد مع «بوكو حرام» يمكن أن يغير ميزان القوى في أفريقيا. يقول غارتينشتين روس:
«الآن لدى داعش شبكة قابلة للحياة بشكل أكبر في أفريقيا، ومن المرجح أن جزءا من المنظمات المحلية، مثل «أنصار الشريعة» في ليبيا وتونس قد بتفرق و ينضم إلى الدولة الإسلامية».
الآن داعش تحتاج إلى الأخبار السارة: تظهر الجماعة علامات الصراع الداخلي وتعاني من الخسائر في المناطق السنية في العراق، وخاصة في تكريت، مسقط رأس صدام حسين. على الرغم من أن المناقشات حول اتحاد «بوكو حرام» وداعش سبقت فشل جديد لهذه الأخيرة، إن الشراكة بدأت في لحظة مناسبة «للدولة الإسلامية». يقول غارتينشتين روس :
«هذا الأسبوع كانت داعش تفقد الزخم بشكل واضح في سوريا والعراق. ويبدو أنها تعاني من مشاكل جدية. يعطي حلف "بوكو حرام" لداعش المرونة الإقليمية، وعلاوة على ذلك، إنها قفزة إلى الأمام. حتى لو ستعاني المنظمة من الفشل في بعض مناطق التجمع الآن هناك عامل جديد، مما يدل على استمرار الحركة».